عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني في قطاع غزة، مطالبا السلطات الإسرائيلية بالسماح لموظفي المعونات التابعين للمنظمة الدولية بدخول القطاع.ووفقا للبيان الذي أصدره مكتب الأمين العام للمنظمة الدولية فإن بان حث أولمرت (بقوة) على تسهيل دخول الإمدادات الإنسانية التي تشتد حاجة سكان القطاع إليها. وأشار البيان إلى أن أولمرت دان استمرار إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، لكنه في الوقت ذاته وعد بان كي مون بأن ينظر بجدية للأزمة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة. وكانت إسرائيل قد أصرت أمس على مواصلة إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، بعد أن سمحت يوم الاثنين لنحو 33 شاحنة بدخول القطاع، محملة بكميات محدودة من المواد الغذائية، أكدت الأممالمتحدة أنها بالكاد تكفي لسد حاجة القطاع لأيام قليلة فقط.ورغم تعهد أولمرت لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أثناء لقائه معه (بعدم السماح بحدوث أزمة إنسانية بالقطاع) إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أعلن أن إغلاق المعابر سيتواصل اليوم الأربعاء، متذرعا باستمرار إطلاق صواريخ من القطاع تجاه إسرائيل. وعلى أرض الواقع فقد أدى النقص الحاد في الوقود إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من قطاع غزة وتوقف عدة أقسام وأجهزة طبية في مجمع الشفاء الطبي. وأشار مدير مجمع الشفاء الطبي الطبيب حسين عاشور إلى إن محطة الأكسجين التي تغذي قسم الباطنية ووحدة القلب في المجمع، توقفت إلى جانب توقف قسم العلاج الطبيعي وتشريح الأمراض. كما اشتكى عاشور من توقف المولد الرئيسي للمجمع جراء نقص المعدات اللازمة بسبب الحصار والإغلاق الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 18 شهرا.ودعا إلى تدخل عاجل من المنظمات الحقوقية والإنسانية والمجتمع الدولي لإنقاذ المرضى في غزة (الذين باتوا يعانون ويلات لا توصف من الحصار الإسرائيلي الجائر). بدورها فتحت السلطات المصرية معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة الثلاثاء بصفة استثنائية لعبور تسعين مريضا فلسطينيا للعلاج في مستشفيات القاهرة. وفي سياق مواقف المنظمات الدولية الإنسانية طالبت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي في بيان صدر أمس بإنهاء فوري للحصار الإسرائيلي لغزة، وقالت إنه (يتعارض بشكل مباشر مع القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان).