أعرب عدد من القيادات والشخصيات السياسية اللبنانية عن تقديرهم الكبير لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى عقد مؤتمر (حوار أتباع الديانات والثقافات) الذي افتتح أعماله في الأممالمتحدةبنيويورك أمس الأول. وعبّر رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري في تصريح له أمس الأول عن فخره واعتزازه بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى عقد المؤتمر. وقال (إن انعقاد المؤتمر في الأممالمتحدة بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو الحوار الحقيقي لأتباع الأديان وعلينا أن نكون فخورين به لأنه يهدف إلى فصل السياسة عن الدين ويضع حدا لإلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين ويؤكد العرب من خلاله أنهم يريدون الحوار والانفتاح تجاه كل المجتمعات في العالم). وأضاف (هذه المبادرة أتت من قبل خادم الحرمين الشريفين لإقامة حوار حقيقي بين أتباع الأديان لأن المشكل ليس في الدين بل في السياسيين لأن كل سياسي يحاول أن يزج الدين في السياسة ويسعى لاستغلاله لمصالحه وأهوائه). وحول مشاركة الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان بالمؤتمر قال الحريري (لقد ذهب رئيس الجمهورية إلى نيويورك للمشاركة في مؤتمر حوار أتباع الديانات والثقافات وللتأكيد على أن لبنان هو مركز للحوار الحقيقي بين أتباع كل الأديان وطلب أن يكون لبنان مركزا لحوار أتباع الأديان في المستقبل وفي حال تحقق هذا الطلب فسيشكل هذا الأمر ساعة مباركة في تاريخنا). وأبدى النائب نعمة طعمة من جانبه تقديره الكبير لأهمية انعقاد المؤتمر وقال (إن هذا المؤتمر يشكل في هذه المرحلة ظاهرة لها دلالاتها على غير صعيد في خضم التحولات الإقليمية والدولية والخلافات بين الدول والصراعات والأزمات معتبرا أن انعقاد المؤتمر إنما هو دليل قاطع على تفاعل المملكة العربية السعودية وتواصلها مع كل أتباع الأديان والطوائف والمذاهب). وأكد أن المؤتمر ترجمة حقيقية لسياسة المملكة العربية السعودية المبنية على المحبة والاحترام المتبادل مع كل الشعوب وعلى عمل الخير وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد أو ذاك أو مع هذه الطائفة أو تلك. وأردف النائب طعمة يقول (إن مشاركة الرئيس ميشال سليمان في المؤتمر هي تأكيد على المحبة والاحترام المتبادل للعلاقة التاريخية بين المملكة العربية السعودية ولبنان وتواصل مستمر في سياق الدعم الذي يلقاه لبنان من المملكة العربية السعودية وما النتائج الايجابية التي عاد بها الرئيس سليمان من جدة بعد لقائه القيادة السعودية إلا دليل على العلاقة والدعم غير المحدود من المملكة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والمالية). وختم قوله ( ما أحوجنا اليوم إلى مثل هذا المؤتمر البعيد عن الحسابات الخاصة والسياسات الضيقة والصراعات التي لا تجلب للأوطان إلا المصائب والكوارث فحوار الأديان إنما هو محبة الشعوب وتفاعل الطوائف وتلاقي الإنسانية وان إقدام المملكة العربية السعودية على هذه الخطوة المباركة ستترك إيجابياتها ليس على مستوى لبنان فحسب إنما على العالم برمته). ووصف النائب انطوان زهرا بدوره دعوة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز لمؤتمر حوار أتباع الديانات والثقافات بالتاريخية .. وقال (إن مبادرة الدعوة إلى المؤتمر إيجابية وجيدة خصوصا بعد تعاظم التشنج والاحتقان المذهبي الذي أنتج منظمات متطرفة وظهور العمليات الإرهابية). وأشار إلى أن الهدف من المؤتمر هو إعادة رسم الصورة الحضارية للأديان وصورتها الإنسانية .. مضيفا (فما من دين يدعو إلى رفض الآخر ومحاربته في المطلق إضافة إلى تأمين التواصل الايجابي والخلاق لقبول الآخر والحوار معه). وأكد النائب نبيل دوفريج من جانبه أن المؤتمر مهم جدا ويجب عدم البدء من الصفر .. مشيرا إلى أن كل المشاركين في المؤتمر أصروا على حضور رئيس الجمهورية اللبنانية لأن لبنان هو النموذج الأكبر لحوار أتباع الديانات والثقافات وتعايشها منذ قيام دولة لبنان. كما رأى النائب هادي حبيش انه وتحت شعار الأديان تشن الحروب في حين أن الخلفيات تكون دائما سياسية بامتياز وتستخدم الأديان لتغذية الصراعات. وقال (إن لبنان هو المثل الأبرز لأننا البلد الذي يحوي 18 مذهبا) .. مطالبا المؤتمرين بالتشديد على أهمية الاعتدال وتكريسه في التعاطي فيما بينها ودعوة المؤمنين إلى نبذ كل أشكال التطرف. في حين رحب النائب عمار حوري بالمؤتمر الذي ينعقد في ظلال الأممالمتحدة .. وأكد ضرورة أن يكون حالة دائمة لا تقتصر على انعقاد المؤتمر فقط .. مشددا على أهمية أن يبلور هذا المؤتمر ثقافة الحوار وقبول الآخر وتنظيم الخلاف داعيا إلى الإفادة من اللقاء الذي يمثل أهمية قصوى نظراً لانعقاده برعاية المملكة وهو خطوة ايجابية تسجل للمملكة العربية السعودية.