دعا ملك المغرب محمد السادس الجزائر إلى الاستجابة لمطالب بلاده بفتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ عام 1994، مطالبا الجزائر بأن تفصل هذا الموضوع عن قضية الصحراء الغربية التي اتهم الجزائر بإعاقة تسويتها. وقال إن (التمادي في رفض كل مساعي التطبيع المغربية أو تلك المبذولة من بلدان شقيقة وصديقة وقوى فاعلة في المجتمع الدولي، يعد توجها معاكسا لمنطق التاريخ والجغرافيا الذي يتنافى مع إغلاق الحدود بين بلدين جارين شقيقين). وعبر في خطاب ألقاء أمس الاول بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لتنظيم ما يعرف ب(المسيرة الخضراء) إلى الصحراء الغربية، عن أسفه للموقف الرسمي للجزائر من قضية الصحراء الغربية، معتبراً أنه (يعرقل الدينامية الفاضلة) التي أطلقتها خطة الرباط الهادفة إلى منح سكان ذلك الإقليم حكماً ذاتياً. وتعتبر الجزائر أن مسألة فتح الحدود بين البلدين (لا يمكن فصلها عن تصور شامل للمغرب العربي الكبير). وأكد ملك المغرب أن تشبث بلاده بفتح الحدود وتطبيع العلاقات (ليس إلا وفاء لأواصر الأخوة وحسن الجوار وتمسكا بحقوق الإنسان في حرية التنقل والتبادل وكذا استجابة لحتمية الاندماج المغاربي. من جهة أخرى رفض رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الجزائري سابقاً صادق أبو قطاية الاتهامات المغربية لبلاده واعتبر أنها انعكاس لخلافات مغربية داخلية. وكان المغرب أغلق حدوده البرية مع الجزائر في 1994 إثر تفجير فندق في مراكش ألقى بالمسؤولية عنه على أجهزة الاستخبارات الجزائرية. وطبقت الرباط نظام التأشيرات على الجزائريين الراغبين في زيارة المغرب، وردت الجزائر بالمثل.