تتهم أم العروس بأنها أحد أهم المعوقات التي تواجه الشباب في اتخاذ القرار الجاد لدخول قفص الزوجية الذي يعتبره البعض أمراً في غاية الصعوبة في ظل وجود أم العروس المتسلطة والمغالية في طلباتها .. دون أن تجد من يردع قراراتها أو يقف رافضاً لتصرفاتها.. فيبقى الأب متلفتاً يميناً ويساراً مسلوب الإرادة.. وهناك الفتاة ضعيفة الخبرة في مسائل الزواج تعتقد أن والدتها تعمل من أجل مصلحتها.. ليكون العريس مشتتاً ذهنياً يتنازعه صراع الرغبة في الزواج من الفتاة ورفضه لتصرفات والدتها.. فإما القبول بكل هذه العلات والرضوخ للمقبول وغير المقبول، وإما الرفض القاطع دون رجعة لتظل الفتاة يائسة حزينة ممثلة رقماً إضافياً يزيد نسبة العنوسة التي أصبحت الآن مشكلة متجذرة تعاني منها المجتمعات العربية لأسباب تكاد تكون متشابهة. ويصف البعض أم العروس وبالطبع ليس الكل لأن هناك نساء متوازنات وواقعيات يضعن المبادئ الإسلامية والأخلاقية فوق كل اعتبار إلا أن هناك من يوصفن بالبعبع المخيف وذوات اللسان الطويل والطامعات والانتهازيات وغيرها من الأوصاف التي تنطبق بالفعل على الكثيرات!. (الندوة) ناقشت قضية سيطرة أم العروس مع عدد من الشباب والفتيات خاصة ممن كانت لهم تجربة قاسية في الزواج.. ضعف الشخصية ويروي أبو ماجد أنه عانى الأمرين عندما أراد أن يقبل على الزواج، أولاً: رغبته في زوجته الحالية.. وخوفه من فقدانها.. والثاني: تدخل والدتها في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالزواج.. إلا أنه تغلب على كل هذه الصعوبات من أجل الاستمرار في الخطوة التي بدأها.. وقال إن والد زوجته كان ضعيف الشخصية أمام تصرفات الزوجة.. لدرجة أن الأشياء التي من المفترض أن يناقشها الرجال مع بعضهم تتم مع أم العروس التي وصلت حد التدخل في اختيار مكان شهر العسل والفندق الذي سنقيم فيه.. وكل هذا من أجل (البرستيج) وسط عائلتها وصديقاتها. وتقول هويدا نعم إن أم العروس تعتبر معوقاً أساسياً وقالت إنها لم تمر بالتجربة لكن صديقتها كانت ضحية لطلبات والدتها التي ارهقت الخطيب بطلبات غير معقولة وكأنها تريد بها أن تقول له أبعد مما أدى ذلك إلى نشوب خلاف بين أم العروس وأم العريس وكثر الجدل والنقاش الذي تطور إلى مشكلة أدت في النهاية إلى فشل مشروع الزواج. مبالغات أم العروس ويعتبر الشاب مصطفى من أسباب العنوسة وانحراف الشباب وانتشار الزواج السري بمختلف أشكاله تعود إلى المبالغات التي تفرضها أم العروس على العريس والتي تسعى دائماً لأن تشعره بأن ابنتها أفضل منه وتستحق أفضل العرسان.. مما يجعل الكثيرين يثورون لكرامتهم ويرفضون إتمام الزواج مهما كانت درجة تعلقهم بالفتاة.. ومنهم من لايستطيع بالفعل التكاليف الباهظة ويرغب بالزواج في حدود استطاعته.. لكن كيف يجد ذلك والبعبع المخيف يقف سداً منيعاً أمام تحقيق أحلامه. شروط واهية ويقول العم أبو صالح الملاحظ أن لأم العروس لها دوراً كبيراً ومؤثراً في نجاح أو فشل الزواج، وأن هذا التأثير يختلف حسب ثقافة ودين هذه الأم فإذا كانت على خلق ولاتتأثر بأحاديث الناس فعادة ما ترغب في الستر على بناتها.. ولاتتدخل لوضع شروط تعجيزية للخاطب أو تحديد مواصفات معينة للشخص الذي من المفترض أن تتزوجه ابنتها.. لكن من المؤسف أن الغالبية العظمى من الأمهات في الزمن الحالي هن من النوع المنجرف وراء كلام الناس ويخشين ما يسمونها بالفشيلة والقيل والقال فتراهن يفرضن مهوراً عالية.. وضغوطاً شديدة على الزوج ويتدخلن في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بزواج ابنتها كما يصل حد تدخلها في التفاصيل الدقيقة التي تتعلق بالكوشة والمسكن والفندق ونوعية العشاء لحفل الزفاف. سيطرة مطلقة ويضيف عبداللطيف هناك أنواع من الأمهات تم تصنيفهن من خلال القصص الواقعية التي مرت به.. والتي بدأها بالآم المسيطرة.. وقال كانت هناك أم ذات شخصية حديدية وكان زوجها ضعيف الشخصية ولايملك قرار نفسه.. وإذا تم اتفاق في شيء ما بين الأب وخطيب البنت تأتي الأم لتلغي كل شيء وتفرض اتفاقات جديدة لدرجة أن الأب اصبح يتهرب من خطيب ابنته ويطلب منه أن يطلب من أهله التفاهم مع أم العروس بمعنى أن أم الخطيب تتفق مع أم العروس إلا أنه ورغم كل المحاولات ظلت أم العروس بمعنى أن أم الخطيب تتفق مع أم العروس إلا أنه ورغم كل المحاولات ظلت أم العروس هي الآمر الناهي.. وهي التي تخطط وتنفذ ما تريده.. ويقول السيد الأنصاري إنه من المؤسف أن هذه النوعية منتشرة جداً في هذا الزمن حيث أن معظم الرجال لايملكون سلطة تحديد المهور أو الرفض أو قبول الخاطب وكل شيء في يد أم العروس!. ويروي العم مستور: عن حادثة كانت أمام عينيه حيث قامت أم بتطليق ابنتها بعد عقد القران مبارة بسبب خلاف على عشرة آلاف ريال.. ويقول لقد شاهدت مدى تسلط الأم ولسانها الطويل حيث استطاعت هدم سعادة الزوجين على الرغم من حب الرجل لزوجته ورغبتهما في الاستمرار.. لكن عدم مخافة الأم من الله وتسلطها الشديد كان فوق كل اعتبار..وكان الزوج قد قام بدفع مائة ألف ريال كمهر.. إلا أن أم العروس كانت مصرة على أن يكون المهر مائة وعشرة آلاف ريال. أنانية وجشع ومن المشاهد الأخرى تقول أم ليلى إن إحدى الأمهات كانت في حالة مرضية تستدعي نوعاً من الرعاية التي كانت تقدم عليها ابنتها لذلك فقد كانت الأم تعوق زواج ابنتها وترفض جميع من يتقدم لها دون إبداء أي أسباب.. وكل ذلك لكي تبقي البنت بجوارها لرعايتها طبياً. وأشارت أم ليلى أن من أهم أسباب العنوسة لدى العديد من النساء هي السمعة السيئة التي تلاحق الأمهات كما عكستها المشاهد السابقة فكثير من الشباب يرفضون الزواج من بنات بسبب أمهاتهن سيئات الخلق.. ليدفعن هن الثمن والنتيجة مزيد من العنوسة. تنميط العريس! وللوقوف على الجوانب النفسية المترتبة على تشدد الأمهات في مطالب الزواج وانعكاسات ذلك على الفتيات والشباب ترى تهاني عبدالله بكالوريوس علم نفس: أن كل أم لها تصور معين لزوج ابنتها وأن هذا التصور ينطلق من خلفيات الأم من حيث النشأة وارتباطها بزوجها ووالدها وتحاول الأم رسم صورة في ذهنها عن عريس ابنتها ومن هنا يأتي التشدد وعدم المرونة تلغي التفكير في امكانيات ومقدرات وشخصية العريس.. وتسعى الأم لتنميط العريس دون النظر للجوانب الايجابية فيه.. مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من الشباب تواجههم الصعوبات المادية في مقتبل عمرهم.. إلا أن الأمهات لايقدرن هذه الظروف ويشترطن توفير ما يفوق طاقة العريس.. وبالتالي تحدث المشاكل النفسية سواء كانت للعريس أو للعروس التي تدخل في مرحلة من مراحل الاكتئاب النفسي. والانعزال الاجتماعي والعدوانية التي تظهر عليها وظهور عداء بينها وبين والدتها باعتبارها سبباً في حرمانها من اختيار شريك حياتها.. هذا بالإضافة إلى أعراض القلق النفسي والمخاوف المرضية واضطرابات النوم وتشوش التفكير وبالتالي عدم قدرتها على فهم الأمر بشكل صحيح. وأضافت: أن بعض الفتيات صغيرات السن اللاتي يواجهن بمثل هذه الاشكالية يصبن ببعض الأعراض الهستيرية والأمراض النفسية اللاشعورية.. بالإضافة إلى الهزات النفسية الشديدة التي يمكن أن تحدث الشلل الهستيري والعمى المؤقت وفقدان الصوت لدى بعض الشخصيات فلا تستطيع التعبير بالكلام.. وعلى المدى البعيد ربما يكون هناك نوع من الضغط النفسي.. أما الأم غالباً ما تكون من النوع المسيطر ولها الدور الأساسي في الأسرة خاصة الأسر التي تفتقد الحوار فيما بينها.. وهناك نوع من السيدات اللاتي يعانين من الوساوس القهرية.. وأخريات لهن تجارب تتحكم في اختياراتهن لأزواج بناتهن.. أو بسبب المشاكل الاقتصادية وربما يكون للأمر تقديراً عالياً لابنتها.. وترى أن لا أحد يستحقها إلا بمواصفات معينة.. وأن يكون هناك ارتباط عاطفي غير صحي تجاه البنت مما يجعل الأم تعاني من قلق الانفصال وبعدها عن ابنتها لذلك تجدها تحاول تأجيل موضوع الزواج وهذا النوع يحدث نادراً.