كشف القائم بأعمال قنصلية دولة الكويت بالإنابة بجدة، أنس عيسى الشاهين أن الأكلات الشعبية الكويتية في رمضان مثل الجريش والمرقوق لاتزال صامدة في وجه الأطباق الحديثة. وأوضح في حوار مع (الندوة) أن رمضان يهذب النفوس ويقمع الشهوات ويسمو بالأرواح. | ماذا يعني لك الصيام في هذا الشهر الكريم؟ || الصيام هو أولاً تنفيذ لأمر الله عز وجل وتطبيق لواجب فرضه ربنا سبحانه وتعالى فجعله ركناً من أركان الإسلام. كما أن صيام رمضان ينمي في الإنسان أخلاقاً عديدة كالصبر والصدقة والاحساس بما يعاني منه الفقراء وقهر شهوات النفس والكف عن الفواحش وأعمال السوء حيث إن المسلم لابد أن لايكتفي بتجنب الشهوات بل لابد أن يتجنب سوء الأخلاق كالكلام الفاحش والتكبر والاسراف والتبذير والغضب فكلها مما يخدش الصيام وقد يبطله. | ما الفرق بين الصيام داخل المملكة وخارجها؟ أكد بلوماسيين مغتربين عن أوطاننا نفتقد أهلنا وأقاربنا كما أن هناك عادات وتقاليد تختلف من شعب لآخر، لكن الله سبحانه عوضنا في المملكة العربية السعودية بقربنا من الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى أننا نلمس الكرم السعودي الذي ينبع من أشقائنا في المملكة حيث إن الجيران والأصدقاء في تواصل دائم معنا وهو ما يحسسنا بالأخوة الإسلامية والروابط الأزلية بين الكويتيين والسعوديين. دق الهريس | كيف يستقبل الناس رمضان في دولة الكويت؟ وما هي أشهر الأطباق الرمضانية الكويتية؟ || قد لايختلف كثيراً استقبال شهر رمضان المبارك في الكويت عن استقباله في السعودية لكن الكثير من الكويتيات في الماضي كن يقمن بما يسمى (دق الهريس) وهو طحن الحبوب المراد استخدامها في أطعمة رمضان أما أشهر العادات الكويتية قبل شهر رمضان فتسمى (قريش) وهي اجتماع الأهل على وليمة في آخر يوم من شهر شعبان. والأطباق الكويتية كثيرة لكن أشهرها الهريس والجريش والمرقوق والمجبوس والتشريب إضافة للحلويات كاللقيمات والزلابية والرهش وغيرها من الأطباق التي ما زالت صامدة في وجه الأطباق الحديثة والطبخات القادمة من خارج شبه الجزيرة العربية. تبادل الزيارات | حدثنا عن العادات والتقاليد في شهر رمضان المبارك بدولة الكويت؟ || العادات والتقاليد القديمة في الكويت ما زال أغلبها مستمراً حتى يومنا هذا، وأبرزها مسألة اجتماع الناس في العبادات والطاعات كصلاة التراويح وقيام الليل، كما أن التواصل وتبادل الزيارات بين الأهل واجتماع الرجال في (الديوانية) يعد سمة من سمات هذا الشهر الفضيل. أما الأطفال فمازالوا يحرصون على (القرقيعان) حيث يقومون بزيارة جيرانهم وهم يرددون بعض الأهازيج والأناشيد الشعبية في منتصف شهر رمضان المبارك فيما يهديهم الجيران أنواعاً من المكسرات والحلوى. وأيضاً ما زال أهل الكويت يجتمعون على (الغبقة) وهي من الوجبات الرمضانية الخفيفة التي تكون بين الإفطار والسحور. رمضان بين اليوم والأمس | هل هناك فرق بين الصيام أيام زمان وحالياً؟ || بلا شك هناك فرق كبير بين رمضان الماضي والحاضر في كل الدول الإسلامية بحكم التطور والتغير في كافة مجالات الحياة فالصيام الآن صار أسهل من الماضي حيث لم يكن في وقت أجدادنا أجهزة التكييف والتبريد ووسائل النقل المريحة والوفرة في الأغذية والماء النظيف، لكن هذا لم يجعلهم أقل منا كرماً وبراً وإيماناً في هذا الشهر المبارك حيث سطر التاريخ مآثرهم وبذلهم المال في سبيل الله عن طريق الصدقات وإطعام المساكين وإكرام عابر السبيل. كما يختلف رمضان اليوم عن رمضان الماضي في دخول بعض العادات السيئة كالانشغال عن الطاعات بمتابعة البرامج التلفزيونية وكذلك الإسراف في الطعام الذي يتنافى مع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم كما صار بعض الموظفين والطلبة يهملون وظائفهم وواجباتهم ويركنون للكسل والنوم رغم أن رمضان شهر الجهاد والقرآن. | أصدقاء تحرص على الالتقاء بهم في هذا الشهر الكريم، وكيف تقضي وقتك في رمضان؟ || إن الكويتي في وطنه الثاني المملكة العربية السعودية لايشعر بأنه غريب حيث يرتبط الشعبان الشقيقان بعلاقات نسب ومصاهرة وبارتباط تاريخي وطيد كما أننا كسلك دبلوماسي لنا صداقات كثيرة مع العاملين في القنصليات العربية والأجنبية في مدينة جدة ومن مختلف دول العالم. وشخصياً أقضي رمضان في السعودية بناء على تقسيم أيامه المباركة بين الأسرة والبرامج الإيمانية والاجتماع في ديوانية القنصلية العامة لدولة الكويت التي يشرفنا بها منذ عقود إخواننا السعوديون والقناصل والدبلوماسيون العاملون في جدة. موقف رمضاني | موقف رمضاني لايزال عالقاً بالذاكرة، وحكمة تحرص على ترديدها باستمرار؟ || الموقف الرمضاني الذي لن أنساه هو عندما خطبت زوجتي في رمضان قبل سنوات بعد أن اخترت واستخرت وقررت في هذا الشهر المبارك. أما الحكمة التي أرددها دائماً فهي التي تتجلى في حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له). | رؤيتك للواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية حالياً؟ || لابد من التفاؤل بمستقبل مشرق للإسلام والمسلمين، فقد نهانا ديننا الحنيف عن اليأس وصدق من قال (إن مع العسر يسرا) فسيأتي الوقت الذي تنتصر به سماحة الإسلام واعتداله فتتوحد البشرية في ظل العدالة التي أمرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم حيث لافرق بين عربي وأعجمي ولاظلم يقع على انسان بسبب دينه أو عرقه فديننا حث على المساواة وحماية حقوق البشر.