اعلن القضاء الاميركي الجمعة التخلي عن ملاحقة عنصر في مشاة البحرية الاميركية (مارينز) كان اتهم بالمشاركة في مجزرة حديثة في اليوم ذاته الذي كان يفترض ان تبدأ فيه محاكمته في افظع جريمة حرب نسبت للجيش الاميركي في العراق. وقال المكتب الصحافي في كامب بندلتون اكبر قاعدة للمارينز في العالم "لقد تم اليوم (الجمعة) اسقاط التهم الموجهة الى الكابورال ستيفن تاتوم بشأن تورطه المفترض في مقتل مدنيين عراقيين في حديثة بالعراق في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2005". واضاف المصدر ذاته ان هذا القرار اتخذ "بهدف مواصلة البحث عن الحقيقة في قضية حديثة" التي تقع على بعد 260 كلم غربي بغداد حيث قتل بحسب النيابة العامة 24 مدنيا عراقيا بينهم نساء واطفال بدم بارد. ولم يتم على الفور تقديم اي تفاصيل اخرى بشأن انعكاسات هذا الاعلان على القضية التي كان يفترض ان يمثل في اطارها اليوم امام محكمة عسكرية في كامب بندلتون الكابورال تاتوم (27 عاما). وكانت وجهت الى تاتوم تهمة قتل شقيقتين تبلغان من العمر 14 و5 سنوات اثناء قيام عناصر من المارينز بتفتيش بيوت في حديثة بعد مقتل احد رفاقهم في انفجار قنبلة يدوية الصنع وضعت على حافة احدى الطرقات. ووجهت الى تاتوم تهم "القتل عن غير قصد" و"تعريض حياة آخرين للخطر" و"الاعتداء مع ظروف مشددة" وكان يواجه عقوبة السجن 19 عاما. وتم توجيه الاتهام الى ثمانية جنود من المارينز في نهاية 2006 لمشاركتهم في العملية، لكن تم اسقاط التهم عن اربعة منهم. ومع التخلي عن ملاحقة تاتوم لم يعد هناك الا ثلاثة متهمين بالمشاركة في المجزرة هم السرجنت غرانك ووتريش المتهم بالمشاركة في المجزرة وضابطان تأخذ عليهما النيابة العامة عدم التحقيق في المجزرة. ومحاكمة تاتوم التي كانت مقررة اصلا الخميس جرى تأجيلها الاربعاء الى الجمعة من دون تقديم تفسير. والسرجنت ووتريش الذي ينتظر ان تتم محاكمته في الاسابيع المقبلة يعتبر المتهم الرئيسي لكونه اتهم ب"القتل غير العمد" لتسعة اشخاص على الاقل. وربما يعني التخلي عن ملاحقة انه ابرم صفقة مع النيابة العامة للادلاء بشهادته ضد ووتريش مقابل حصوله على الحصانة. ومثل هذه الصفقات هي من الامور الدارجة في النظام القضائي الاميركي وكانت سجلت سابقا في قضايا جرائم حرب تمت اجراءات المحاكمة فيها في كامب بندلتون.