سيطرت جزيرة جامايكا بقيادة عدائها الفذ اوساين بولت حامل ذهبيتي سباقي 100 م و200 م ومحطم الرقمين القياسيين العالمين فيهما، وعدائتيها شيرلاين ان فرايزر وفيرونيكا كامبل براون على سباقات السرعة حتى خيل للبعض ان هؤلاء يخوضون التجارب الوطنية في كينغستون وليس منافسات العاب القوى في دورة الالعاب الاولمبية المقامة حاليا في بكين. ولم تكتف جامايكا بالذهبيات الاربع بل نالت 3 ميداليات ملونة اخرى في سباقات السرعة الاربعة، اي 7 ميداليات من مختلف المعادن من اصل 12 حتى الان. ولا تعتبر جامايكا حديثة العهد في سباقات السرعة، بل بدأت تفرض نفسها بقوة فيها منذ اولمبياد لندن عام 1948 عندما فاز ممثلها ارثر هانت بذهبية سباق 400 م، فلم يتردد دوق ادنبره في دعوته الى تناول العشاء معه. وكان بامكان جامايكا ان تسجل اسمها في سباق 100 م قبل انجاز بولت في الدورة الحالية، لو انها عرفت كيف تحافظ على ابرز عدائيها قبل ان يدافعوا عن الوان دول اخرى وابرزهم البريطاني لينفورد كريستي بطل اولمبياد برشلونة عام 1992، والكندي دونوفان بايلي بطل اولمبياد اتلانتا عام 1996، وحتى الكندي الاخر بن جونسون الذي جرد من ذهبيته في اولمبياد سيول 1988 لتنشطه جذوره جامايكية. واقترب ثلاثة عدائين جامايكيين من الذهب الاولمبي في سباق 100 م من دون ان ينجحوا في ذلك وهم هيرب ماكينلي عام 1952، ولينوكس ميلر عام 1968 ودون كواري عام 1976 لكن جميعهم اكتفوا بالميدالية الفضية، قبل ان يتوج بولت بالذهبية في بكين. وتعود نجاحات جامايكا في سباقات السرعة الى البرنامج الوطني الناجح ويدعى (بطل ) الذي يعود الى العام 1910 ويجمع سنويا افضل العدائين في كافة مدارس جامايكا، علما بان غالبية العدائين الذين احرزوا ميداليات اولمبية تخرجوا منه. ويستقطب هذا البرنامج سنويا نحو الفي عداء وعداءة ويقام على مدى 3 ايام ويحضره 30 الف متفرج يوميا. وبرنامج (بطل) يتضمن سباقات لجميع الفئات العمرية اعتبارا من 5 سنوات، وهدفه اكتشاف المواهب وصقلها لجعلها تنافس على اعلى المستويات. ولطالما كان برنامج (بطل ) هدفا اساسيا لكشافي الولاياتالمتحدة الذين نجحوا في اقناع العدائين المحليين بالهجرة الى اميركا من خلال اغرائهم بمنح دراسية يقدمونها لهم ولا يحصلون عليها في بلادهم. بيد ان جامايكا تداركت هذا الامر وقدمت مساعدات كبيرة لعدائيها المحليين في السنوات الاخيرة، وبالتالي فان ابرز رياضييها وعلى رأسهم بولت وزميله اسافا باول يعيشون في كينغستون ويتدربون في ملاعبها وتحديدا في معهد جامايكا للتكنولوجيا وهذا ما شجع اخرين لكي يحذوا حذوهم. ويقول مدير المعهد انطوني ديفيس: (هناك الان حوالي 300 عداء يتبعون برنامجا خاصا). واضاف (لقد زرعنا البذور منذ فترة طويلة وها نحن نرى الحصاد حاليا). والحصاد حتى الان يشير الى حصول جامايكا على 7 ميداليات منها اربع ذهبيات في منافسات العاب القوى في الالعاب الحالية، والعداد مرشح للارتفاع.