في كل سنة يطل علينا شهر الخير والبركة يصحبه العديد من العادات الخاطئة التي تنم عن جهل مطبق بفضل هذا الشهر واستثماره في التقرب الى الله من ذكر وعبادة وقيام لليل ، حيث تجد أن ساعات النوم تغيرت فهذا اصبح ينام بعد الفجر طوال ساعات النهار ومايصحبه من تفويت وإهدار للأوقات المهمة واستثماره في ذكر الله ، ناهيك عن الجانب الصحي الذي يحذر فيه الأطباء من الإكثار في تناول الأكل بشراهه كبيرة حيث يكون الخطر الأكبر على المرضى المصابين بأمراض الضغط والسكر. عادات غذائية ساير الدعدي قال إن تغير العادات الغذائية في شهر رمضان المبارك وماينتج عنها من أخطار صحية محدقة بصحة الصائم انما تحتاج الى وعي وثقافة علمية ، حيث تجد بعض الناس يخطئون ويبدأون الإفطار بشرب الماء البارد مباشرة في حالة العطش الشديد حيث قد تؤدي الى حدوث تقلصات في عضلات جدار المعدة ، وكذلك شرب الماء بكميات كبيرة في وقت السحور يكون له مردود عكسي. المسلسلات إلى اين ؟ يوسف عذنوب قال إن رمضان بغض النظر عن الشهوة الغذائية الكبيرة التي تصاحب الصائم وقت إفطاره فبلا شك أن هناك خطراً حقيقياً وكبيراً غفل عنه الجميع ونبه المشائخ والعلماء عنه وتكلموا طويلاً ومراراً وتكراراً ألا وهي المسلسلات التي تحاول صرف نظر الأسرة عن الطاعة وقيام الليل وضياع أوقاتهم امام شاشة التلفاز ، حيث يسعى بعض الناس وراء الطاعة والعبادة فى رمضان بالأخص دون باقى الشهور ولكن يقابله هناك استنفار كبير من قبل القنوات ورصد ميزانيات ضخمة لكي تخرج بحلة سينمائية تستقطب المشاهد العربي ، ولايخفى على الجميع كم هو الوقت الذي يهدر سدى في شهر الخير والبركة . ماجد السلمي اضاف قائلاً بأن رمضان شهر كرمه الله، ففيه ليلة القدر وفيه انزل الله القرآن وأمرنا الله بصيام نهاره وقيام ليله والبعد فيه عن سوء الأفعال، ولذلك عند تطبيقنا سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم سنجد أنفسنا بعيدين عن مظاهر السفه والإسراف، وهو على النقيض مما أمرنا الله به في رمضان وما يتنافى مع مفهوم الصيام وما يجب عمله من تكافل اجتماعي ونظرة عطف إلى الفقراء، وإسعاد يتيم ولو بشق تمرة و يجب أن لا ندمر صيام النهار بلهو الليل ، شهر رمضان من الشهور التي يتسم فيها الناس بالتسامح والمعاملة الحسنة فلا فرق بين عربي وأعجمي، لذلك ينعكس هذا التسامح على الاهتمام بالمساجد ودور العبادة، حيث تعتبر العلاقة بين العبد وربه أكثر ما تكون في المسجد. ارتفاع السكر وضغط الدم إذا كان الغذاء هو أساس بناء الجسم ونشاطه فقد يكون في الوقت نفسه من أسباب ضعفه وهلاكه، وليس يضر جسم الإنسان أكثر من إدخال طعام على طعام وازدحام المعدة بأنواع مختلفة من الأطعمة، إذ إن المعدة من أكثر الأعضاء بالجسم بذلاً للجهد في عملية هضم الطعام، رغم أنها ضعيفة البنيان، رقيقة الأنسجة، فإذا حملت فوق طاقتها أصابها الضعف والمرض. تماماً كما يحصل مع الكثيرين في شهر رمضان حين يقبلون على الطعام ويأكلون من كل صنف ولون ، فيتسبب لدى البعض حالات من اضطرابات الهضم أو تقلصات المعدة أو انتفاخ البطن وآلام الأمعاء وهي كلها ظواهر طالما دفعت بالناس إلى عيادات الأطباء يلتمسون العلاج غير عالمين أنهم هم الذين أساءوا لأنفسهم بهذه العلل والآلام. الدكتور أحمد الحسني قال إنه يلاحظ من الأخطاء الغذائية في شهر رمضان المبارك عند بعض الناس الاكثار من تناول الأغذية عالية السكريات مثل الحلى والحلويات والمعجنات بشكل مكثف طوال فترة الإفطار وللاسف أن ذلك يؤدي إلى عدة مشاكل مثل الارهاق والتعب خلال نهار رمضان والشعور بالعطش وكذلك يؤدي إلى تراكم الدهون والسمنة وارتفاع سكر الدم. ، ولنا في قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إذا افطر أحدكم فليفطر على تمر) التمر مصدر سكر سريع يتم امتصاصه من الفم حتى قبل المعدة، كذلك فإن الأمعاء الخالية تمتص السكريات بسرعة كبيرة على عكس الممتلئة وارتفاع السكر للحد الطبيعي يعطي إشارة للدماغ بالشبع فلا يكثر من الأكل وأضاف الحسني أنني احذر من الاكثار من ملح الطعام في جميع الوجبات وذلك من الممكن أن يزيد في ضغط الدم وقد تؤدي إلى سوء توزيع للسوائل داخل وخارج الخلايا مما يؤدي إلى ارهاق في بعض الأعضاء مثل القلب والكلى. النوم في نهار رمضان الشيخ احمد الشمري قال أن هنالك الكثير من العادات السيئة في شهر رمضان المبارك التي أنتهجها بعض الأناس هدانا الله وإياهم ومنها النوم في طوال ساعات النهار ، النَّوم نعمة من النعم التي أنعم الله تعالى بها على عباده ، وآية من آياته الدالة على قدرته و مع هذا إلاَّ أنَّ كثيراً من النَّاس أحال ليل رمضان نهاراً ونهاره ليلاً ، فأصبح ينام النَّهار إلا قليلاً ، ويسهر طوال الليل إلى الفجر ، ولو قال قائلٌ لعلهم يسهرونه في الطاعة لو كان الأمر كذلك لكان حسناً ، إلا أنَّ الواقع خلاف ذلك ، فالليل عند كثير منهم يُقضى في مشاهدةما تبثه القنوات ، وما تقذف به من حمم ، أو في قيل وقال ، أو في لعب ولهو ، أو في فراغٍ لا ثمرة من ورائه ،وإذا جاء النَّهار ، الذي جعله الله معاشاً ، جاء وقت النَّوم عندهم ، وإذا قام لصلاة الظهر أوالعصر قام إليها على كسل وضجر ، وهذه صفة شديدة خطورتها على العبد ، حيث جعلها الله من صفات المنافقين فقال : (وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى) وقال (وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى) بل بعضهم تفوته بعض الصلوات بسبب النَّوم ، وبعضهم يجمع الظهر والعصر ، وبعضهم يصلي الفجر بعد خروج وقتها ثم إذا عُوتِب في ذلك ، ردَّ قائلاً : النَّوم سلطان ولا شك أنَّ هذه الحجة داحضة ، وقوله مردود ، لأنَّ النَّوم الذي لا يلام بسببه العبد هو النَّوم الذي لاتفريط فيه ،أمَّا النَّوم الذي يكون سببه تُرك وقت النَّوم ، وهو الليل ، وإحالة النَّهار ، وهو وقت المعاش ، إلى وقت نوم ،هذا ليس بعذر يُترك بسببه عمود الدين ، وركنه العظيم ، الذي لا يقبل الله من العبد عملاً إلا به ، وهو الصلاة ، التي جعل الله لها وقتاً محدوداً ، حيث إنه يُنهى عن الإكثار من النوم في هذا الشهر أعني النوم في النهار، لأنه يكسل عن الطاعة، وربما يفوِّت صلاة الجماعة أو يسبب إخراج الصلاة عن وقتها، والمطلوب من المسلم النشاط في الطاعة، ويكون النوم بالليل، ولاسيما من أوله لينشط في النهار على أداء العلم والمشاركة في الطاعات.