الوضع في لبنان يشوبه الاضطراب اطلاق نار في طرابلس ومقتل وإصابة آخرين في صيدا ، في حوادث يبدو أن أطرافاً طائفية تقف وراءها مما قد يعطي مؤشراً خطيراً باتجاه لبنان من جديد نحو حرب أهلية طائفية ، وأقول من جديد لأن لبنان سبق وأن دخل هذا المستنقع الذي لم يخرج منه الا بعد سنوات عبر اتفاق الطائف الذي رعته المملكة وأصبح مرجعاً سياسياً لإدارة العملية السياسية في لبنان. الآن ومنذ تفجر الأزمة السورية كان هناك تخوف شديد من أن ينجر لبنان إلى ذلك المستنقع والتخوف بالذات من اشتعال فتنة طائفية ، وهو ما بدأت تلوح معالمه الآن من خلال اطلاق النار في طرابلس وعمليات الاستهداف في مدينة صيدا جنوب لبنان. هذا التطور اللافت نحو العنف دفع بالرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى أن ينبه اللبنانيين جميعاً من خطر انزلاق البلاد نحو الفتنة ومحذراً في الوقت نفسه من انعكاسات ذلك على استقرار لبنان بصفة عامة ، حيث إن هذه الانعكاسات ستكون خطيرة على مسيرة الاستقرار والسلم الأهلي في وقت توافق فيه الفرقاء عبر إعلان بعبدا على تحييد لبنان عن صراعات الآخرين ، وعلى تخفيف لهجة التخاطب السياسي بينهم من أجل المحافظة على مناخات التهدئة التي تشكل المعبر اللازم والضروري لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة. نأمل أن يبتعد اللبنانيون ببلادهم من عوامل الفوضى والا يربطوا وطنهم بما يجري في سوريا