فتح مسلحون النار على منزل زعيم سني في مدينة طرابلس اللبنانية امس الاثنين في أحدث أعمال عنف تشهدها المدينة التي تأثرت الصدوع السياسية والطائفية فيها بالحرب الاهلية الجارية في سوريا. وأحيا الصراع السوري عداوة قديمة في المدينة الشمالية بين الاقلية العلوية المؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد والاغلبية السنية التي تؤيد الانتفاضة المندلعة ضده منذ 19 شهرا. لكن الهجوم الذي تعرض له منزل الشيخ بلال شعبان زعيم حزب اسلامي متحالف سياسيا مع الحكومة السورية وحزب الله اللبناني الشيعي يكشف عن خلافات داخل المجتمع السني اللبناني نفسه. وقال أقارب لشعبان الذي يرأس حركة التوحيد الاسلامية انه لم تقع خسائر في الارواح من جراء الهجوم الذي وقع نحو الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي . وجاء هجوم طرابلس بعد يوم من اندلاع اشتباكات في مدينة صيدا الساحلية بجنوب لبنان بين اتباع شيخ سني سلفي وانصار حزب الله الشيعي المتحالف مع الاسد أدى الى مقتل ثلاثة اشخاص. ووقع الاشتباك في منطقة التعمير عند مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا التي تقطنها غالبية سنية عندما بدأ اتباع الشيخ احمد الاسير بإزالة لافتات ورايات واعلام لحزب الله . الى ذلك دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان، الاثنين، الى التنبه من خطر انزلاق البلاد الى الفتنة، محذّراً من انعكاساتها على الاستقرار في لبنان. ودعا سليمان في بيان الى "التنبه من خطر الانزلاق الى الفتنة في الداخل"، محذّراً من "انعكاساتها ونتائجها على مسيرة الاستقرار والسلم الأهلي في وقت توافق الأفرقاء عبر إعلان بعبدا على تحييد لبنان عن صراعات الآخرين وعلى تخفيف لهجة التخاطب السياسي بينهم من أجل المحافظة على مناخات التهدئة التي تشكل المعبر اللازم والضروري لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة". وقال البيان إن سليمان طلب من المسؤولين الأمنيين والقضائيين "اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الوضع والتحري عن مسببي الإشكال الأخير(في صيدا) واعتقالهم وإحالتهم الى القضاء المختص".