دعت مصممة المجوهرات السعودية البارزة يسرا سليمان الفايز إلى تحرك جماعي من أجل تطوير قدرات ومهارات النساء والفتيات السجينات والمفرج عنهم، وأبدت استعدادها الكامل للبدء في أخذ التصاريح اللازمة لزيارتهن وإقامة دورات تدريبية على تصميم وتنفيذ الإكسسوارات والمجوهرات مع منحهم الفرصة للمشاركة في معارض وبازارات بأسمائهن وتوزيع الأرباح عليهن كدخل ومصدر رزق جديد.وقالت الأستاذة يسرا الفايز المبتكرة في تصميم وتنفيذ المجوهرات ومطليات الذهب (la Seville) بتفكير منطقي واعٍ : أفكر كثيراً بمصير ومستقبل خريجات السجون بمختلف الأعمار.. ما مصيرهن بعد الخروج ؟ كثيراً ما تتسبب فترة السجن في القضاء على مستقبلها من وجهة نظر اجتماعية، فمن قضت فتره في محكوميتها من الطبيعي إن كان لديها موهبة أو مهارات أن تكون تلاشت واختفت.. ومن الممكن أن تكون لديها العديد من القدرات ولم يأت الوقت لادراكها لها واكتشافها. وأضافت الفايز: للأسف البعض يتعامل معهن بطريقة لا إنسانية بعد قضاء فترتهن القانونية في السجن ربما لظلم أو تكون ضحية أو حتى عن قصد ؟؟ فما كان عن قصد إلا لحاجة أو اضطرار..أين سيعملن ؟ إلى أين سيتجهن ؟ ما هي الخبرات التي يملكنها للعمل؟ وتابعت الفايز: لذا أفكر كثيراً بزيارة السجون بعد أخذ تصريح الموافقة طبعا والأخذ بأيدهن وتعليمهن وتدريبهن على التصميم وتنفيذ الإكسسوارات تبعا لمراحل ومستويات من الأسهل إلى الأصعب وذلك بتقسيمهن لفئات بحسب العمر والمستوى الدراسي لتسهل آلية التعليم..ومن الممكن أن أتبنى عدة مواهب حتى وان كن داخل السجن وضمن فترة محكوميتهن، ولا مانع من تشكيل فريق عمل ويتم تجميع إنتاجهن نهاية كل شهر، ومنحهم المشاركة في بازارات تحت اسمهن، وتوزع الأرباح عليهن كدخل ومصدر رزق لهن، وبهذه الطريقة نكون أعدنا لهن روح الحياة وإحساسهن بكيانهن، والتأكيد على أنهن ذات وجود وأهمية في المجتمع.. فكل إنسان يخطئ ويعاقب.. ربما تكون هذه نقطة تحول وتغير لحياة جديدة من منظور جديد.وتستعد يسرا الفايز للمشاركة في معرض (بوتيك 2) بعد النجاح الذي تحقق في تجربتها (بوتيك 1) والذي نظمته سيدة الأعمال لمياء العجاجي، وينتظر أن يقام المعرض بفندق هوليدي إن بمدينة الخبر في التاسع والعاشر والحادي عشر من ديسمبر اي مستمر لمدة (3) أيام على التوالي.وعن آخر مستجداتها تقول الاستاذة يسرا : درجت في الآونة الأخيرة تصاميم بأشكال الحيوانات لكني لم أتقبلها مع العلم أني عملت على تنفيذ بعض القطع التي تحمل شكل عصافير أو صقور تلبية لطلب الزبون ، أما ما يخص la seville فأحاول دائما أن أجد خطاً خاصاً لها أو ابتكار التصاميم ذات الغرابة مع الحفاظ على الأناقة والجمال، وكثيرا ما اختار تصاميم تبعا لحضارات قديمة مثل الحضارة الاسبانية (الأندلسية أو الإسلامية )، العثمانية ( التركية)، العربية الأصيلة من التراث الشعبي، الرومانية (روما أو الايطالية)، الفينيقية (بلاد الشام وخصوصا لبنان وفلسطين)، حيث تشعرني بروح البساطة وإحياء الجمال التراثي القديم بطريقه جديدة عصرية. وتضيف : أما بالنسبة للمستجدات في عالم التصميم.. فقد تم استضافتي من قبل الاستاذه القديرة العنود الرماح لإعطاء دورات تدريبية في تعليم التصميم وأساسياته في شركة ادمكس للدعاية والإعلان في مدينه الخبر وأصبحت الدورات مستمرة في كل شهر على مدار السنة ولله الحمد والإقبال رائع.وعن أبرز التحديات التي تواجهها.. تقول الاستاذة يسرا الفايز: إعطائي الدورات التدريبية بحد ذاتها كان تحدياً قوياً لنفسي..لقد واجهت انتقادات عدة بسبب منحي خبرتي لغيري وتعليم الملتحقات بعض من أسرار المهنة مثلا كإعطاء أسامٍ لورش تنفيذ ومصادر المواد والأحجار الكريمة، لكني لا أرى في ذلك أي ضرر أو حتى نقطة ضعف لي، بالعكس أراها زيادة ثقة بما أقدم ونقطة قوة تصب في صالحي وخصوصا أني اعمل لتخريج ملتحقات ناجحات وليس ملتحقات مربوطان الأيدي... ولا أهدف إلى تعليم رؤوس أقلام والسلام.وتضيف الفايز: هناك سياسة أقدمها في كل دورة وورشة عمل لها جانب تحفيزي أولا... وبداية قوية معززه بالثقة للملتحقات ثانيا، ولن اخفي أنها تعتبر نوعاً من التسويق لتنفيذي... وهي أني في نهاية كل دوره افتح المجال للملتحقات بالرسم الحر بأي تصميم يخطر فالبال مع متابعتهم بالرسم واختار أفضل تصميم ويتم تنفيذه على حساب la seville الخاص ويعرض للبيع يحمل اسم مصممته أولا... وتخصص نسبه من مبيعاته لها ثانيا وتكون بداية قويه ومحفزه لها بالإصرار والاستمرار.