رسمت يسرا سليمان الفايز فنون إبداعاتها في تصميم وتنفيذ المجوهرات والاكسسوارات والجلديات بخطى واثقة وثابتة، ورسخت أقدامها بقوة بالسوق بالرغم من حدة المنافسة القوية، ولكن بالعزيمة والإصرار حققت النجاح والإبداع معا، وتحلم في تحقيق حلمها بالتواجد في العالمية وإثبات قدرات وكفاءات المرأة السعودية وإبداعاتها المتميزة. وجذبت أعمالها ومنتجاتها الأنظار في المعارض والفعاليات من تصاميم المجوهرات وتنفيذها بشكل ملفت للنظر، سواء كانت ذهبا أو فضة ومطليات ذهب وأحجارا كريمة وشنطا وأحزمة جلدية يدوية الصنع. وتقول يسرا الفايز ل «عكاظ»: «عقب تخرجي في جامعة الدمام، بكالوريوس في إداره الأعمال تخصص تسويق، فكرت في إطلاق مشروعي الخاص بعد دراسات متأنية للسوق واحتياجات المرأة العصرية ، وبعد جهد كبير دشنت اسم (لا سيفيلا la Seville) وهو ما يعني مسمى أسبانيا أي اشبيليا، واستهواني الاسم لحبي لهذه المدينة، مشيرة إلى أنها لم يسبق لها زيارتها، ولكن حبها وشغفها جعلاها تطلق هذا الاسم وإعجابها بحضارة وثقافه أهلها». • حبذا لو تعطينا فكرة عن بدايات المشروع ؟ منذ الصغر وأنا شغوفة بتصميم وتنفيذ المجوهرات والاكسسوارات والجلديات من ذهب وفضة ومطليات ذهب وأحجار كريمة وشنط وأحزمة جلديه يدوية الصنع، وهي تتميز بالغرابة والإبداع في التصميم مع الحفاظ على الرقي والفخامة، وبدأت فكرة مشروعي في مطلع 2007م، حيث كنت أمارس النشاط مسبقا لكنه كان بشكل شخصي، أي لم تكن فكرة المشروع واردة بشكل جدي، وكان في مجال الأزياء وليس الاكسسوارات والمجوهرات. وكنت أشرح فكرة التصميم لوالدتي. وكانت تعمل على تنفيذ القطعة لي بنفسها، وكان تنفيذها يشعرني بالانبهار في الدقة لإظهاره بشكل ملفت سواء في أحزمة جلدية، أو سترة غريبة الشكل وغيرها، حيث إن طبيعتي تميل إلى ما هو غريب وأنيق ومميز، وكان يشعرني بالتميز والاعتزاز ومعرفة احتياجات السوق المحلي. وأثناء سفري خارج المملكه لقضاء الإجازه، كنت أرتدي بعض أعمالي وأتفاجأ بسؤال عدة معجبات عن هذه الأعمال واقتنائها، مما شكل لي حافزا كبيرا لمواصلة الإبداع والابتكار، وكنت أخشى أن أقول لهم أنها من صنع والدتي خوفا من ظنهم أني (مغرورة)، أو لا أرغب في الإفصاح عن مصدرها خوفا من التقليد، وكنت أكتفي بالقول إنها من أية دولة تخطر في بالي، ولكن عندما بدأت أعداد المعجبات في تزايد بدأت الفكره تتمحور في ذهني لتطبيقها كمشروع حقيقي على أرض الواقع. • ما دور الوالد والوالدة في تشجيعك؟ على الفور عرضت عليهما الفكرة، ووجدت كل الدعم منهما وكانا أول داعم ومشجع لي بالبدء دون تأخير، وهذا أعطاني دفعة قوية لمواصلة المشروع مهما كانت التحديات والعقبات التي تواجهني في طريق تنفيذ المشروع، بالفعل بدأت أصمم ووالدتي تنفذ دون أية مساعدات خارجية لا خياطين ولا أية مصانع ولله الحمد، قمنا بتنفيذ ما يقارب ال 75 قطعة من مختلف التصاميم، مثل شنط جلدية وشامواه، أحزمة جلدية، تنانير جلدية متنوعة، بنطلونات جينز مرقعة بالجلد والشامواه، سترات جلدية وشامواه، أغلفة لاب توب، أكياس جلدية للنظارات، بيوت حامية للجوالات من الجلد، أكياس جلدية للأقلام الثمينة، ووجدت إقبالا كبيرا على هذه الأعمال، مما شجعني على المضي قدما نحو عالم البزنس. • هل شاركت في معارض محلية وخارجية؟ لا شك أن المعارض التجارية تلعب دورا هاما في التعريف بالمنتج وتسويقه بالسوق، ومن هذا المنطلق ، أخذت على عاتقي المشاركة بالمعارض التي تسهم في تحقيق نتائج إيجابية، وكانت لي أول مشاركة في معرض جامعة الأمير محمد بن فهد، ولله الحمد، وفقت بدرجة مبهرة للغاية ونلت إعجاب وثناء أعضاء هيئة التدريس والطالبات، عقب ذلك شاركت في معرض في مدينة حائل وتكللت المشاركة بالنجاح. وواصلت المشاركات بين مختلف الفعاليات والمعارض ،ولا أنسى دعوة صندوق الأمير سلطان، رحمه الله، لتبني مشروعي لإعجابهم بتصاميمي وبفكرته، وتوقفت فترة عن العمل بهدف الخوض بأفكار جديدة تلامس السوق وتعكس احتياجات المرأة العصرية، مما جعلني أقوم بإدخال تصاميم الاكسسوارات والمجوهرات، وبدأت بالأحجار الكريمة والاكسسوارات الناعمة البسيطة، وشاركت في معرض مخمليات ووفقت وحظيت بإعجاب وكسب العديد من العملاء حتى الآن. ومع مرور الوقت طورت التصاميم وعملت على التنفيذات الثقيلة من الذهب والمطليات بالذهب والفضة، وإدخال الأحجار الكريمة عليها، مما فتح لي آفاقا جديدة في عمل طقمين من الذهب الخالص، لكني واجهت صعوبة في ذلك، حيث إنه من الصعب استيراده من خارج البلاد، مع العلم أن المصانع التي أتعامل معها دولية وليست محلية. • ما خططك التسويقية؟ يشكل التسويق، أهمية كبرى في الشركات والأعمال ، وقمت بتأسيس فريق عمل من السعوديات ذوات الكفاءة في مختلف المجالات، سواء المبيعات أو الإعلان والترويج على مستوى المدن الرئيسية في المرحلة الأولى ثم التوسع، بإذن الله، في المناطق الأخرى، كما أخطط لافتتاح «بوتيك» خاص بأعمالي وتصاميمي في المنطقه الشرقية، والعمل على توصيل الطلبات داخل مدن المملكة وخارجها، وكلي ثقة بأن حلمي سيتحقق في الوصول إلى العالمية وإثبات قدرات وكفاءات المرأة السعودية وإبداعاتها المتميزة، ولكن هذا يتطلب العزيمة والإصرار لتحقيق صناعة النجاح.