بداية لابد من أن نحمد المولى عز وجل على عنايته وكرمه لضوفيه الحجاج والعمار والزوار وعلى ما من به عليهم لأداء المناسك واكمال الشعائر بسهولة ويسر وطمأنينة ، كما لابد من الاعتراف بأن الجهود الجبارة والمشاريع العملاقة والخطط المبرمجة التي صرفت عليها بلايين الريالات من دولتنا الرشيدة لها الفضل بعد الله في نجاح موسم حج هذا العام نجاحاً يسجله التاريخ بأحرف من نور وكلمات من ذهب خالص فبعد أن كان الحج في الماضي قطعة من العذاب ومسيرة من العناء والشقاء أصبح اليوم رحلة ترفيهية مقارنة بذلك الماضي غير البعيد. وبعد ان كان اداء مناسك الحج على ظهور الدواب من الخيول والبغال والجمال والحمير اصبح على متن الطائرات والسفن العملاقة ووسائل المواصلات الحديثة ومنها قطار المشاعر هذا الحلم الذي تحقق على أرض الواقع حيث أصبح مشاهدة عربات القطار التي تحمل ضيوف الرحمن في رحلة المشاعر المقدسة وهي تشق عنان السماء ترسخ في المشاعر الإنسانية صراع العواطف الجياشة والفرح الذي تسابقه الدموع لما هيأ الله سبحانه وتعالى لأمته من خير وفير ونعمة عظيمة ، ولأن التجربة الفريدة وليدة وتحتاج إلى دعم خططي وقرارات حاسمة من ولاة الأمر للقضاء على السلبيات الاجبارية التي تسببت في بعض المشاكل بين الحجاج من تدافع وتسرب بين الحجاج النظاميين والمخالفين للأنظمة واهمال البعض جداول التفويج المعدة سلفاً والتي اعترفت بها الجهات المختصة ، إلا أن مؤسسة جنوب اسيا التي نقلت أكثر من ثلاثمائة وخمسين الف حاج وحاجة في رحلة المشاعر بواسطة القطار كأول مؤسسة طوافة تتشرف بهذه الخدمة لحجاجها دون سائر مؤسسات الطوافة الشقيقة اثبتت انها قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها ولا اجانب الحقيقة إذا ما قلت إنها عامل مهم من عوامل رصد الاخفاقات على أرض الواقع وفي الميدان رغم الصعوبات التي واجهتها وليس لها فيها ناقة ولا جمل وكشاهد عيان كنت أتابع عن كثب التعليمات المهمة التي يصدرها المثلث الذهبي بقيادة المطوف الذي يجلد ذاته في سبيل راحة حجاج مؤسسته الاستاذ عدنان بن محمد أمين كاتب رئيس مجلس الادارة ونائبه الأول المطوف الدكتور رشاد محمد هاشم محمد حسين والذي بقي في مشعر عرفات هذا العام بجوار رئيس المؤسسة على غير العادة السنوية حتى تم اعلان اخلاء مشعر عرفات من اخر حاج ينتمي إلى المؤسسة حيث كان التناوب في استقبال وترحيل الحجاج بين المشاعر بينهما ولكن لأن المهمة عظيمة والأمانة جسيمة شاهد الجميع تلك الملحمة الكبيرة التي تؤكد عشق هذه المؤسسة الرائدة للتحدي وتجاوز الصعاب واتمنى على المسؤولين عن قطار المشاعر المقدسة سواء في لجنة الحج العليا التي يرأسها وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية ومعالي وزير الحج الحازم الدكتور بندر الحجار. أقول اتمنى عليهم الاستفادة من الملاحظات التي رصدتها مؤسسة جنوب آسيا لتجاوز تلك الإخفاقات التي كادت أن تشوه الصورة الناصعة البياض لولا وقوف الرجال المخلصين من المطوفين وغيرهم ، ولا أنسى الدور الكبير الذي بذله المطوف المهندس زهير بن عبدالرحمن سقاط النائب الثاني لرئيس مجلس الادارة في هذا الصدد اضافة إلى اعماله الأخرى التي لا تقل أهمية عن هذا العمل ، فكل الشكر والتقدير لهذا المثلث الذهبي ولجميع أعضاء مجلس الادارة واللجان العاملة في موسم حج هذا العام ، وبمناسبة الحديث عن هذه المؤسسة التي حققت أرقاماً قياسية في جودة الخدمة كصناعة ورفع عوائد المطوفين والمطوفات والمكافآت المقطوعة وسخرت التقنية الحديثة في كافة أعمالها الميدانية وغير ذلك الكثير إلا أنه يضاف إلى كل ذلك ان كافة العاملين تحت لوائها من مكاتب خدمة ميدانية وجميع العاملين فيها من أعضاء وجميع الشركات والعاملين فيها من منسوبين وكافة اللجان العاملة بالمؤسسة والأقسام من رسميين وموسميين يعملون بروح الفريق الواحد والعمل الجماعي خلال رحلة المشاعر المقدسة فبالاضافة إلى مهام وتخصص كل جهة حسب توصيفها الوظيفي إلا أن الجميع تراهم يشاركون في المشاعر المقدسة لحظة بلحظة وعلى أهبة الاستعداد للتدخل حسب الاختصاص بدون تقاعس أو عدم مبالاة وكأن الجميع مسؤول عن النجاح وهذا ما غرسه فيهم عميد المطوفين عدنان كاتب فالكل متحفز ويشارك ميدانياً ويبدي الملاحظات الصادقة تجاه اي اشكالية أو موقف هذه الملاحظات التي تجد آذاناً صاغية وتجاوباً سريعاً ، سواءً في مراحل التصعيد أو النفرة من عرفات أو النزول من منى أو التفويج على جسر الجمرات وخصوصاً هذا العام الذي شهد مناسبة تاريخية وهي انفراد المؤسسة بين شقيقاتها من مؤسسات الطوافة نقل أكثر من ثلاثمائة وخمسين الف حاج بواسطة قطار المشاعر كما اسلفت في بداية المقال في تجربة فريدة حققت مكاسب ايجابية لرصد الملاحظات لتلافي السلبيات التي تحقق مزيداً من النجاحات في المواسم القادمة بمشيئة الله تعالى ، وهذه الروح هي احد أسباب تفوق وتميز هذه المؤسسة المتواصل ، بالمناسبة أيضاً اهمس في اذن جميع المسؤولين والقيادات العاملة في موسم الحج بكافة مستوياتها رصد جميع البلاغات الموثقة في غرف العمليات بمؤسسات الطوافة وحجاج الداخل والمرافق الحيوية المهمة والمسؤولة عن صيانة الاعطال في دورات المياه وتسرب المياه وانقطاعها وتوقف المكيفات في مشعر منى عن العمل لسوء الصيانة الدورية ، واعطال الحافلات وغير ذلك ولا شك ان مؤسسات الطوافة وحجاج الداخل وغيرها ستتعاون في توضيح الحقائق الغائبة في زحمة العمل وحتى لا يأتي موسم حج جديد إلا وقد تم معالجة الخلل والقصور الذي يشوه جمال الصورة الوردية ، ولأن العمل في ادارة الحج يحتاج منا جميعاً ابداء الملاحظات والأفكار والاراء التي يعتقد انها تسهم في النجاح المتواصل ولأن الأمير خالد الفيصل لا يستنكف الاستماع إلى كل الاراء ومناقشتها ومما طرحته على سموه يحفظه الله في مجلسه العامر الاسبوع الفارط هو الطلب من جميع مؤسسات أرباب الطوائف من مطوفين وادلاء وزمازمة رصد جميع البلاغات الموثقة في غرف العمليات وحتى في الجهات الأخرى مثل شركة الكهرباء والمياه والصرف الصحي والأمانة ووزارة الحج وغيرها ورفع هذه البلاغات إلى اللجنة المركزية للحج للاطلاع على حجم المشاكل الحقيقية وتلافيها مستقبلاً بدون تضخيم أو تهويل وان كان المشاهد أن توفير المياه والكهرباء في المشاعر المقدسة كان على أفضل المستويات وإن كانت عملية صيانة المكيفات والخيام المطورة التي أصبح لها من اسمها نصيب لتهالك بعضها من الداخل وكذلك اعطال الحافلات المستمر حتى الجديد منها كل ذلك ستظهره البلاغات المسددة في غرف العمليات كما ذكرت ولا أظن ان المؤسسات المعنية بالأمر ستضخم الموضوع خصوصاً اذا اعتمدت هذه البلاغات من رؤساء مجالس الادارات الموقرين وبالتالي يمكن سرعة معالجة القصور والخلل ان وجد والتقليل من عمل اللجان الدائمة والمستحدثة وكسباً للوقت والجهد والمال, وخاتمة القول أرجو أن لا يكون هناك كبش فداء لأي قصور أو خلل في أي خطة من خطط الحج بكافة تفاصيلها فالجميع يريد النجاح ويرجوه وكل حج والجميع بخير وعلى الله قصد السبيل.