حمل الطابع البريدي الجديد لحج هذا العام 1433ه حكاية البعد الثقافي والحضاري والمعرفي (زمانا) في موسم الحج (ومكانا) لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة . ويضيف الطابع البريدي بعدا للجوانب التاريخية والحضارية والإنسانية والتنموية لمختلف بلدان العالم بعيداً عن المفهوم السائد أن الطابع قيمة الأجرة التي يتقاضاها البريد مقابل إيصال الرسالة . وتعكس الطوابع ثقافة المجتمع وواقعه وفق رؤية المؤسسة البريدية. وأبرزت مؤسسة البريد السعودي في جميع إصداراتها منذ بداية أعمالها هوية المملكة الإسلامية وإرثها المعرفي ومنجزها الحضري على مختلف الأصعدة ؛ إيمانا منها أن الطابع البريدي (سفير) لبلده ، ويعطي صورة عنها للقريب والبعيد ، ويحمل في مكنونه الصغير حجما لوحة تعريفية للوطن لجميع شعوب العالم . وكان لإصدار طابع بريدي عن الحج من الموضوعات التي تميزت وانفردت بها جملة الطوابع السعودية بحكم عِظم الشعيرة إلى جانب المكانة الإسلامية التي تتمتع بها المملكة ؛ إذ دأبت المؤسسة على امتداد 34 عاماً على إصدار طابع سنوي تذكاري يتناول موضوعات ذات علاقة بالحج . وكانت المؤسسة أصدرت في عام 1398ه أول طابع عن الحج معبراً عن ركن من أركانه وهو الوقوف بعرفة بقيمة 20 و80 هللة . وتوالت الإصدارات في الأعوام التي تلتها متناولة بقية أركان الحج من الإحرام والسعي وطواف الإفاضة ، وما يتلو ذلك من واجبات للحج مثل رمي الجمار والمبيت بمزدلفة والوقوف بعرفة والمبيت بمنى أيام التشريق ، وطواف الوداع ، ثم طرحت طوابع عن المساجد في المشاعر المقدسة مثل المسجد الحرام ومسجد الخيف ومسجد نمرة . وفي السنوات التي أعقبتها تناولت الإصدارات مواقيت الحج (السيل الكبير والجحفة وذي الحليفة وذات عرق ويلملم والتنعيم) فيما أبرزت بعد ذلك أماكن في الحج وبئر زمزم وأنفاق مكة وخيام الحجاج الجديدة بمنى . وللخدمات الجليلة التي تقدمها المملكة للحجاج منذ وصولهم وثقت المؤسسة تلك الأعمال بإصدار طوابع عن استقبال الحجاج القادمين جواً وبحراً . وحينما تحولت العاصمة المقدسة لورشة عمل كبيرة تأهيلية وتطويرية كان عنوانا رئيسيا لإصدارات مؤسسة البريد السعودي ، فأبرز طابع الحج عام 1430ه جسر الجمرات الجديد ، وطابع سنة 1431ه مشروع إعمار الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمسجد الحرام ، وطابع 1432ه وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين وقطار المشاعر . ومع بداية موسم حج هذا العام 1433 أصدرت المؤسسة طابعين للحرم المكي والحرم المدني بتوسعتهما الجديدتين اللتين اعتمد تنفيذهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - خدمة لضيوف الرحمن ولاستيعاب الأعداد المتزايدة لقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار .