تطلع اللجنة النسائية التطوعية بمؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا بمهام عديدة لخدمة ضيفات الرحمن تصب في جعل حج المرأة المسلمة عبادة وثقافة ووسيلة للتواصل الفكري والإنساني حول عمل اللجنة ومهامها وخطتها التشغيلية كان ل (الندوة) حوار مع رئيستها الاستاذة فاتن ابراهيم محمد حسين. | في البداية نود التطرق إلى أبرز ملامح الخطة التشغيلية للجنة النسائية التطوعية بمؤسسة مطوفي جنوب آسيا في موسم حج هذا العام 1433ه. || حاولنا في خطتنا لهذا العام ان نركز على رؤيتنا الأساسية من جعل حج المرأة عبادة وثقافة ، ووسيلة للتواصل الفكري والإنساني ؛ بين حاجات بيت الله الحرام من جهة ، والمطوفات من جهة أخرى ؛ بحيث تكون الخطة شاملة لكافة الفعاليات ، إلى جانب انشطة وبرامج تترجم الاهداف ألأساسية الموضوعة إلى إجراءات واقعية ، تتسم بالتكامل والمرونة ، والشمولية ، إضافة إلى مواكبة التطورات ، والمستجدات بما يحقق خدمات متميزة لضيفات الرحمن. كذلك كرسنا جهودنا لتستوعب الانشطة شريحة عريضة من ضيفات الرحمن بما يحقق رؤية وزارة الحج في توفير أقصى درجات الراحة والطمأنينة لضيفات الرحمن. | ما هي أبرز المستجدات التي استحدثتها اللجنة في هذا الموسم؟. || الحقيقة فإننا نحرص في كل عام على ان نعمل على التطوير الدائم للكوادر البشرية العاملة ، ورفع مستوى الاداء في العمل. وفي هذا العام تم الحاق المتطوعات بدورات تدريبية للرفع من كفاءتهن المهنية. وفي هذا الصدد فقد حصلن على دورات في الاسعافات الأولية ، ودورة أخرى في اللغة الاوردية ؛ وهي دورات مكثفة بالتعاون مع مركز ملتقى الرواد ، وذلك لتوعيتهن بأساليب التعامل مع الحالات المرضية المتنوعة للحاجات ؛ إلى جانب مواجهة أي مشكلات قد تقع ، أو في حالة الكوارث لا قدر الله انطلاقا من أهمية تعلم لغة الحاجات للتواصل الجيد معهن وخاصة الكبيرات في السن اللاتي لا يتقن اللغة الانجليزية. كما جرى التركيز على زيادة عدد المستفيدات من البرامج والانشطة حيث تم التعاون مع مكاتب الخدمة الميدانية في توفير قاعات كبيرة تستوعب أكبر عدد ممكن من الحاجات وهذه المكاتب هي : مكتب الخدمة الميدانية رقم (2) ورئيسه المطوف عبدالعزيز محمد حسين ، ومكتب رقم 97 ورئيسه ابن المطوف عارف مرزوقي ، ومكتب رقم (116) ورئيسه المطوف صالح صديق كوشك. حيث كانت تعمل هذه القاعات مساءً وبشكل يومي وبطريقة متزامنة ، هذا فضلاً عن الزيارات الصباحية لمواقع الحاجات في مقارهم عن طريق الداعيات المتخصصات في العلوم الشريعة والفقه الإسلامي واللاتي يتحدثن لغات الحاجات مثل الهندية والأوردية والبنجلادشية والافغانية ، بالتعاون مع مركز الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات حسب الفئة المستهدفة. مما زاد من عدد المستفيدات من البرامج التوعوية. وفي إطار المستجدات في هذا العام فقد تم تحديث موقع اللجنة النسائية التطوعية على الإنترنت ، والتي يشرف عليها المطوف القدير ياسر محبوب رئيس مكت الخدمة الميدانية رقم 85 وكذلك قمنا بفتح حساب على تويتر ، والفيس بوك لمزيد من التواصل الاجتماعي وتبادل للخبرات. | فيما يخص توجه اللجنة النسائية نحو تفعيل الشراكة المجتمعية ، ومفهوم خدمة المجتمع.. ما هي الخطوات التي اتخذتموها في هذا المحور؟. || في الحقيقة لقد أثبتت اللجنة النسائية التطوعية بمؤسسة مطوفي جنوب آسيا نجاحها وقدرتها على تقديم خدمات متميزة لضيفات الرحمن ؛ فتبوأت بفضل الله تعالى مكانة اجتماعية راقية شجعت جهات متنوعة على الرغبة في المشاركة بالعمل معها وتقديم خدمات لضيفات الرحمن. كما أود التأكيد على أن اللجنة النسائية التطوعية بمطوفي جنوب آسيا ترحب بأي شراكه اجتماعية ؛ لأنها تصب في مصلحة ضيفات الرحمن. فمثلاً طلبت عضوات من جمعية البر التعاون مع اللجنة وتقديم الهدايا ووجبات جافة لضيفات الرحمن ، وكذلك تقديم توعية دينية عن طريق سعادة د. نور قاروت أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة أم القرى ، وطبعاً فإننا رحبنا بهذه بالمشاركة. كما رغبت مجموعة سفراء التوعية وهن طالبات من كلية الطب بجامعة أم القرى بتقديم التوعية الصحية للحاجات ، وتم تهيئة المكان ، وإحضار الحاجات لهذه اللقاءات التوعوية ؛ بما يحقق أهداف اللجنة في التوعية الثقافية والدينية لضيفات الرحمن. وفي العام الماضي كانت هناك مشاركات من مدارس تحفيظ القران بمكةالمكرمة..وغيرها من الجهات. | للجنة النسائية التطوعية بمؤسسة جنوب آسيا مبادرات غير مسبوقة ، ودور فاعل في خدمة الحاجات، وأعمال إنسانية رائعة تستحق التقدير.. كيف تنظرون إلى هذه النجاحات ؟ وإلى ماذا تتطلعون؟. || لقد قدمنا في هذا العام ، بفضل الله تعالى ، مبادرات إنسانية غير مسبوقة بالتعاون مع مكاتب الخدمة الميدانية. فعلى سبيل المثال قمنا بتقديم واجب العزاء في حاجة متوفاة لذويها ، وذلك بالتعاون مع رئيس المكتب المطوف جمال خان رئيس مكتب الخدمة الميدانية رقم (84) ومواساة ذويها ، وتقديم الهدايا والحلوى لأطفالها ؛ بل قمنا بتقديم التهنئة لحاجة انجبت مولودة جديدة وتقديم الهدايا والرعاية اللازمة للمولودة وأمّها وعمل حفل بسيط لها لإدخال الفرحة والسرور على قلب الوالدين ؛ بالتعاون مع مكتب الخدمة الميدانية رقم 62 جميل رمضان. وفي إطار المبادرات الإنسانية للجنة النسائية بالمؤسسة فإننا قمنا باستقبال الحاجات وتقديم وجبة الاستقبال في الباصات في مكتب الخدمة الميدانية 45 وبالتعاون مع رئيسه المطوف عمر محمد حسين. كذلك جرى استقبال الحاجات من شعب ماينمار المضطهد بالتعاون مع مكتب رقم 71 ورئيسه المطوف عادل مظهر ، ومكتب 74 ورئيسه المطوف عدنان سفير الدين. وقد كان لهذه المبادرات الإنسانية الأثر العميق في نفوسنا وفي نفوس الحاجات. ونحن نشعر بفخر كبير لأننا استطعنا تحقيق التواصل الجيد مع حاجات بيت الله الحرام وتقديم الضيافة والتوجيه والنصح والتوعية ورسم البهجة والسرور على وجوههن. ونتطلع الى الاعتراف بدورنا الرائد في خدمة ضيفات الرحمن ؛ حيث أثبتت المرأة المطوفة كفاءة ومهارة عالية أدهشت حاجات بيت الله الحرام ، حيث عبرن في لقاءت كثيرة عن إعجابهن بشخصية المرأة السعودية ، وخاصة المكية ، وما تحمله من ثقافة وعلم ومهارات تواصلية أسهمت في تغيير الصورة النمطية التي كانت في أذهانهن. | الحج عبادة وسلوك حضاري.. حملة مباركة في عامها الخامس ، أطلقها سمو أمير منطقة مكةالمكرمة لنشر التوعية.. هل ساهمت اللجنة في تفعيل هذا الجانب الحضاري؟. || بالطبع فنحن ، ومنذ انطلاقة الحملة نركز في لقائتنا التوعوية على أهمية السلوك الحضاري في التعامل مع البيئة والمجتمع من خلال التركيز على أهمية تعظيم هذا البلد الحرام ، وان حرمتها كحرمة الدم والمال والعرض. كما ساهمنا في نشر المفاهيم والقيم الإسلامية الأصيلة ، والدعوة إلى التمسك بقيم التراحم والتعاطف ، والتعاون على البر والتقوى ، وعدم إيذاء المسلمين سواء بالتدافع أو التزاحم عند اداء الشعائر. كما أن اللجنة أسهمت في توعية الحاجات بضرورة الاهتمام بنظافة الطريق والشوارع ، وعدم رمي المخلفات والقمامة ؛ حتى لا تسبب في انتشار الروائح الكريهة والأمراض وغيرها.... كما أود أن أشير إلى اهتمام اللجنة بتوعية ضيفات الرحمن بضرورة إتباع تعليمات مؤسسات الطوافة ومكاتب الخدمة الميدانية المبلغة من وزارة الحج ، والالتزام بمواعيد النفرة أو التفويج أو غيرها.. وكذلك الالتزام بفضائل اسلامية متنوعة : كالصبر والحلم والأناة عند المواقف ، وعدم الرفث والفسوق في الحج. كما اهتمت اللجنة النسائية التطوعية أيضاً بالتوعية بالنظافة الخاصة وغيرها من القيم السلوكية التي تساعد على أداء الشعائر بيسر وسهولة على المسلمين في الحج. | المتابع لإنجازات اللجنة النسائية التطوعية بالمؤسسة يشهد أعمالاً عظيمة.. لماذا لم يتم ترسيم اللجنة ؛ وهي تضطلع بمهام ريادية ومحورية في خدمة ضيفات الرحمن؟. || بفضل الله تعالى ؛ ثم بدعم وتشجيع ومؤازرة رئيس مجلس إدارة مؤسسة جنوب آسيا سعادة الأستاذ المطوف عدنان بن محمد أمين كاتب ، ونائبه سعادة الدكتور رشاد محمد حسين ، وسعادة المهندس زهير سقاط ؛ استطاعت اللجنة النسائية التطوعية بالمؤسسة تحقيق الكثير من أهدافها من رعاية للمنومات بالمستشفيات ، ومتابعة أحوالهن ، وتقديم كل ما يحتجنه. إضافة إلى القيام بزيارات ثقافية لاطلاعهن على الآثار الاسلامية في مكةالمكرمة ، ومظاهر النهضة التي تعيشها مكةالمكرمة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله والمشاريع العملاقة التي أقيمت مثل مصنع زمزم ، وكسوة الكعبة ، وزيارات لجامعة أم القرى , وقد حققت هذه الزيارات نجاحات باهرة. ومع ذلك لم يتم الاعتراف بدورها الريادي رسمياً. وأعتقد أنه آن الأوان للاعتراف بعمل المرأة في مهنة الطوافة من قبل الجهة المختصة اولاً وهي وزارة الحج ثم من قبل مؤسسات الطوافة وذلك للقيام بدورها كما يجب. | يلاحظ اهتمام معالي وزير الحج الدكتور بندر حجار بقضية تدريب كافة المعنيين بخدمة الحجاج.. كيف تتعاطى اللجنة النسائية بمؤسستكم مع هذا التوجه؟. || نعم هناك اهتمام من قبل وزارة الحج بتدريب كافة المعنيين بخدمة الحجاج ( الذكور فقط ). وهي خطوة رائده تحسب للوزارة كونها تعمل على رفع مستوى الاداء المهني للعاملين في خدمة ضيوف الرحمن ، وبالتالي رفع مستوى الجودة والكفاءة في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن. ولكن اقتصار ذلك على المطوفين دون المطوفات يعني قصور في الخدمات المقدمة لضيفات الرحمن ، واللاتي يمثلن نسبة لا تقل عن 50% من الحجاج. ومعنى ذلك ان مجتمع الطوافة سيستمر أعرج في تقديم الخدمة ، ولن يكون قادراً على السير بخطوات ثابتة ؛ إلا بإشراك المرأة في التطوير ، والتدريب ، والخدمة الحقيقية لضيفات الرحمن. فعلى سبيل المثال تمت حالات إجهاض وحالات ولادة مبكرة لحاجات ، وتم زيارتهن في المستشفيات ، وتقديم الرعاية الصحية والنفسية والهدايا ولهن وغيرها.. وكذلك توعيتهن في أحكام الحج لها وما يجب عليها فعله وهذه أمور قد تتحرج المرأة الحاجة منها مما يتطلب وجود نساء للتعامل معهن. وقد بادرت اللجنة النسائية بمؤسسة مطوفي جنوب آسيا بإخضاع كافة المتطوعات فيها لعملية التدريب من الحساب الخاص للجنة ، حرصاً على رفع قدراتهن ، وتطوير أداءهن. | ما مدى تعاون مكاتب الخدمة الميدانية بالمؤسسة مع اللجنة النسائية التطوعية ؟ وإلى ماذا تتطلعون في هذا الجانب؟ . || هناك تعاون كبير من مكاتب الخدمة للجنة النسائية التطوعية ودعم معنوي ومادي مميز. ولولا هذا الدعم والتعاون بعد توفيق الله لما استطاعت اللجنة تحقيق أهدافها. فمن خلال توفير القاعات للقاءات ، وإحضار الحاجات في الحافلات ، وتوفير الهدايا والضيافة... وطباعة المنشورات والكتيبات... بل وتحديث موقع اللجنة على الانترنت.. كل ذلك ساهم في تفعيل انشطتها وبرامجها على أفضل وجه. ونحن نتطلع الى استمرار هذا الدعم والتعاون لأنهم شركاء في العمل الإنساني التطوعي ، وهي صفات أهل مكة الاوفياء المعروفين بحسن الرفادة والوفادة منذ أقدم العصور. | مؤسسة جنوب آسيا تحلق في سماء الابداع والتميز والريادة.. في نظركم ما هي العوامل التي ساهمت في تحقيق النجاحات الباهرة لمؤسستكم الرائدة؟. || لا شك ان مؤسسة مطوفي دول جنوب آسيا تحلق في سماء الابداع والتميز والريادة ؛ بتوفيق الله عز وجل أولاً ، ثم بفضل القيادة المتميزة للمؤسسة والممثلة في رئيس مجلس إدارتها الاستاذ المطوف عدنان بن محمد أمين كاتب ، والذي استطاع بفضل الله تعالى من خلال حسن خلقه ، وإخلاصه في العمل ، وتفانيه ، وخبرته الكبيرة ، وكفاءته العلمية والعملية ان يكون أنموذجاً فريداً وقدوة لكل العاملين معه في بوتقة العطاء. كما كان لمجلس ادارته الموقر الذي سار في منظومة الابداع ؛ فلم يحد عنها قدر أنملة. ولولا ذلك لما استطاع هذا المجلس الترشح لثلاث دورات انتخابية متتالية ؛ فقد استطاعت قائمة “ الحاج “ تأليف وجمع قلوب المطوفين والمطوفات في مؤسسة جنوب آسيا ، وتكوين أسرة متحابة تلتقي على التعاون على البر والتقوى ، في كافة أعمالها ، والتنافس الشريف هو ديدنهم. كما أن مكاتب الخدمة الميدانية في هذه المؤسسة الفتية استعذبت الإبداع والإتقان في العمل فأثمرت العطاءات على نجاحات فريدة حققت الريادة والتميز ، وحصلت فيها المؤسسة على جوائز متنوعة ليس على مستوى مؤسسات الطوافة فحسب بل وعلى مستوى الوطن كله.