لا تقتصر مهنة الطوافة على الرجال فقط بل تساهم المرأة المطوفة منذ القدم في تلك المهنة الشريفة جنبا إلى جنب مع المطوف الرجل . ولم يكن الهدف من عمل المرأة في مهنة الطوافة هو ظهور المطوفات على الواجهة الخارجية، وإنما لحاجة العمل إليهن ومن ثم التمكين لهن من فرص مستحقة وفتح الأبواب أمام المرأة المطوفة ، ونتيجة لذلك ظهرت بعض المحاولات لإنعاش الدور المباشر للمطوفة . " الوطن " قامت بجولة لإلقاء الضوء على عمل المطوفات من خلال النشاط التطوعي الذي يقمن به ويعنى بالجوانب الإنسانية والتوعوية والتثقيفية والاجتماعية للنساء والأطفال من الحجاج. البداية كانت مع ممثلة الجودة بمكتب الخدمة الميدانية (رقم 14) المطوفة عهود محمد ساعاتي فقالت أقوم بالأعمال الإدارية بالمكتب من كتابة تقارير وخطابات وتوثيق الأعمال بالتصوير الفوتوغرافي والفيديو وترتيب الجوازات عند وصول الحجاج وتسليمها لمدخل البيانات . كما أعمل في إدارة الجودة " الأيزو " فأقوم بعمل العقود الخاصة بالموظفين والمرشدين وكتابة السندات الخاصة بالأمانات والكراسي المتحركة والعقود مع الشركات التي تم التعامل معها ووضعها في ملف خاص يسمى بالشؤون المالية والإدارية. كما أقوم بتعبئة البيانات في الموقع الخاص بالمؤسسة من استقبال وتفويج وترحيل للحجاج من حيث عدد الحجاج ووقت المغادرة والوصول ومن ثم توثيقها على ورق ووضعها في ملف يسمى بالحاسب الآلي والجوازات. وأضافت كما أقوم كذلك بتعبئة بيانات العمائر التي يسكن بها الحجاج وعمل محاضر خاصة بمعالجة القصور إذا كان هناك قصور في أي شيء يخص العمارة السكنية وحين تتم المعالجة نقوم بإغلاق المحضر وتسجيل كل البيانات في الموقع وتوثيقها على ورق ووضعها في ملفات بحيث يكون لكل عمارة ملف خاص بها . كما أشرف أيضا على ملف خاص بالنقل والتصعيد وملف للشؤون العامة وملف للتوعية الدينية وملف إسكان مشعري عرفة ومنى وملف لتفويج جسر الجمرات . وأضافت عهود كما أشارك في توعية ضيفات الرحمن في المخيمات ومقر السكن بأمور الحج باللغة الإنجليزية واصطحب معي مترجمة لغير الناطقين بها . وقد تشرفت بتكريم وزير الحج الدكتور فؤاد الفارسي حينما نلت جائزة التميز في موسم حج عام 1430 من مؤسسة جنوب آسيا. وتقول المطوفة راوية سفير الدين زوجة رئيس مكتب الخدمة الميدانية (50) قدمت الكثير من الخدمات لضيفات الرحمن ومنها زيارة الحاجات المنومات بالمستشفيات والاطمئنان عليهن ومتابعة حالاتهن الصحية وتقديم بعض الهدايا لهن وكذلك زيارتهن في مساكنهن والاطمئنان عليهن وأخذ بعضهن في زيارات تثقيفية سياحية لمصنع كسوة الكعبة الشريفة والمتاحف الموجودة بمكة . وتضيف راوية ومن أهم المسؤوليات التي أعتز بها متابعة مخيمات منى وعرفة من حيث التجهيزات وتوفر الإعاشة والنظافة والاطمئنان على حاجات الحجيج هناك وحل المشكلات التي قد تواجه الحاجات في مساكنهن من حيث فقدان الحقائب والبحث عنها وإيجادها لهن . وأشارت إلى أنها نالت في عام 1430 تكريما من رئيس مجلس إدارة مؤسسة جنوب آسيا عدنان محمد أمين كاتب بمقر المؤسسة بمنى على المجهودات المبذولة لخدمة ضيوف الرحمن. أما المطوفة رذاذ معتوق قصاص وتعتبر أصغر مطوفة تعمل تطوعيا بمكتب الخدمة الميدانية (4) ترى في مهنة الطوافة شرفا يفرض مسؤوليات وواقعا منحها الثقة بالنفس والقدرة على المساهمة في هذه المهنة الشريفة . وتقول هي مهنة الآباء نشأنا على حبها والإخلاص فيها فأقوم بزيارة ضيفات الرحمن في مساكنهن وكذلك زيارتهن بالمستشفيات الحكومية و متابعة حالتهن الصحية وأحرص على توفير احتياجاتهن المادية والمعنوية. وسأقوم بمشيئة الله في هذا العام بزيارة الحاجات بمشعري عرفة ومنى وتقديم ما يحتجن إليه هناك . وهناك الكثيرات من المطوفات يعملن في اللجان النسائية التطوعية ومع اختلاف المهام والأعمال الموكلة لهن إلا أن هدفهن واحد ومشترك , وهو إظهار قدرة المرأة المكية المطوفة على المشاركة والبناء والتنمية و نشر قيم العمل التطوعي في مهنة الطوافة لخدمة ضيفات الرحمن و تأكيد الإحساس بروح الانتماء الوطني والرقي بمفهوم التعاون على البر والتقوى والإحسان وإكرام الحاج .