اعلان رئيس الحكومة الاسرائيلية انه اعتمد تقريراً يعتبر الضفة الغربية أرضاً غير محتلة ، لا يغير في واقع الأمر من طبيعة أن الضفة بما فيها القدس الشريف أرض محتلة. وإذا كان نتنياهو يرى في اعلان كهذا أن الاستيطان يصبح مشروعاً فإنما يكابر ويعاند الحقائق المعروفة ، فالضفة الغربية أرض محتلة ، والاستيطان سياسة غير مشروعة بل هو سبب الاستفزاز الذي يؤدي إلى التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة ، والاستمرار في الاستيطان يعني الاستمرار في وضع المنطقة على فوهة بركان ، وبالتأكيد فإن نتنياهو أْعلن هذا الموقف المتشدد لتقوية حزبه وحلفائه في الانتخابات المبكرة التي أعلن عنها لتكون في مطلع العام المقبل، وربما انه أيضاً يحاول استغلال الوضع السياسي الراهن في العالم العربي لتمرير مخططاته ولكن مهما يكن فإن نتنياهو لايزيد الموقف إلا تعقيداً فالحقوق لا يمكن هضمها. ولكن حتى لا يذهب نتنياهو بعيداً في أحلامه فإن الموقف يتطلب في المقابل موقفاً عربياً نشطاً وتحركاً عاجلاً لدى الأممالمتحدة لتقوم بدورها في رفض العبث الاسرائيلي الذي يمكن أن يشعل المنطقة والعالم من جديد.