المعروف عن الموقف الأوروبي أنه من أكثر المواقف انتقاداً لسياسة الاستيطان الإسرائيلية وخاصة في الضفة الغربية ، وفي كل مرة يزداد هذا الموقف حدة في انتقاده. ولكن هذا الموقف الأوروبي حتى يكون أكثر تأثيراً لابد له من موقف أمريكي وبنفس القوة وبالفعل لقد اتخذت إدارة أوباما موقفاً في البدء قوياً من رفض الاستيطان الإسرائيلي وأرسل أوباما نائبه جوزيف بايدن الذي وجه عبارات قاسية لإسرائيل في حضور نتنياهو مطالباً بوقف الاستيطان. ولكن إسرائيل بعد ذلك قادت حملة مضادة ضد الإدارة الأمريكية استطاعت من خلالها أن تلين الموقف الأمريكي الذي لم يعد يجرؤ بعد ذلك على انتقادات سياسة الاستيطان. لقد ثبت في كل التقارير التي أعدت عن الاستيطان أنه السبب الرئيسي في التوتر السائد في المنطقة .. واذا لم يتم وضع معالجة جذرية وشافية فسوف يستمر هذا الاستفزاز القائم على الاستيطان في اشعال متزايد للتوتر مما يعني ان المنطقة ستكون دائماً على فوهة بركان. نأمل أن يتكامل الدور الأمريكي مع الدور الأوروبي في ضغط أكثر على إسرائيل حتى تتراجع عن سياسة الاستيطان الاستفزازية القائمة على اغتصاب الأراضي عنوة من أصحابها وأهلها.