دائما يتم التذكير بالبعد عن المكاسب غير المشروعة والحذر من الغش والخداع وخيانة الأمانة والتكسب من المال الحرام والمطالبة بتقوى الله في السر والعلن والتزام الأمانة والصدق والإخلاص وان يقوموا بأعمالهم على خير وجه وانها مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى قبل أن تكون أمام الجهات المسؤولة ثم امام ولاة الأمر وهذا ما يؤكده أحد ابناء الوطن الغالي في كل لقاء عمل مع منسوبي مؤسسته الفتية مذكراً بنصائح سماحة مفتى عام المملكة لنفسه وللعاملين معه ، ولان الالتزام الحرفي بالتوجيهات الشرعية والادارية المنظمة للعمل هي ديدن هذا الانموذج عدنان بن محمد أمين كاتب رئيس مجلس ادارة مؤسسة مطوفي حجاج جنوب اسيا من هنا كان الارتقاء بالعمل الممنهج في هذه المؤسسة الناهضة حتى أن حجاجها ينعمون بالخدمات المميزة الراقية في جميع مستويات الخدمة المقدمة لهم ، وأتذكر قبل عدة سنوات عندما امر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله ، بتوفير طائرة خاصة لنقل عدد من حجاج مينيمار المضطهدين في بلدهم قبل موسم الحج بعدة أيام مساعدة من سموه رحمه الله على ما قدم للإسلام والمسلمين، حيث سارعت المؤسسة بتوجيه رئيسها عدنان كاتب باستضافة هؤلاء الحجاج بالمجان لاداء مناسكهم على أكمل وجه واكرامهم حتى عودتهم بسلامة الله. وحقيقة القول وددت الاشارة بهذه المقدمة الواقعية لأدلل إلى ما لا يحتاج إلى دليل فالقيادة أو القائد الناجح في كل منشأة اذا ما اتصف بصفات مميزة معروفة في علم الإدارة فإن العمل في مؤسسته يسير وفق خطط وبرامج مبنية على التقدير والاحترام وعشق العمل والاخلاص فيه مدللا بشهادات الحق التي تقرر الواقع من أصحاب الشأن من مسؤولين وغيرهم وها هو معالي وزير الحج يصرح خلال زيارته التفقدية للمؤسسة قبل موسم حج هذا العام بقوله (يجب الاحتذاء بالأعمال المميزة) عند مشاهدته مخرجات عمل المؤسسة في خدمة ضيوف الرحمن ، وبالأمس القريب وخلال رعاية وكيل وزارة الحج لشؤون الحج المتحدث الرسمي للوزارة سعادة الاستاذ حاتم بن حسن قاضي نيابة عن معالي الوزير في حفل المتميزين بالمؤسسة أكد على أن مؤسسة جنوب آسيا تعتبر نموذجاً يحتذى به على مستوى مؤسسات الطوافة مبيناً ان المؤسسة تعمل على تحقيق أهدافها المرسومة بعناية التي تعتبر ترجمة صادقة لكل التوجيهات الكريمة الصادرة من الحكومة وفق برامج علمية ممنهجة تهدف إلى الارتقاء بالخدمة وحسن وفادة ضيوف الرحمن وكما ذكرت ان هذه الاشادات لم تأت من فراغ فبالاضافة للخطط التشغيلية العامة للمؤسسة والفرعية الخاصة بمكاتب الخدمة الميدانية التي يجب الالتزام بها حرفياً لاستمرار التميز والبقاء على القمة، إلا أن هناك أعمالاً انسانية يقوم بها مطوفو ومطوفات المؤسسة ومنها لجنة اكرام الحاج التي تضم عدداً من المطوفين وتهدف إلى تقديم المساعدة الفورية لمكاتب الخدمة الميدانية الأخرى المتعثرة بسبب الظروف الخارجة عن الارادة في النقل والتصعيد والاعاشة وتوفير العمالة والخدمات اللوجستية الأخرى حتى ينجح الجميع في أعمالهم بتميز غير عابئين بالجهود الاضافية والمصاريف المالية رغم محدوديتها وفي تسعيرة الخدمات الاساسية المقررة من عقود من الزمن ولا تتناسب بحال مع الاسعار العالمية بخلاف الخدمات الأخرى التي يقدمها بعض رؤوساء مكاتب الخدمة الميدانية كإقامة مواقع خاصة لارشاد التائهين ومساعدة الحافلات خلال أيام المشاعر وعلى الطرق السريعة وتقديم واجب الضيافة المجانية في هذه المواقع وعبر المركبات المتحركة وما تضيفه هذه المكاتب من مراكز مشابهة ومراكز رعاية صحية أولية وغير ذلك الكثير مما يؤكد عليه أمير الحج خالد الفيصل بأهمية الضيافة الاسلامية ولأن العمل المثمر عدوى تصيب كل من يعمل في اطار العمل الخلاق انبثقت لجنة من مطوفي المؤسسة سمت نفسها لجنة الأوفياء هدفها الرقي بالخدمة وتبيان مخرجاتها للتعبير عن مشاعرهم الصادقة تجاه مؤسستهم بشكل عام والمهنة بشكل خاص ومما يؤكد ما ذهبت إليه ما ان يتهامس بعض مطوفي المؤسسة ومنسوبيها حول فكرة جديدة رائدة تتبناها المؤسسة إلا وتجد من يسارع لتبني هذه الفكرة أو المقترح ويتسابق الجميع على انجازها بدعم مادي ومعنوي في تلاحم يدلل على روح الأسرة الواحدة المتماسكة المتعاونة في السراء والضراء ، لم لا ومؤسستهم بقيادة رئيسها ونائبيه تستقرىء المستقبل وتعد العدة لكل مستجدات هذه المهنة الشريفة التي تلقى الدعم الكامل من ولاة الأمر يحفظهم الله، ومن ذلك الاستعداد للأمر الملكي الكريم بتثبيت مهنة الطوافة وما يتبع ذلك من نظم وقوانين تنظم العمل بشكل مؤسساتي ، فقد سارعت المؤسسة من عدة أعوام إلى اسناد كافة أعمالها إلى شركات رسمية لاداء كافة الأعمال من منظور رسمي وفق القوانين المرعية في بلادنا المحروسة بفضل الله. ولا شك أن هذا العطاء والنظرة المستقبلية ستجعل لمهنة الطوافة شأناً عظيماً خصوصاً إذا ما عممت تجربة جنوب آسيا لتميز المؤسسات الأخرى وبمناسبة الحديث عن ضيوف الرحمن في هذه الأيام المباركة اتذكر الشعار الذي رفعه الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله لاستقبال ضيوف الرحمن (مليون سلام) هذا الشعار النابع من القلب والوجدان الذي تنتهجه قيادتنا الرشيدة حفظها الله للترحيب بمقدم اكرم الضيوف ، ضيوف الرحمن، من هنا كانت مؤسسات الطوافة الست تتسابق لاستقبال من حملوا أمانة خدمتهم على أكمل وجه وفي طليعتهم مؤسسة جنوب آسيا التي تفتح ذراعيها لاستقبال حجاجها وتقدم لهم خدماتها المميزة وفق ما يرضي الله سبحانه وتعالى أولاً ثم وفق تطلعات حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين المليك المفدى عبدالله بن عبدالعزيز وساعده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظهما الله جميعاً وختاما اسأل الباري جلت قدرته ان يتقبل من ضيوفه حجاج بيته العتيق حجهم وعمرتهم ويردهم إلى أهلهم سالمين غانمين وقد غفر لهم وغفر لمن قام على خدمتهم في أي موقع كان. قال تعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه اجراً عظيماً) ولا شك أن قضاء حاجات عباد الله ومنهم ضيوفه الحجاج والعمار والزوار ، مما يقدر عليه المسلم احب إلى الله من اعتكاف المسلم في بيت من بيوت الله ، مع ما في هذا الاعتكاف من احياء الليل وقراءة القرآن والبعد عن الفتن ولكن مع ذلك فقضاء حاجات ذوي الحاجات احب إلى الله من ذلك. ولذا لما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربه أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً ولإن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً (في مسجد المدينةالمنورة) ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشي مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام «رواه الطبراني في الكبير) وعلى الله قصد السبيل