عندما تصدى مليكنا المفدى عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله لكل ما يفرق وحدة الصف وتشتيت الشمل في كلمته للأمة خلال شهر رمضان المبارك سواءً لمواطني هذه البلاد الشرفاء أو للشعوب الإسلامية قاطبة تأسياً لهدي سيد الأنبياء المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم (أحب لأخيك ما تحب لنفسك) ولان وصايا ملك الإنسانية والسلام جاءت متزامنة مع مؤتمر التضامن الإسلامي الذي وجه به يحفظه الله في رحاب بيت الله العتيق في ليالٍ عظيمة يستجاب فيها الدعاء وتتنزل الرحمات وتقضى الحاجات حيث وجه يحفظه الله أعضاء اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالله للحوار الوطني للاستمرار على نهج الحوار وعلى كل ما من شأنه أن يوحد المجتمع والرؤى والابتعاد عن التصنيفات المذهبية والفكرية والمناطقية وعن استخدام لغة التصنيف والاقصاء التي لا تليق بمجتمع نشأ على تعاليم وقيم الإسلام السمحة من أجل وطن واحد موحد متماسك مرصوص البنيان لمواجهة التحديات كافة ولاشك ان مضامين هذه الدعوة المباركة في الأرض المباركة والزمان المبارك. الذي اجتمع فيه قادة الشعوب الإسلامية اخواننا في العقيدة والمصير المشترك في زمن الفتن والاضطرابات التي سادت وتسود بعض الدول والشعوب لمجازر سوريا على يد السفاح بشار الأسد وأزلامه وغيرها من الاوطان الإسلامية واضطهاد الاقليات المسلمة في ميانمار وكذلك ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من تشرذم وضياع الحقوق بسبب التعنت الصهيوني الذي وجد الأرض الخصبة لتنفيذ مؤامراته الدنيئة بسبب تفكك عُرى البر والتقوى الذي انقلب إلى الاثم والعدوان ومحاربة الله سبحانه وتعالى ورسوله الخاتم صلى الله عليه وسلم مع الأسف الشديد ولاننا في المملكة العربية السعودية تحت راية لا إله الا الله محمد رسول الله الخفاقة بقيادة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز شعب واحد متضامن وان كره الكارهون حيث اثبتت بعض الازمات العابرة فشل كل المحاولات الاثمة لزعزعة الأمن والاستقرار ولله الحمد والمنة وهذا ما ينبغي ان يسير عليه الجميع بدلاً من التناحر وتفريق الصفوف وبالتالي فقدان بعض تلك البلدان للأمن والأمان الذي يكون السبب المباشر في تدهور الاقتصاد ودمار البلاد وجوع العباد حيث أصبحت لغة الدم ورائحة البارود هي الطاغية مع الأسف الشديد. ولكن جاءت صرخة عبدالله بن عبدالعزيز المدوية لعقد قمة مكةالمكرمة في ظرف استثنائي لمعالجة اخطر قضايا الأمة في زمن الفتن والمدلهمات ولاشك أن التوصيات التي خلص اليها المؤتمر هي الأمل لانهاء معاناة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها حيث تعود الجميع من خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله المبادرات الجليلة التي تمس العالم الإسلامي الذي يحمله سلمه الله في فكره وقلبه ووجدانه والتي ستكون بعون الله قمة القرارات الحاسمة والمصيرية لِمَ لا. وخادم الحرمين الشريفين آل على نفسه بحمل هم الأمة الإسلامية دعماً مادياً ومعنوياً في الكوارث والازمات بلا من ولا اذى متحملاً الرسالة الإنسانية الإسلامية التي لا يتحملها الا العظماء المؤمنون بربهم ودينهم وهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم. ولو اردنا تفنيد ما قدمته هذه البلاد المنار على مر العصور في ظل حكم آل السعود الاخيار لما اتسع المجال لذكرها ولأن الجميع معترف بها حتى الاعداء قبل الاصدقاء . وسيسجل التاريخ بأحرف من نور نتائج القمة الإسلامية الاستثنائية (الرابعة) التي رأسها حكيم العرب والمسلمين عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله التي يؤمل أن تنتشل الأمة الإسلامية من كبواتها في تخاذل وتقاعس الجهود الدولية عن القيام بدورها الإنساني والاخلاقي في دعم الحقوق الإنسانية والانتصار للمبادئ والقيم والتي أدت إلى المذابح والانتهاكات وضياع الحقوق واغتصاب الأرض وانتهاك العرض كما يحصل في فلسطين الحبيبة وسوريا الشقيقة والتي يقف خلف كل هذه الكوارث ضعف الارادة الدولية واستغلال الصهيونية العالمية وذراعها البغيض اسرائيل لتفكك العالم العربي والإسلامي بداعي الربيع العربي المزعوم في الدول التي تنتصر للعدل والمساواة والتدخل السافر في الشؤون الداخلية بطرق ملتوية هي مفضوحة عند المبصرين. واسأل الحق جلت قدرته بأن يوفق قادة العالم العربي والإسلامي إلى كلمة سواء ، في ظل هذه الدعوة الكريمة من المليك المفدى خادم الحرمين الشريفين ايده الله بنصره وتمكينه وامد في عمره بدوام وتمام الصحة والعافية ليشاهد قطف ثمار وحصاد هذا المؤتمر الذي اشرأبت له اعناق الجميع. كلمة شكر وتقدير خاصة لكل الجهود المخلصة التي قام بها جميع المشاركين في انجاح القمة والتي فاقت التوقعات في ظل الازدحام الشديد للمعتمرين ورواد الحرم المكي الشريف حيث وفرت الدولة اعزها الله كافة الامكانيات المادية والبشرية والآلية حيث نفذ حرفياً ما هو مخطط له بعلم ودراية واتقان وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير الاستثنائي وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. وعلى الله قصد السبيل.