كان فريق الاتفاق او فارس الدهناء كما يحلو لعشاقه ومريديه ان يطلقوا عليه يحتل لقب الممثل الشرعي لاندية الشرقية في كل التظاهرات الكروية المحلية والخارجية بانجازاته العربية والخليجية والمحلية وتفرده بميزة الفريق الذي حقق الاولويات كاول ناد يحقق البطولات الخارجية عربيا وخليجيا ويحرز بطولة الدوري بدون هزيمة قبل ان ينضم اليه فريقا الهلال والشباب مؤخرا ليقاسماه هذا اللقب ولكن الفريق الاتفاقي ظل في حالة جفاء وابتعاد عن تحقيق البطولات المحلية والخارجية منذ سنوات عديدة ظل الفريق فيها يحقق مراكز متباينة فتارة يحقق المركز التاسع وتارة اخرى يحقق المركز السابع الى ان تحرر في العامين المنصرمين من قبضة المراكز المتدنية ليحقق في الموسم قبل الماضي المركز الثالث ويتراجع في الموسم الماضي الى المركز الرابع مما يدل على ان الفريق لايحافظ على مكتسباته ولايسعى الى الوصول الى منصات التتويج في كبرى البطولات دوري زين السعودي وهي البطولة التي تظهر حجم الفريق الحقيقي بحكم انها بطولة النفس الطويل وكان الفريق قد وصل في الموسم الماضي الى نهائي كاس ولي العهد امام فريق الهلال ولكنه لم يقو على حصد اللقب بحكم انه قد واجه فريقاً متمرساً يمتلك ثقافة النهائيات والبطولات . ونستطيع ان نقول بان بداية الفريق الاتفاقي في هذا الموسم لاتبشر بنجاحات منتظرة وربما تعيد الفريق الى المربع الاول في المراكز البعيدة في نهاية الموسم الحالي فماذا حدث للاتفاق وماهو سر التباين الذي حدث في صفوف الفريق حتى جعله يظهر بهذه الصورة المخيفة التي جعلت محبيه يضعون ايديهم على قلوبهم خيفة وخشية من تكرار مواسم الكساد الطوييلة . معسكر ألمانيا الفريق الاتفاقي اقام معسكراً اعدادياً في مدينة بيلاربيك بجمهورية المانيا استمر لفترة ثلاثة اسابيع ادى الفريق خلالها عدداً من المباريات وتلقى هزيمة ساحقة في مباراته الاخيرة في المعسكر قوامها نصف درزن من الاهداف كان من المفترض ان تكون فترة المعسكر قد اعطت المدرب السويسري آلين غيغر الفكرة الكاملة عن لاعبي الفريق وان يكون قد عرف كيف يوظف امكانياتهم ويصل بهم الى الانسجام المطلوب والانصهار في بوتقة الجماعية ولكن شيئا من ذلك لم يحدث بدليل ان المدرب قد ظل يتخبط في التشكيل الاساسي للفريق من مباراة الى اخرى بدرجة نراه يستبدل اربعة لاعبين دفعة واحدة في المباراة الثانية وهو امر ترك اكثر من علامة استفهام حائرة في نفوس الجماهير الاتفاقية وكل منسوبي النادي فكان من الطبيعي ان يخسر الفريق بالتعادل امام الوحدة وهو يلعب على ارضه حيث كان متخلفا وعاد لاجواء المباراة بهدف تعادلي ومن ثم الهزيمة امام الاتحاد بالثلاثية النظيفة والتي جيرها البعض الى اصرار المدرب على ابعاد المدرب الوطني المساعد سمير هلال من البعثة المسافرة الى جدة وهو الرجل الخبير في شئون الفريق فكان تصرفاً غريباً من المدرب وجد الامتعاض عند كل الاتفاقيين . أجانب كومبارس مشكلة المشاكل في الاتفاق تمثلت في التفريط الكبير بالنجوم من قبل الادارة حيث سمحت للارجنتيني سبستيان تيجالي ان يغادر الى اسوار نادي الشباب دون ان تكمل اتفاقها معه وهو يمثل الرقم الصعب الذي لايمكن تخطيه وغير تيجالي فرطت الادارة في الظهير العصري عبد المطلب الطريدي وهو الظهير الذي يفعل الدور الهجومي في الجهة اليمنى بصورة ايجابية متفردة كما ان رحيل القائد سياف البيشي قد ترك فجوة كبيرة في العمق الدفاعي الاتفاقي لم يستطع سند شراحيلي او البحري او مرتضى البريه ان يكملوها ويسدوا فراغها وفوق هذا وذاك فان اعارة النجم الشاب يحى حكمي لفريق الاهلي جدة ورحيل البرازيلي لازاروني قد ساهم في كشف العمق الدفاعي لفريق الاتفاق وهما كانا يشكلان ساتراً دفاعياً كبيراً امام قلبي الدفاع . ومما زاد من معاناة الاتفاقيين هو ان البدلاء لم يكونوا في مستوى اللاعبين الذين رحلوا عن صفوف الفريق حيث ان المهاجم البرازيلي فارجاس وضح انه ليس في مستوى الارجنتيني تيجالي وقد اتيحت له الفرصة في ثلاث مباريات تجريبية ومباراتين رسميتين دون ان يقدم نفسه بالصورة المثالية ودون ان يحرز هدفا في الدوري حتى الان اما ابن جلدته جونيور فهو وكما شاهدناه لايعتبر من الاوراق المهمة لدى المدرب غيغر بدليل انه لايعطيه الفرصة الا بالتقسيط غير المريح مما يؤكد بانه لاعب غير مؤثر ويبقى العماني كانو هو الورقة الاكثر نضوجا بين الاجانب الثلاثة الذين استقدمهم الفريق في هذا الموسم فيما ظهر البرازيل كارلوس بصورة مغايرة في المباراتين الماضيتين وارتكب الكثير من الاخطاء الامر الذي يؤكد بانه قد افتقد لخدمات القائد سياف البيشي الذي كان يمثل بالنسبة له الساعد الايمن . الصفقات المحلية الادارة الاتفاقية سجلت عدداً من اللاعبين المحليين نذكر منهم عبد الله الدوسري نجم الفتح وعبد الله السالم نجم الخليج ولكنهم لايسجلون التواجد المطلوب في خارطة الفريق الاول ولم يمثلوا الفريق في المباريات الافتتاحية للدوري وهنالك النجمان فهد المبارك وسعد الذياب فهما يتدربان بعيدا عن الفريق الاول دون المشاركة مع لاعبي الفريق مما يعني بانهما خارج حسابات المدرب وهما محسوبان على الفريق دون الاستفادة من جهودهما . كأس الاتحاد الآسيوي الفريق الاتفاقي قطع شوطاً بعيداً في مسابقة كاس الاتحاد الاسيوي واستطاع ان يصل الى مرحلة متقدمة وتنتظره مباريات قوية ستكون الاولى امام ممثل اندونيسيا فريق اريما في الثامن عشر من شهر سبتمبر القادم في الدمام على ان يقام لقاء الاياب في اندونيسيا في الخامس والعشرين من الشهر نفسه والجماهير الاتفاقية تنتظر من نجوم فريقها ان يكون تركيزها عالياً في هاتين المباراتين حتى ينتقلوا الى المرحلة الاهم في الكاس الاسيوية التي يعتبرها البعض البلسم الشافي لكل جراحات الاتفاق المحلية والخارجية والامر يتطلب استنفار كل الجهود والعمل على ترميم كل الثغرات التي بدت واضحة جلية على شكل الفريق العام حتى يكون قادراً على الاضطلاع بدوره كاملا في هذه البطولة القارية الكبرى ويكون مؤهلا الى الفوز بها وسبر اغوارها . جماهير ديوانيات جماهير الاتفاق تعتبر هي الوقود الذي يشعل فتيل الحماس عند اللاعبين ويبث فيهم روح الغيرة والطموحات لتحقيق افضل النتائج ولكن هذه الجماهير الاتفاقية وللامانة لاتمارس دورها بالصورة المثالية التي تشحذ همم اللاعبين وتستنفر قواهم وتساهم في تفجير الطاقات الكامنة في دواخلهم بسبب احجامها عن الدعم والمؤازرة فالفريق الاتفاقي يلعب غريبا على ارضه وجماهيره تسجل حضوراً خجولاً في مدرجات ملعب الامير محمد بن فهد في الدمام وعادة مانشاهد جماهير الفرق الاخرى التي تفد الى مدينة الدمام وهي تسجل حضوراً اقوى واكبر من حضور الجماهير الاتفاقية التي تكتفي بمشاهدة المباريات من الديوانيات او خلف جدران منازلها ولعل الحضور المتواضع في اللقاء الافتتاحي للفريق امام فريق الوحدة في الدمام وهو لقاء افتتاحي بعد فترة توقف طويلة الجميع متلهفاً لمشاهدة الفريق بعد العودة من معسكر المانيا والتجديدات التي طرأت عليه ولكن الجميع صدم بالحضور الضعيف الذي جاء الى ملعب المباراة من الجماهير الاتفاقية التي لم تتعد ال 732 مشاهداً وهو رقم يمكن ان تشاهده في تدريبات النصر والهلال والاتحاد بصورة يومية .