بنهاية شهر رمضان المبارك وحلول أيام عيد الفطر تعم الأفراح بين جميع أفراد المجتمع لذلك هذا العيد له خصوصية وأهمية لدى جميع المسلمين لأنه يجمع جميع الناس بقلوب نظيفة تتسم بالمحبة والتراحم والتواصل ودفن عوامل الفرقة والشحناء والابتعاد الاجتماعي. ففي هذا العيد تتضافر الجهود كافة إلى التواصل الاجتماعي بشكل حميمي يفيض بمشاعر السعادة وكسر عوامل الابتعاد والكل من كبار وصغار يندمج في الفرح ولبس الجديد والرجوع إلى الجذور والعادات المتوارثة في العيد من حيث ممارسة الألعاب الشعبية وتناول اطعمة معينة تظهر في العيد وهي جملة معطيات محببة لدى الناس خاصة بمظاهر فرح العيد والمهم أن طقوس العيد عملية راسخة في الذاكرة الإنسانية ولم تؤثر عليها الحضارات الوافدة وخاصة في التجمعات البدوية والريفية وحتى مجتمع المدن والقرى لأن الإنسان في عيده يستذكر الماضي ويربطه بالحاضر لقيم العيد الطيبة عند المسلم ولهذا نجد اختلافاً بين المناطق والبلدان عند الاحتفال بعيد الفطر المبارك ولكن في المجمل يظل العيد مصدر فرح وابتهاج عند جميع شرائح المجتمع المسلم. ولكن يعاب في العيد بعض ملامح التبذير والاسراف من العديد من الناس حيث يجد رب الأسرة مصاعب جمة مضافة إلى مصاريف شهر رمضان قبل العيد وهذه المصاريف في حقيقة الأمر تزهق كاهل رب الأسرة خاصة ونحن بعد العيد في انتظار مصاريف أخرى مع بداية العام الدراسي فكان الله في عون الجميع والحق أنه يجب الالتزام بعملية توازنية تراعي ظروف الجميع كما يجب على الجهات الرسمية محاسبة من يرفع الأسعار بهدف الربح وهذا يضر بقطاع كبير من الناس والمسلم مثل الجسد الواحد يجب أن يعم الخير الجميع دون اجحاف في حق البعض والواجب على المجتمع والدولة التعاون من أجل مصلحة الجميع والتعامل بشكل انساني يراعي المصلحة العامة عن طريق محاسبة الذين لا يحترمون ظروف الناس لأن العيد مصدر خير وفرح وسرور لا يصح أن يرافقه شيء من عوامل تعاسة الناس عندما يعجز الشخص عن تلبية مطالبه نتيجة الأسعار المرتفعة في كل جوانب حياته المعيشية والله في عون العبدعندما يراعى ظروف أخيه وفق الله الجميع إلى الخير والسعد والسعادة.