يحل علينا شهر الخير والمحبة والتواصل والتراحم شهر رمضان الكريم الذي يجد فيه المسلم الحقيقي لذة الحياة خلال ممارسة الصوم وهو سعيد بتحمل الجوع والعطش في سبيل طلب المغفرة والثواب وفي هذا الشهر الفضيل يتذكر الانسان أمواته الذين رحلوا عن هذه الدنيا بالدعاء والصدقة على أرواح أمواتهم وفي رمضان تقوى قوة التواصل بين أفراد المجتمع في تماسك وتقارب روحي لهذا نجد شهر رمضان سماته الخاصة بين شهور السنة حتى من حيث الاستعداد والاستقبال له بشكل خاص بفرحة وسرور من جميع المسلمين في كل القارات وتذوب فيه جميع الفوارق الاجتماعية ويسعد فيه الكبير والصغير والغني والفقير وتغيب فيه الأشياء التي تمارس ضد الدين عندما يكون اتجاه الجميع نحو ممارسة الشعيرة الدينية تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء لطلب المغرفة والخروج من ذنوب الماضي لذلك نجد صفاء النفس وقوة الارادة واحتمال الصبر على متاعب الصوم مع الاستعداد المتواصل نحو اشاعة المحبة بين الجميع والاهتمام بالفقراء والمحتاجين إلى المساعدة والعون كل هذا يتوفر في شهر رمضان المبارك ولا يعني هذا عدم وجود سلبيات عندنا ترافق هذا الشهر الفضيل ضمن ممارسة الناس في الأكل وغير ذلك من عوامل الاسراف والتبذير في المصروفات الباهظة على رب الأسرة وربما أصبحت هذه العوامل السلبية تشكلت وفق العادات والتقاليد المتوارثة في مسار الحراك الاجتماعي ولم يتم التخلص منها في هذا العصر الذي يتطلب مزيداً من العقلانية وحسن التصرف في مجمل الأعمال الدينية والانسانية التي تؤدي إلى الخير والسعادة فلا يجب الاسراف والتبذير في شهر رمضان الذي فيه الأجر والثواب والدين الاسلامي الحنيف ضد الاسراف المذموم ومن العقل والمنطق أن نعمل بتوازن والابتعاد عن المصروفات التي لا نحتاج إليها فكم من أسرة فقيرة لا تملك وجبة الافطار والواجب أن يسود التعاون الجميع عن طريق مساعدة المحتاجين وفي ذلك فرصة لكسب الأجر والثواب عندما يلامس الانسان المسلم حاجة أخيه المحتاج في كل أمر من أمور الحياة ، كما يلاحظ في شهر رمضان هذه الأيام ارتفاع تصاعدي في الأسعار بشكل عام وهذا الارتفاع يستهدف بشكل عام الضروريات اللازمة لشهر رمضان ومن ذلك أسعار اللحوم بصفة عامة وجميع ما يلزم وجبتي الافطار والسحور وهذا الارتفاع يدخل ضمن مفهوم الاحتكار في السلع وهذا ينافي مبادىء الاسلام التي تكرس الجهود لخدمة الانسان وتذم الاحتكار في السلع لهذا أين جهود وواجبات الجهات المسؤولة مثل وزارة التجارة وحماية المستهلك ولماذا لا يضرب بيد من حديد على هؤلاء الساعين إلى الكسب الحرام على حساب المواطن والمقيم فلا مبرر لرفع الأسعار للسلع الرماضية الضرورية للناس ومن المؤكد أن من يغالي في الأسعار يخالف بذلك الدين والخلق الاسلامي وعليه مخافة الله في هذا الشهر الكريم وكسب رضا الله ثم رضا الناس أجمعين وفي ذلك تجارة رابحة والله الهادي إلى الخير.