ما أعلنه مسؤول أمريكي رفيع من أن الولاياتالمتحدة تخلت عن سعيها لاقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين يعتبر في واقع الأمر تخلياً من الولاياتالمتحدة عن دورها في دفع مسيرة السلام .. وهي التي تملك من أوراق الضغط ما يمكن أن تمارسه على إسرائيل خاصة وأن الاستيطان هو السبب الرئيسي في التوتر وهو توسع في احتلال الأراضي الفلسطينية من غير وجه حق. لقد كان موقف الإدارة الأمريكية (إدارة أوباما) واضحاً منذ البداية تجاه الاستيطان وقد كان لنائب الرئيس جوزيف بايدن موقفاً واضحاً كذلك أثناء زيارته لإسرائيل حيث استشاط غضباً من إعلان نتنياهو أمامه عن استئناف سياسة الاستيطان. ولا يمكن تفسير ما أعلنه مسؤول في البيت الأبيض من أن الإدارة الأمريكية ستواصل جهودها في محاولة كسر جمود عملية السلام المتعثرة مع غض النظر عن سياسة الاستيطان. وكيف يمكن تنفيذ وعد أوباما باقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنباً إلى جنب في سلام إذا كانت الدولة الإسرائيلية تتمدد داخل الأراضي الفلسطينية. إن فشل الولاياتالمتحدةالأمريكية في ايقاف سياسة الاستيطان لا يمكن تبريره لأن أمريكا تملك الوسائل كما أشرنا إلى أن تمتنع إسرائيل عن مواصلة الاستفزاز. كما أن الموقف الأوروبي ليس مقبولاً إذا توقف عند مجرد الأسف .. فالأسف لن يحرك ساكناً في إسرائيل ان لم يشكل لها ضوءاً أخضر لمزيد من الانتهاكات التي تدمر ما بقى من آمال في عملية السلام.