ما قاله نتنياهو في واشنطن أمس من أن الاستيطان لا يعرقل السلام يثير العجب حقاً .. وعلى مَنْ يحاول نتنياهو أن يضحك بهذا التصريح الفج ؟!. نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن والذي سبق أن زار إسرائيل والمنطقة طالب صراحة بوقف الاستيطان والسيناتور السابق جورج ميتشيل قبل أن يصبح معبوثاً لأوباما في المنطقة كان مكلفاً بدراسة أسباب التوتر ووصل إلى أن الاستيطان سبب رئيسي في التوتر لأنه قائم على الاستفزاز باستلاب حقوق الفلسطينيين من الأراضي وإقامة منشآت إسرائيلية عليها أمام بصرهم. ومع مستهل ولاية أوباما كانت هناك ضغوط أمريكية واضحة لوقف الاستيطان واستجاب نتنياهو لهذه الضغوط بتجميد الاستيطان مما ساعد في استئناف المفاوضات .. ولكن مع ذلك لم يراعِ نتنياهو نجاح عملية السلام فأعاد البناء من جديد .. لتكون النتيجة الطبيعية أن يوقف الفلسطينيون التفاوض. ومع تراخي الضغوط الأمريكية .. أصبح نتنياهو يضع الصعوبات أمام المفاوضات وآخر ما ظهر به في هذا الاتجاه ان الاستيطان لا يعرقل السلام. وبالطبع فإن أحداً لا يصدق ذلك .. ولكن في غياب موقف ضاغط جدي على إسرائيل فان نتنياهو لن يتراجع عن مثل هذه التصريحات المثيرة للاستفزاز ولكن حتى تنتبه إسرائيل أكثر لخطورة مثل هذه التصريحات فنأمل أن يكون هناك تحرك عربي ضاغط على أمريكا حتى لا ينفرد نتنياهو بالساحة لترويج أكاذيبه.