اعتبر محللون مصريون ومعارضون سوريون الهجمة البذيئة التي قادتها الخارجية الروسية ضد المملكة، نوعاً من الإرهاب المعنوي والنفسي الساعي للخروج من الورطة الأخلاقية التي سقط فيها الروس وقادة الكرملين، بمساندتهم المفضوحة لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا. وقالوا: إن بيان الخارجية الروسية الأخير، الذي حاول بسذاجة، أن يشوّش على الموقف السعودي الداعم لثورة الشعب السوري، ما هو إلا نوع من الافتراء الكاذب والتضليل المتعمد، وأشاروا إلى أن هذه الحملة "سيئة السمعة" لن تنال من مصداقية المملكة وجرأتها في التعامل مع الواقع السوري ، وهو ما افتقده الروس أنفسهم، معتبرين أن هذه الأكاذيب ليست غريبة على نظام شمولي يتشدق بالديموقراطية، يحاول حماية حليف مجرم له، من نيل عقابه الذي قرره له الشعب السوري الثائر والشجاع. وأضافوا في تصريحات ل (اليوم) : إن روسيا لم تكتفِ بفضح نفسها عندما وقفت ضد الشعب السوري باستخدامها الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار لإدانة نظام الأسد، ولكنها أيضاً، تجاوزت كل المعايير الأخلاقية عندما تغمض عينيها عن المجرم الحقيقي في دمشق وتحاول التدليس بمزاعم وافتراءات ضد القوى الشريفة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. خزي وعار روسيان في البداية، يقول المفتش الأول السابق في وزارة الدفاع السورية، والذي انشق على النظام مؤخراً، محمود سليمان الحاج حمد : إن روسيا أثبتت للعالم مدى الخزي والعار الذي يعتري سياستها في الشرق الأوسط، وبدلاً من أن تكون روسياالجديدة، ضامنة للشرعية الشعبية، ومستجيبة لها، كما حدث في دول الاتحاد السوفييتي المنهار، بدت موسكو وكأنها حامية لعصابات قطاع الطرق من بعض الحكام، وأولهم الرئيس السوري بشار الأسد. واعتبر الحاج، أن المملكة، أصبحت هي الملاذ الأول، الآمن حالياً لكل عربي باحث عن الحرية والكرامة، وأن موقفها المساند للشعب السوري، ما هو إلا إدراك واضح من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بنوعية الإجرام والقتل الممنهج الذي يمارسه نظام بشار ضد شعبه الأعزل، وأضاف: إن الإدانة السعودية الشجاعة والواضحة لهذا الأسلوب الإجرامي، كانت سببا رئيسيا في فضح النظام وأعوانه إقليمياً وعالمياً. وأضاف: إن قادة موسكو بموقفهم المتخاذل، كشفوا حقيقتهم أمام الشعب السوري، وأمام كل الشعوب الحرة والكريمة، واعتبر أن روسيا ستدرك عما قريب عواقب موقفها الغريب والمستهجن، وسيكون للشعب السوري معها حساب آخر، بعد الانتهاء من "كنس" النظام الأسدي المجرم إلى مزبلة التاريخ. وقيعة ساذجة من جهته، يقول المعارض ورئيس كتلة التغيير السورية، احمد رياض غنام، اعتقد ان هذه الاتهامات الروسية المزعومة ترمى إلى الوقيعة بين المملكة العربية السعودية وبين المؤسسات الدولية، معتبراً فى اشارة لتورط المملكة فى دعم الإرهاب فى سوريا وهذا الكلام عار عن الصحة فالمملكة تقدم الدعم الانسانى والدعم السياسى وتقدم الاغاثة للشعب السورى وهى لم تنخرط فى أى دعم ارهابي والوقوف بجانب الشعب السورى هو وقوف الدولة الشقيقة الى جانب شعب يطالب بالحرية والكرامة واقامة نظام ديمقراطى وهى تقف فى وجه قمع الشعوب وما يتم الان فى سوريا هو قتل ممنهج من قبل النظام السورى وعملية ابادة جماعية بواسطة السلاح الروسى الذى لم يتوقف منذ بداية الثورة والى الان وكلنا نعلم بموقف روسيا السياسي ودعم النظام السورى فى سوريا والوقوف فى وجه ارادته للتغيير والوصول الى حكم ديمقراطي لذلك نوجه أصابع الاتهام مباشرة إلى القيادة السياسية في روسيا . كلام مراوغ أما الدكتور محمود خليل، الخبير الإعلامى والمحلل السياسى وأستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فاستغرب من إلصاق تهمة الإرهاب بالمملكة، وتساءل: ماذا كانت روسيا تفعل عندما دخلت باكستان؟ ألم تمارس الإرهاب ضد الشعب الأفغاني حتى فشلت وخرجت مدحورة مجللة بالعار؟ واعتبرالاتهامات الروسية كلاما ساذجا ومراوغا وغير واقعى ، فالمملكة تدعم شعباً مغلوباً على أمره أمام سلطة طاغية تستخدم كل إمكانياتها العسكرية فى القمع وسحل وسحق شعب ثائر ضده. وأضاف خليل إن دعوة المملكة لتسليح المعارضة السورية أمر لا علاقة له بالإرهاب على الإطلاق، الإرهاب يعنى عملا يتم فى الخفاء والتعتيم عليه والخليج والمملكة أعلنت كل شيء بصراحة تامة، والشعب السورى تحت نيران الدبابات والنيران فشيء طبيعى أن يكون له سلاح يقاوم ويدافع به عن نفسه، وانا شخصياً أؤيد الدعوة السعودية لتسليح الشعب السورى للوقوف ضد طغيان بشار الأسد. جهل شديد ومن جانبه، أشار معتز صلاح الدين، الخبير بشؤون الجامعة العربية، إلى ان كل ما تزعمه روسيا بأن المملكة تدعم الإرهاب فى سوريا، ينم عن جهل شديد، وان سوريا فيها ثورة شعب يذبح ويقتل، وكل الدول العربية من بينها السعودية حاولت بالحسنى وقف نزيف الدماء، ووقف جرائم السفاح بشار الأسد، ولكن نظام العصابة في دمشق رفض كل صيغ النصيحة بعنجهية وتعالٍ. وأكد صلاح الدين، أن المملكة من أكثر الدول التى تحارب الإرهاب على مدار التاريخ، ينبغى على روسيا ألا تخلط الأوراق وتعترف ان هناك جرائم قتل وذبح يعاقب عليها القانون الدولي، ولا بد للمجرم من أن ينال عقابه الذي يستحق. اتهامات باطلة أما عضو المجلس الوطنى السورى، جبر الشوفى، فيقول نحن على ثقة ومعرفة والكل يعلم مدى كذب الاعلام السورى والنظام السورى كاملا ومعه عملاؤه في موسكو الذين يلقون الاتهامات الباطلة على المملكة العربية السعودية علما بانها تقدم الدعم المادى والمعنوى ولا تشجع او تعرف الارهاب لانه لا يوجد ارهاب اصلا انما هناك ثوار يدافعون عن الوطن وليس ارهابا انما الارهاب الحقيقى والوحيد هو النظام الذى يقتل السوريين وليس هناك اى دعم للارهاب وانما للثورة السورية وحق الدم السورى الذى يصعد عمليات القتل والإجرام. وأضاف : إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، إنما تقف مع الحق السوري، وما تصريحات خادم الحرمين ووزير الخارجية والمسئولين السعوديين إلا تأكيد لهذا الموقف المبدئي، واعتبر أن الافتراء الروسي ما هو إلا أكذوبة كبرى لن تنطلي على الشرفاء الذين يدركون جيداً قيمة النضال السوري الممثل في الثورة الشعبية السلمية ضد نظام الأسد. لا نستغرب من جهته، يرى الإعلامي والمعارض السوري، ثائر الناشف، أن الأكاذيب الروسية ما هي إلا محاولة روسية فاشلة لتجميل نظام الرئيس بشار الأسد، وتحميل أطراف عربية مسؤولية ما يحدث، وأضاف "أننا تعودنا على مثل هذه الافتراءات التي يسوق لها النظام القمعي في دمشق، معتبراً الموقف السعودي الأخلاقي المؤازر للشعب السوري، ما هو إلا تعبير عروبي وإسلامي يتضامن مع ثورة السوريين في انتفاضتهم ضد نظام طائفي لا يختلف كثيراً عن الأنظمة الشمولية التي سادت ردحاً من الزمن في الحقبة السوفييتية المشؤومة والتي يبدو أن الروس ورثوها ولم يستطيعوا التخلص منها حتى الآن. واعتبر أن المملكة بقيادتها وحكومتها وشعبها، تمثل الامتداد الطبيعي للشعب السوري الذي يتطلع في الحياة بحرية وكرامة وعزة، بعيداً عن الشعارات الفوقية والعنتريات التي حاول نظام الأسد الإجرامي أن يروج لها. تخبط وإفلاس أما النائب السورى المعارض مأمون الحمصى، فوصف بيان الخارجية الروسية ازاء دور المملكة من الأزمة السورية ب"القرصنة الدبلوماسية"، وأنه نمط مستغرب ومرفوض وغير لائق فى عالم الدبلوماسية بشكل عام، وأعرب عن أسفه بأن يأتى هذا الدعم لنظام يمارس الابادة الجماعية بحق شعبه على مرأى ومسمع من العالم، وأضاف أنه من المضحك أن من يتحرك لمؤازرتنا يتم تلفيق التهم له، واعتبر موقف روسيا من المملكة مؤشراً على حالة التخبط والافلاس في البيت الأحمر. واعتبر الحمصى أن هناك سببين رئيسيين ، الأول هو أن المملكة وجهت ضربتين مباشرتين لمواقف روسيا الرامية الى استمرار جرائم النظام السورى حيث استخدمت الفيتو فقامت المملكة بالتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ، كذلك خطوة انسحاب وزير الخارجية من مؤتمر اصدقاء سوريا فى تونس لأن الوضع هناك لم يعد بحاجة الى شعارات نحتاج الى مواقف ومن ثم فالمملكة العربية السعودية سياستها جاءت واضحة الملامح وعلى الملأ وفى العلن وليس من خلف ستار او تحت الطاولة كما يفعل الكثيرون ..