قرأت في احدى الصحف المحلية قبل فترة ليست بالطويلة عن احتلال المملكة للمركز الأول عالميا في الأعمال التطوعية والخيرية وهو ما يدل على مدى حب المواطنين في المملكة للأعمال الخيرية ومدى حجم الدعم الذي يحظون به من قبل حكومتنا الرشيدة والتي حملت منذ أمد بعيد لواء إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج من المسلمين حول العالم , وهو ما يبين سبب ريادة المملكة بين دول العالم الإسلامي ونظرة الكثير من المسلمين لها بعين من الاحترام والتقدير . ولأننا مجتمع ديني ومحافظ ونحمد الله كثيرا على ذلك فقد انتشرت في مجتمعنا الكثير من الأعمال الخيرية التطوعية والتي تهدف إلى خدمة المواطنين والمقيمين في المملكة بشكل خاص وعموم الأمة الإسلامية بوجه عام , فظهرت العديد من الجمعيات والهيئات الإسلامية والتي تهدف إلى جمع التبرعات من أجل إرسال الدعاة إلى الأقليات الإسلامية من أجل نشر الدين بالإضافة إلى بناء المساجد والمراكز الثقافية فيها , كما توجد الكثير من الجمعيات والتي تستهدف أيضا الفقراء الموجودين في المملكة وتقوم بإطعامهم وكسوتهم بالقدر الذي يكفي لسداد حوائجهم ويمنعهم عن السؤال , ناهيك عن جمعيات تحفيظ القرآن وجمعيات المساعدة على الزواج وغيرها من الأنشطة التي تبين بوضوح معنى التكافل في الإسلام والذي حثنا عليه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في اكثر من موضع . ولكن رغم كثرة النشاطات الخيرية والتطوعية في بلادنا إلا أن هناك جوانب مهمة في الحياة الاجتماعية لم تصل إليها أيدي النشاط الخيري , قد يكون أحدها هو سداد الدين عن المدينين والتي سبق وأن تطرقت للحديث عنها في إحدى مقالاتي , صحيح أن هناك من أهل الخير من يقوم خفية بقضاء بعض الديون عن المدينين وصحيح أيضا أن الدولة حفظها الله تسدد ديون بعض المتعسرين , إلا أن الأمر لم يصل إلى المرحلة التي يكون فيها هذا الأمر وفق خطة ومنهجية واضحة وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى بقاء بعض المدينين في السجون رغم ان حاجاتهم قد تفوق حاجة بعض الأشخاص الذين سيستفيدون من النشاط التطوعي. أتمنى من أهل الخير الموجودين بكثرة في بلادنا أن يوسعوا من دائرة النشاط الخيري حتى يصل إلى أكبر عدد من الأشخاص المحتاجين له, فقضاء الحوائج ليس مرتبط بفئة أو أشخاص معينين بقدر ارتباطه بموضع العمل الخيري في مكانه المناسب . والله من وراء القصد