السمسمية اسم معروف في أغلب المجتمعات العربية ولاسيما داخل الاحياء الشعبية فيها وتطلق من قبلهم على نوع من الحلوى تصنع من بذور السمسم تسمى (الحلاوة السمسمية) ومكوناتها بذور السمسم الطازجة يتم تحميصها واضافة الماء والسكر إليها وتتناول وهي لذيذة الطعم وسهلة الصنع وبعد تصنيعها يتم تجزئتها في الصواني التي يتم اعدادها بها إلى أشكال مربعة أو دائرية أو بمختلف الأشكال الهندسية وتباع في مختلف المخابز والأسواق وعلى الشواطئ والمنتزهات. وفي عهد ليس ببعيد عندما كانت الأمهات أو الجدات والاخوات يخطبن لأبناء العائلة نجد في أقوالهن كلمة (مسمسمة) وتعني ان الفتاة التي اختيرت ليرتبط بها ابناؤهم سكرة وحلوة كحلوى السمسمية , ولكن في عالم الطرب والفن والشعر نجد السمسمية هي عبارة عن آلة وتحفة فنية صنعت بأنامل المبدعين أصحاب الخبرة والذوق والحس الفني الرفيع. حيث يتم صناعتها من صفيحة معدنية يتخللها عدد من القوائم الخشبية المثقوبة والمترابطة بمفاتيح خشبية يستخدم فيها مجموعة من الخيوط المعدنية (أوتار عزف) تثبت بعناية وتشد للعزف من قبل الفنان المتمكن والهاوي والعاشق لها. وصوت السمسمية تجد فيه النعومة والانغام المحركة للمشاعر الإنسانية فترتاح لها النفس البشرية وتستمتع باعذب الألحان التي تطرب اذان مستمعيها. وعرفت هذه الآلة منذ القدم وتوارثتها الاجيال المتعاقبة واستمرت حتى الوقت الحاضر ويرمز لها بانها أداة شديدة التعلق والارتباط بالوطن الغالي والعزيز عند مواطنيه (فالوطن هو الناس الذين يعيشون على أرضه والعشاق المتيمون في حبه). ويكثر انتشار آلة السمسمية بالمدن الساحلية والتي تستهوى البحارة يعزفون عليها أثناء الصيد فيسهرون ويغنون جماعياً مع بعضهم . ونجد السمسمية في المناسبات والأعياد وحفلات الاعراس فنرى بعضاً منهم والمتبعين للتقاليد والعادات المحبوبة لديهم يحضرون الفرق الشعبية والتي تتوفر لديها آلة السمسمية كدلالة لما احبوه من تراث آبائهم وأجدادهم الذين صدحوا بالأهازيج والقصايد الشعرية وغنوا ورقصوا على عزف السمسمية فيزداد الحنين لذلك الماضي السعيد والمميز الذي كانوا متواجدين به وعاصروه. فالأغنية الشعبية على انغام السمسمية لها أهمية وشجون لانها تمثل رمزاً من تراث أمتهم المجيد فهي تحمل معها الفن الابداعي والعفوية والبساطة والصدق والاصالة والتواجد الجماعي. ما أروع السمسمية وأجملها لدى عشاقها ومحبيها والمتشوقين والمتلهفين لسماع وتردد الألحان عندما تعزف الأنامل الرقيقة من خلال أمهر العازفين عندها يشعر المصغي لهم انه أزاح عن كاهله المخاوف والاحزان فيدندن ويغني ويطرب ويكون أسعد ابتهاجاً واستمتاعاً بأوقاته وأفراحه برفقة الصحبة وشلة الأنس.