الإنسان بطبعه خلق عجولاً ، هي ارادة الله للخليقة ولكن وهبه رب العزة والجلال من النعم الفاضلة والمتعددة الجوانب ليتدبر ويفكر وينشد الصواب والقرار الحكيم الذي يجنبه بأمر الله الوقوع في المهالك أو سلوك الطرق والمنحدرات الخطيرة والتي تضره وتؤذيه. وقديماً قيل (أنا أفكر إذن أنا موجود) فأنا وأنت ياأخي وياصديقي استلزم الأمر منا ولاسيما ونحن قد منحنا مولانا العظيم وامدنا بعمر وتجارب وخبرة اكسبتنا المقدرة للتعامل في الحياة والعاقل منا لا يقف عند حد أو محطة فيها ويتخيل أو يوهم نفسه انه أصبح ذا علم ومعرفة كافية تجعله متمرساً ومتمكناً ومسيطراً على كل أمر يخصه ويعنيه أو متملكاً الزمام لمن يعولهم أو يكون مسؤولاً عنهم. الأمس ما عاد يماثل اليوم , تبدل وتغير وازداد تعقيداً فالبشرية انتشرت وتكاثرت على الأرض وسبل الرزق والعمل غدت قليلة وتتطلب جهداً وبحثاً وارادة وعزماً قوياً لينال الفرد الفرص ليعمل ويكد ويجني الربح والفائدة ويستقر ويواصل رسالته صوب مجتمعه وأبنائه ويحقق آماله ورغباته ويهنأ ويسعد ويشعر بالطمأنينة والارتياح النفسي والذهني وكل ما يتمناه. والعقل السليم كما هو معروف ومتعارف عليه عند الأمم السابقة والمتلاحقة متلازم وتوأم للجسم السليم الذى يمتلك الصحة والعافية والنشاط والحيوية والمتمكن والقائم بتكييف وضعه وفهم وادراك احتياجاته وتلمسها ومستعد لتخطي الحواجز والاخطار المواجهة له بكل يسر واتقان والفضل لذلك لنعم المولى الكريم بمنحه الثقة بالنفس والرشد والتفكير والعقل الحكيم والنظرة لمفهوم الحياة بتمعن وواقعية. وطموح الإنسان وتأمله ولاثبات وجوده واظهار مواهبه وامكانياته الكامنة بداخله وخوفه من الفشل كشخص ذي مكانة ومنتج ومثقف يسعى ليحظى بالدور البارز والملائم المشبع لرغباته والمفسر والممثل لذاته ووضعه الاجتماعى المأمول والمخطط له مسبقاً , لن يدركه ويحوزه ويتوصل إليه الا بالمثابرة والعطاء والاجتهاد وجميعها تتطلب منه تفكيراً مستمراً وشاملاً لجوانب الغد المشرق الحالم به لنفسه ويحتوي على احتمالات أو صعوبات قد تواجهه لكى لا يفاجأ بعوائق تحد وتحبط عزيمته وتعيده للبدء من جديد , اضافة للتفكير الصائب المطلوب منه الاقتناع التام بمشروعه وتكريس جل وقته لتنفيذه اضافة لتوقعه بضرورة تواجد البدائل والحلول المفترضة التي تسانده وتساعده وتضمن نجاح خطاه وتجعله فى الاتجاه الصائب . علينا ان نفكر بعقولنا لا بعقول غيرنا وان كانوا الملازمين والمقربين لنا , نعم نحتاج لحكمتهم وتجاربهم وآرائهم فهم ونحن نتناقش ونتحاور وهذا يكسبنا قراراً أكثر عقلانية وواقعية ولكن عند التطبيق نحكم عقلنا لان هدفه الوصول بنا للمصالح المفيدة لنا لا لغيرنا.