أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على معارض ( كن داعياً ) الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن تنظيم الوزارة لمعرض كن داعياً في منطقة الباحة يأتي امتداداً للمعارض الأربعة عشر السابقة التي نظمت بداية من العام 1422 ه على التوالي في كل من الدماموجده والرياض وبريده والمدينة المنورة وأبها والجوف والطائف وجازان وحائل ونجران والأحساء وخميس مشيط وتبوك . وأبان آل الشيخ بمناسبة رعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة لفعاليات المعرض بالمنطقة يوم الثلاثاء القادم أن المعرض الذي زاره حوالي مليوني زائر وزائره في دوراته السابقة يأتي استمراراً لرسالة وزارة الشؤون الإسلامية واهتمامها بالدعوة والدعاة ومؤسسات الدعوة لتأخذ دورها المنشود وتحقق الأهداف الخيرة التي رسمها لها ولاة الأمر للقيام بواجب الدعوة والتوجيه بالمهمة والانطلاقة الخيرة لتحقيق الأهداف المرعية في توعية الناس وإرشادهم وبذل الوقت والجهد مع الأخذ بالعلم النافع واستحضار الدليل الشرعي الذي يعطي القوة والمنعة للداعية مع وضع الخطط والبرامج المناسبة للحال والزمان . وقال آل الشيخ “ إن معارض الدعوة إلى الله من أهم الوسائل التي تعرف الناس على وجه العموم والدعاة على وجه الخصوص بمختلف الوسائل الدعوية القديمة منها والحديثة , الأمر الذي يساعدهم على اختيار أفضل الوسائل لتبليغ دين الله ونشر الدعوة الإسلامية داخل المملكة وخارجها “ مستدلاً بقول الله تعالى “ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ “ , وقوله عز وجل “ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ “ . وبين آل الشيخ أن هذه المعارض الدعوية واكبت بحمد الله تعالى مستجدات العصر وعالجت كثيراً من المشكلات الدعوية وأسهمت في التعريف بوسائل الدعوة المأمونة المجازة شرعاً من حيث المحتوى ومن حيث الوسيلة , إلى جانب تعريفها للناس بجهود المملكة العربية السعودية في الدعوة إلى الله جل وعلا سواء عبر الأجهزة الرسمية التي تشارك بأجنحة كبيرة ومميزة في المعرض أو عبر جهود المواطنين في المؤسسات الخيرية المشاركة . وأشار آل الشيخ إلى أن معرض الدعوة إلى الله بما يحويه من مختلف الوسائل الدعوية يحث على التنافس في الدعوة إلى الله جل وعلا ويجعل الجهات والمؤسسات والمراكز والمكاتب الدعوية والتعاونية والأفراد على معرفة بما لدى الغير , ويعمل على تطوير الأداء وتطوير الوسائل حتى تواكب العصر تنظيماً وعقلاً وإدراكاً , ويحمل الأفراد على الاستفادة من هذه الوسائل فيما يرومونه من الدعوة إلى الله وتوسيع مداركهم واكتساب خبرات ومعارف وعلوم جديدة ترتقي بجهودهم إلى أفق أرحب . وأشاد بالتفاعل الكبير الذي صاحب المعرض في دوراته الماضية من الجهات الرسمية وغير الرسمية الذي كان نتاج جهود الدولة بجهاتها المختلفة في خدمة الدعوة إلى الله وفق منهج إسلامي معتدل يقوم على الوسطية التي حث الدين الإسلامي على انتهاجها في جميع الأقوال والأفعال والتعاملات مع النفس والغير , منوهاً معاليه بالإقبال الكبير من الزائرين الذي شهده المعرض في تلك الدورات , سائلاً الله أن يحقق النجاح لمعرض الباحة وأن يكون دائماً وفق تطلعات القيادة ووفق تطلعات العلماء والدعاة المخلصين. ولفت المشرف العام على معارض كن داعياً النظر إلى فوائد هذه المعارض التي تكمن في منح الفرصة للتنافس في ابتكار وسائل دعوية جديدة ذات نفع كبير منضبطة بضوابط الشرع مراعية للمصالح والمفاسد مصحوبة بإبداع وتلاقح في الخبرات , فضلاً عن فوائده في التدريب على التعامل مع وسائل الدعوة المختلفة الأمر الذي يجسد رسالة العصر في حمل الدعوة ورفع لوائها , داعياً معاليه الدعاة إلى مراعاة أحوال المدعوين والظروف الزمانية والمكانية أثناء القيام بواجب الدعوة إلى الله , قال تعالى “ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ” . وبين آل الشيخ أن اللغة والعقل والإدراك والشعور لدى المخاطبين بالدعوة يختلف من زمن إلى زمن ومن بيئة إلى أخرى ولهذا بين الله جل وعلا الفرق بين منطق الأنبياء والرسل في عرض دعوتهم الذي يسمى بالخطاب , أما المحتوى والمضمون فواحد , داعياً معاليه الدعاة إلى مراعاة مستوى الإدراكات والواقع والأحوال فالرسل عليهم السلام اختلف بيانهم واختلفت ألفاظهم واختلفت طريقة الخطاب بينهم وبين أقوامهم ؛ فطريقة إبراهيم عليه السلام ليست هي طريقة عيسى عليه السلام وفي هذا بحوث مطولة معروفة لدى المشتغلين في علم التفسير , قال تعالى “ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ “ . ورفع آل الشيخ في ختام تصريحه الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله على رعايتهما ودعمهما الدائم لمختلف الأعمال والبرامج التي تنفذها وزارة الشؤون الإسلامية لخدمة الإسلام والمسلمين وحرصهما على دعم كل عمل إسلامي في داخل المملكة وخارجها , معبراً عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة الباحة على افتتاحه للمعرض ورعايته مختلف أنشطته وفعالياته .