يرعى صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة يوم 15 رجب الجاري حفل افتتاح وفعاليات المعرض الخامس عشر لوسائل الدعوة إلى الله الذي تنظمه وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تحت شعار (كن داعياً) خلال المدة من 15-25 رجب الحالي في مركز المعارض بمدينة الباحة. وعبر وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ المشرف العام على معارض (كن داعياً) عن شكره وتقديره لسمو الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة على افتتاحه للمعرض، ورعاية مختلف انشطته وفعالياته ، واصفا ذلك بأنه يأتي امتداداً للرعاية الشاملة ، والاهتمام المتواصل الذي تحرص عليه هذه البلاد المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - أيدهما الله - لكل ما من شأنه خدمة الدين الاسلامي ، ونصرة الدعوة إلى الله ونشرها في مختلف أرجاء المعمورة وفق منهج اسلامي يقوم على الوسطية والاعتدال ، وحب الخير للبشرية جمعاء. وقال: إن معارض الدعوة إلى الله من أهم الوسائل التي تعرف الناس على وجه العموم والدعاة على وجه الخصوص بمختلف الوسائل الدعوية القديمة منها والحديثة ، الأمر الذي يساعدهم على اختيار أفضل الوسائل لتبليغ دين الله ، ونشر الدعوة الاسلامية في داخل المملكة وخارجها كما قال تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) وقال تعالى : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) مبينا أن هذه المعارض الدعوية واكبت - بحمد الله تعالى - مستجدات العصر، وعالجت كثيراً من المشكلات الدعوية ، وأسهمت في التعريف بوسائل الدعوة المأمونة المجازة شرعاً من حيث المحتوى ، ومن حيث الوسيلة ، وعرفت الناس بجهود المملكة العربية السعودية في الدعوة إلى الله - جل وعلا- سواء عبر الأجهزة الرسمية التي تشارك بأجنحة كبيرة ومميزة في المعرض ، أو عبر جهود المواطنين في المؤسسات الخيرية المشاركة. وأفاد آل الشيخ : أن معرض الباحة يأتي امتداداً للمعارض الأربعة عشر السابقة التي نظمتها الوزارة بداية من العام 1422ه على التوالي في (الدمام، وجدة، والرياض ، وبريدة، والمدينة المنورة ، وأبها ، والجوف ، والطائف ، وجازان، وحائل ونجران والاحساء وخميس مشيط ، وتبوك) وزارها حوالي مليوني زائر وزائرة، واستمراراً لرسالة وزارة الشؤون الاسلامية واهتمامها بالدعوة والدعاة ومؤسسات الدعوة لتأخذ دورها المنشود وتحقق الأهداف الخيرة التي رسمها ولاة أمر هذه البلاد المباركة لهذه الوزارة من القيام بواجب الدعوة والتوجيه والارشاد والنصح، حيث هيأت لذلك الإمكانات المادية والمعنوية بما يعين على أداء الواجب ، والقيام بالمهمة، والانطلاقة الخيرة لتحقيق الأهداف المرعية في توعية الناس وارشادهم ، وبذل الوقت والجهد مع الأخذ بالعلم النافع ، واستحضار الدليل الشرعي الذي يعطي القوة والمنعة للداعية، مع وضع الخطط والبرامج المناسبة للحال والزمان. وقال : إن معرض الدعوة إلى الله - بما يحويه من مختلف الوسائل الدعوية - يحث على التنافس في الدعوة إلى الله - جل وعلا - ويجعل الجهات ، والمؤسسات والمراكز والمكاتب الدعوية والتعاونية والأفراد على معرفة بما لدى الغير ، والبذل في تطوير الأداء وتطوير الوسائل، حتى تواكب العصر تنظيماً وعقلاً وادراكاً ، وتحمل الأفراد على الاستفادة من هذه الوسائل فيما يرومونه من الدعوة إلى الله - جل وعلا- وتوسيع مداركهم و اكتساب خبرات ومعارف وعلوم جديدة ترتقي بجهودهم إلى أفق أرحب. وأشاد آل الشيخ بالتفاعل الكبير الذي صاحب المعرض في دوراته الماضية من الجهات الرسمية وغير الرسمية، والذي كان نتاج جهود هذه الدولة بجهاتها المختلفة في خدمة الدعوة إلى الله وفق منهج اسلامي معتدل يقوم على الوسطية التي حثنا ديننا الاسلامي على انتهاجها في جميع أقوالنا ، وأفعالنا ، وتعاملاتنا مع أنفسنا ، ومع غيرنا أيا كان ، ومنوها بالإقبال الكبير من الزائرين الذي شهده المعرض في تلك الدورات ، وسائلا الله أن يتحقق النجاح للمعرض القادم ، وأن يكون دائما وفق تطلعات قيادتنا ، ووفق تطلعات العلماء والدعاة والمخلصين. ولفت المشرف العام على معارض (كن داعياً) الأنظار إلى أن من فوائد هذه المعارض منحها الفرصة للتنافس في ابتكار وسائل دعوية جديدة ذات نفع كبير منضبطة بضوابط الشرع مراعية للمصالح والمفاسد، مصحوبة بإبداع وتلاقح في الخبرات ، وتدريب على التعامل مع وسائل الدعوة المختلفة ، الأمر الذي يجسد رسالة العصر في حمل الدعوة، ورفع لوائها ، والاستفادة من التنظيم المعاصر، داعيا معاليه الدعاة إلى مراعاة أحوال المدعوين ، والظروف الزمانية والمكانية أثناء القيام بواجب الدعوة إلى الله ، قال تعالى: ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) مبينا أن اللغة والعقل والإدراك والشعور لدى المخاطبين بالدعوة يختلف من زمن إلى زمن، ومن بيئة إلى أخرى ولهذا بين الله - جل وعلا- الفرق بين منطق الأنبياء والرسل في عرض دعوتهم، وهو الذي نسميه الخطاب ، أما المحتوى والمضمون فواحد، فعلى الدعاة مراعاة مستوى الإدراكات ،ومراعاة الواقع ، ومراعاة الأحوال، فالرسل عليهم السلام - اختلف بيانهم، واختلفت ألفاظهم، واختلفت طريقة الخطاب بينهم وبين أقوامهم، ولا شك أن طريقة إبراهيم الخليل - عليه السلام - ليست هي طريقة عيسى - عليه السلام- وفي هذا بحوث مطولة معروفة لدى المشتغلين في علم التفسير ، قال تعالى : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم). وفي نهاية تصريحه رفع آل الشيخ أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين ، ولسمو ولي عهده الأمين، أيدهما الله - على رعايتهما ودعمهما الدائم لمختلف الأعمال والبرامج التي تنفذها الوزارة لخدمة الاسلام والمسلمين وحرصهما - وفقهما الله- على دعم كل عمل اسلامي في داخل هذه البلاد وفي خارجها.