قلت في مناسبة سابقة إن قصائد وحكِم الشاعر الكبير د. عبدالله محمد صالح باشراحيل التي تنشر تباعاً بالندوة المكية بالصفحة الأخيرة يوم السبت أحرص على مطالعتها للتلذّذ بحلاوتها والتزود بفوائدها ، ومعنى ذلك انه كان لزاماً عليَّ تحليل أبيات القصا?ئد والحكِم وذلك يتطلب فهماً ووقتاً وصفاء ذهن ولست من بني فهم والذهن مشغول بمرض أم العيال الوفية الذي نسيت معه نفسي فهذه عِشرةُ أربعين عاماً حصيلتها في نصف المدة ثلاثة أولاد وبنت وعندي من الزوجة المتوفاة رحمها الله بنتان وولد والحمد لله كلهم متزوجون ومخلفون وفي حالهم وذلك من فضل الله. وأعود إلى الموضوع الذي خصصت له عمود هذا اليوم ، وهو تحليل الحِكم الخمسين ليوم 21/6/1433ه على قدر فهمي وحالي والتمس العفو والعذر من سعادة الشاعر الغالي العزيز وحسبي انني من بين المحبين .. فإليها (الأولى) اعمل بقدر قناعاتك ولتكن قناعاتك بقدر امكانياتك ، فهذه يقابلها مد رجلك على قدر فراشك لئلا تحتاج الغير (الثانية) الحياة أكثر رحابة من ضيق فكرة، وهذه قابلها عرف الديار متوهما فاعتادها (الثالثة) الهزيمة تنصرها العزيمة ، وهذه يقابلها اذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة .. فان فساد الرأي أن تترددا (الرابعة) جديد اليوم قديم الغد ، وهذه يقابلها خبر اليوم بفلوس بكره ببلاش (الخامسة) صل توصل وهذه يقابلها تراعيني قيراط اراعيك قيراطين ، تشوفني بعين أشوفك باثنين ، (السادسة) لا تجهل على من يجهل ، وهذا لان الجاهل عدو نفسه والبُعد عنه ربح ، (السابعة) كم من صباح كنت أنت ظلامه ، وهذه يقابلها أبا العلاء بقوله أنا احمد الله على العمى كما يحمده غيري على البصر، ، (الثامنة) أرى أحبتي بعيون قلبي وهذه يقابلها ايحسب الحب ان الحب منكتم؟ ما بين منسجم منه ومضطرم ، (التاسعة) الطمع مهما أسقيته يظمأ ، وهذه قيل في مثلها أسدية ولدت غلاما ، فبشرها بلؤم في الغلام (العاشرة) للخيرة بصيرة ، وهذه يقابلها ألسنة الخلق أقلام الحق ، (الحادية عشرة) لا تنظر إليَّ بعين الثراء ولكن أنظر إليَّ بعين الاخاء وهذه قيل فيها يقول القوم مطلبكم عزيز .. قلت نعم ومقصدنا شريف ،(الثانية عشرة) الرحمة ظل الله على الخلق ، وهذه يقابلها الله أرحم وارأف بعباده والراحمون يرحمهم الرحمن ، (الثالثة عشرة) اعط تعط وامنع تمنع وهذه يقابلها كما تدين تدان ، (الرابعة عشرة) الكبير يظل كبيراً ، الكبير يولد كبيراً ، ليعيش كبيراً (15) الاحتقار قدرة الصغار ، ويقابله لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ، (16) الحكمة فطرة وليست اكتسابا وهذه يقابلها يولد المرء على الفطرة (17) من الحكمة أن لا تحتكم إلى ظالم. ويقابلها وان بليت فاصبر (18) الكريم يحيا مرتين قبل الموت وبعد الموت ، ويقابلها والذِكر للانسان عمرٌ ثانِ (19) يؤخذ على العاقل ما لا يؤخذ على الجاهلِ وهذه يقابلها العاقل يحاسب ويؤخذ منه ويرد عليه واما الجاهل فلا عتاب ولا جواب ، (20) ارتفع بالعقول ولا تنزل إلى مستوى الجهول وهذه يقابلها (رويداً ياخفاف المطى فانما .. تداس جباه في الورى وخدودُ ، (21) لا تجعل ظلمك يسبق عدلك وهذه يقابلها ليست حقيقة غيرك فيما يبديه لك بل فيما لا يستطيع أن يبديه لك (22) تهذيب النفوس أشد من ضربات الفؤوس ، وهذه يقابلها اصون كرامتي من قبل حبي .. فان النفس عندي فوق قلبي (23) النفاق زيف الاخلاق وهذا لان النفاق أصبح من ضروب المجاملات (25) في عصرنا ياكلون الربا ولو وجدوك انت أكلوك وهذا يقابله نعيب زماننا والعيب فينا ، وما لزماننا عيب سوانا .. (25) أنا ابن آدم وأنت من أبوكَ؟ يقابله - وما يميزك عني - كلانا غنيّ عن أخيه حياته ، ونحن إذا متنا اشد تفانيا (26) أخوف ما اخافه اليوم ليس مرض جنون البقر ولكن جنون البشر وهذا اذا أسندت الأمور إلى غير أهلها. (27) الراحة الحقيقية ان لا تكون عليك مظلمة لانسان وتغيرت القيم في هذا الزمان عند البعض حتى صار ظلم ذوي القربي أشد غضاضة .. على الحر من وقع السِّهام المهنَّد- وهكذا