ان من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا نعمة الأمن والأمان في الوطن والتي كانت أولَ دعوةٍ لأبينا الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، حينما قال: (رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَداً آمِناً وارزق أهله من الثمرات) فهي نعمة عظيمة يغفل عنها وعن شكرها كثير من الناس ، نعمة افتقدتها كثير من الأمم والشعوب القريبة والبعيدة، فعندما نراقب المَشاهد من حولنا وهي تفيض بالثورات ، عندها ترتقي هذ النعمة لدينا مرتقىً صعباً ، لندرك مدى ما أنعم الله به علينا ، وقد جاءت السنة النبوية موافقة للقرآن الكريم ، حيث ثبت في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافىً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) ترتيب نبوي لا ينطق عن الهوى، يجعل نعمة الأمن في المقدمة من النعم الأخرى ، حديث عظيم ، يخاطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمته، ويخبرهم بأن الإنسان يملك الدنيا بما فيها، إن تحققت له ثلاثة أمور : الأمن في الوطن، والمعافاة في الجسد، وتأمين لقمة العيش، وجميعها تحققت لنا ولله الحمد والفضل في هذا الوطن المعطاء. فما أعظمها وما أجلها من نعمة تستوجب منا الشكر لله سبحانه وتعالى، ويجب علينا ان نستشعر عظم هذه النعمة التي يعود الفضل فيها لله سبحانه وتعالى ثم لولاة أمر هذه البلاد الذين أرسى الله على أيديهم قواعد العدل والمساواة، حتى نعمنا بما حُرمت منه مجتمعات عريقة وشعوب ضاربة في التاريخ، فما ذلك إلا لأننا رعينا الجانب الشرعي في كل المجالات، وحكّمنا كتاب الله في كل الحالات، حتى أنعم الله على بلادنا بالأمن على الأموال والمحارم والأعراض.. ففي ظلال الأمن وظلِه ، يعبد الناس ربهم ويقيمون شريعته ويدعون إلى سبيله.. وتعم الطمأنينةُ النفوس، ويسودها الهدوء، وترفرف عليها السعادة، وتؤدى الواجبات باطمئنان، من غير خوفِ ولا حرمان. فنحمد الله جل وعلا على أن قيض لهذه البلاد الطاهرة، حكومة رشيدة، تتخذ من كتاب الله وسنة نبيه منهجا لها، كما نستذكر في هذه الأيام المباركة مناسبة غالية على نفوسنا جميعاً، وهي ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتوليه مقاليد الحكم في هذه البلاد الطاهرة، الذي أجرى الله على يديه عهد الرخاء والعزة والنماء فاستطاع بحكمته أن يوطد دعائم الأمن ويرسخ قواعد البناء بما شهدته المملكة وتشهده من انجازات ضخمة في عهده الزاهر، كما استطاع حفظه الله بحنكته وإنسانيته العظيمة أن يبوىء المملكة مكانة مرموقة بين دول العالم وأن يحلق بها في سماء المجد والسؤدد بما أكتسبته قيادته الرشيدة من احترام العالم أجمع، فنسأل الله عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ذخراً للوطن وأن يديم عليه نعمة الصحة والعافية.