أكد مدير عام العنوان البريدي بمؤسسة البريد السعودي المهندس علي بخيت أن نظام الترقيم الوطني الموحد للعنونة البريدية، باستخدام أحدث تقنيات نظم المعلومات الجغرافية، بات ينعكس بشكل ملموس على الخدمات المقدمة من البريد السعودي لمختلف عملائه، سواءً كانوا أفرادًا أو جهات. وأوضح أن ذلك يتم عبر استغلال هذا العنوان في مختلف الأنظمة والتطبيقات الخاصة بخدمة العملاء أو أنظمة العمليات البريدية والفرز الآلي للبريد، وكذلك مختلف الأنظمة والتطبيقات الخاصة بحلول التوزيع البريدي. ولفت المهندس بخيت، خلال عرض ورقة العمل التي قدمها في الملتقى الوطني السابع لنظم المعلومات الجغرافية بالمنطقة الشرقية، والذي أقيم بمدينة الدمام أخيرًا، إلى أن البريد تجاوز مرحلة بناء الأنظمة والتطبيقات المكانية التي تحقق العديد من الأهداف، منتقلاً إلى مرحلة التكامل والربط التفاعلي ما بين الأنظمة، والذي يحقق الرفع من فاعلية الأنظمة وكفاءتها ومستوى جودتها ودقة معلوماتها والتقارير الورادة منها، بالإضافة إلى الإمكانات الكبيرة في تحليل المعلومات بما يمكّن متخذي القرار من الوصول إلى القرارات المناسبة، والتي تسهم في التطور المستمر لتقديم الخدمات بأفضل صورة ممكنة. وأشار مدير عام العنوان البريدي إلى أن البريد السعودي لم يصل إلى هذه المرحلة المتقدمة إلا بعد أن تجاوز العديد من التحديات، مبينًا أن أول تحدٍّ واجه المؤسسة هو عدم توفر أي بنية تحتية لمعلومات جغرافية رقمية بالمملكة. وقد أسهم العنوان الذي طوره البريد السعودي في القضاء على هذا التحدي، إذ روعي في بناء العنوان أن يكون موحدًا في الأسس والآليات التي تم تطويره من خلالها، وشاملاً لكامل مساحة المملكة وجميع المباني والمنشآت فيها، ورقميًا بحيث يمكن التعرف عليه بأفضل التقنيات الحديثة المتطورة، وسهلاً وذا دلالات مكانية. وطرحت ورقة العمل الحلول التي يقدمها البريد السعودي للاستدلال والوصول إلى المواقع السكنية والتجارية على خريطة المملكة، باستخدام العنوان على مختلف تطبيقات الخرائط الرقمية مثل نظام المحدد السعودي على شبكة الإنترنت، والذي يعد الواجهة الرئيسة الرسمية للمعلومات الجغرافية الرقمية لعناوين المباني والمنشآت في مختلف مناطق المملكة ومدنها. وروعي في بناء نظام المحدد الاهتمام بأدق التفاصيل من ناحية التصميم والمظهر العام للنظام والسهولة في الاستخدام والخيارات المتعددة لخصائص البحث في الخريطة. كما تناولت الورقة استخدام العنونة والاستعلام عنها، والبحث بالعنوان على تطبيقات الخرائط الرقمية العالمية، مثل خرائط Google أو خرائط Navteq و TeleAtlas واسعة الانتشار لدى مستخدمي الخرائط الرقمية في السيارات أو أجهزة الهواتف الذكية، ليصل البريد لعملائه من خلال مختلف تطبيقات الخرائط الرقمية التي يقومون باستخدامها. وأوضح المهندس بخيت أن البريد اعتمد في جميع تطبيقاته الخاصة بخدمات العملاء (CRM) على العنوان، وذلك لتقديم الخدمات البريدية في محل الإقامة، الأمر الذي أتاح للبريد بناء قاعدة معلومات رقمية جغرافية متميزة يمكن التوصل من خلالها، لمعلومات تحليلية لاستخدامها في العديد من الأغراض الخاصة بالبريد، مثل التعرف على الخدمات التعليمية أو الصحية الموجودة في حي أو رمز بريدي معين، أو معرفة متوسط الأعمار للعملاء في نطاق جغرافي محدد، أو غيره من المعلومات الأخرى التي تتيح مجالاً واسعًا وبنية تحتية متميزة للخدمات. وأصبح بإمكان أي جهة بناء قاعدة بيانات جغرافية خاصة بعملائها من خلال إضافة العناوين البريدية للمباني والمنشآت في ملفات العملاء، ما يسهم في إتاحة معلومات ذات بعد مكاني تساعد المسؤولين على اتخاذ قراراتهم بشكل علمي ودقيق. وهناك العديد من التجارب التي تمت في جهات مختلفة، مثل تحديد مواقع مباني إسكان الحجاج بالعاصمة المقدسة باستخدام العنوان البريدي، والذي أتاح معلومات مكانية دقيقة للجنة إسكان الحجاج، كما تم استخدام العنوان في تحديد مواطن انتشار حمى الضنك بأمانة العاصمة المقدسة ما أسهم في تحديد مكافحة انتشارها.