شهدت حملة “ صحبتك سمعتك” التي انطلقت في مجمع العثيم مول مساء يوم الخميس حضورا كثيفا في لقاء جماهيريامن فئة الرجال والنساء, حيث تجاوز عدد الحضور (1500 ) شخص ، وتأتي الحملة الثالثة عشرة ضمن الفعاليات التي تنظمها مؤسسة ركاز بالتعاون وبإشراف مباشر من لجنة التكافل الأسري بإمارة المنطقة الشرقية بهدف فهم الشباب للمواقف المرتبطة بالصحبة لبناء علاقات ايجابية فيما بينهم. وانتهجت الحملة الاعلامية أسلوبا جديدا في الطرح لقي قبولا لدى كافة شرائح المجتمع وذلك من خلال إقامة الفعاليات في الأماكن العامة والمجمعات التجارية و يشارك فيها نخبة من العلماء والدعاة ومشاهير الإعلام والرياضة. وقد حاضر الدكتور محمد العوضي المشرف العام على مؤسسة ركاز لتعزيز الأخلاق وبمشاركة اللاعب الرياضي محمد خوجة والمذيع صلاح الغيدان الذي أدار الأمسية , مرحبا بالدكتور العوضي وشكره لحضوره افتتاح أولى حملات ركاز الشرقية . وأشاد العوضي إلى احترافية التجهيزات والاستعدادات التي قامت بها ركاز الشرقية مبديا تفاؤله بنجاح الحملات التي ستقام في المنطقة . وحول الصحبة ركز العوضي على عنوان الحملة بأن صحبتك سمعتك تحمل مفهومين مفهوم صحبة ومفهوم سمعة, وأنه لا يوجد شخص يرضى أن يقال عنه سمعة سيئة مهما كان دينه ومذهبه حتى لو يخسر أشياء ثمينة في حياته إلا السمعة التي تعد خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه, مضيفاً أن النظم الحياتية في الأمور العملية والاجتماعية ترتبط بالسمعة وهي وسيلة لتحقيق التنمية السليمة بالمجتمعات. واستشهد بحرص النبي صلى الله عليه وسلم على سمعته من خلال بعض المواقف التي سردها العوضي من قصص الأنبياء مثل قصة يوسف عليه السلام ومن حياة النبي المصطفى الكريم والصحابة حينما أرسل الصحابي معاذ للدعوة وأوصاه الرسول صلى الله عليه وسلم بالحفاظ على السمعة وغيرها من الأمثلة التي هي مثال يحتذى به في التطبيق العملي لمثل هذا المفهوم, كما ضرب أمثلة في المجتمع من رؤساء دول ومشاهير سقطوا وانسحبوا من مناصبهم بسبب السمعة السيئة. وناشد الوالدين أن يستعملا الترغيب والترهيب مع الأبناء, محذرا من أن أي اختلاف في الرأي سيخلق هناك ازدواجية في الشخصية مما يجعله يختار صحبة غير سوية. وناشد الشباب والفتيات باختيار الصاحب الذي يحرص على سمعتك وينصحك ويحذرك دوما, مشيداً بصحبة فريق مرضى السرطان الذين كونوا صحبة قوية يتناصحون في كل شيء في حياتهم. وأكد على أهمية الصحبة في حياة الإنسان لأنها تكشف الأقنعة وتدخل في الإستدراجات التي لا يمكن للشباب أن يستدركوها في البداية. وأبدع العوضي في غرس مفهوم الحملة بتوجيه أسئلة مركزة وهادفة تحقق الهدف المنشود من «صحبتك سمعتك» فكان التفاعل مذهلاً من الجمهور. ثم شرح الفرق بين الصاحب والصديق وأن كلاهما متلازمان ألا أن الصحبة تعتبر درجة عالية. وبين العوضي أن ركاز حينما اختارت «صحبتك سمعتك» أرادت أن تؤكد على أن الصحبة لها أشكال مختلفة يعيش الإنسان في أكثر من مكان ونتيجة هذه الصحبة تكون السمعة التي تصاحبك في كل مكان. فيما تحدث الإعلامي صلاح الغيدان عن أثر الصحبة البيئية على حياة الناس والتي أدخلتهم السجون, مشيرا إلى أن 90 إلى 95% من الشباب والفتيات بسجون المملكة وقعوا في الجرائم وقضايا أخلاقية بسبب الصحبة السيئة, مستدلاً بزياراته العديدة لسجون الرجال والنساء مؤكداً إلى أنه لم يجد شابا أو فتاة دخل السجن بارادتهما. وذكر في قصصه عن سجناء شباب هدفهم تخريب الشباب والفتيات عن طريق الاستدراج لأنهم لا يطلبون منهم مباشرة ترويج المخدرات وغيرها, وسجين هدفه أبناء المطلقات الذين يعيشون في فراغ عاطفي ويسهل صيدهم, بسبب عدم قيام أمام المسجد وأهل الحارة بدورهم ناهيك عن ضعف العلاقات والتواصل بين الجيران , مشدداً على أهمية العمل التطوعي في الأحياء من أجل التكاتف والحفاظ على السمعة للأبناء عموما.محذراً من الوقوع في فخ الصحبة السيئة واختصار الصداقات وعدم التوسع فيها. وناشد الشباب بأن تكون شخصيتهم قوية بحيث لا ينهزم أمام المغريات وأحيانا للضغوطات التي أدت بهم الى الهاوية وخسروا بذلك سمعتهم وسمعة أهاليهم. وفي جانب الإعلاميين وتأثير السمعة عليهم أكد أن الإعلامي كلما برز في المجتمع كلما كان أشد حرصا على سمعته لأن الناس يرونه قدوة مما يزيد الرقابة الذاتية بداخله هذا بالإضافة إلى الوازع الديني والإيمان النابع من التزامه بالدين, وبالتالي يكون عامل دفاع قوي للحفاظ على السمعة التي تمثل مساحة تحيط بالإعلامي ويراها فيها المجتمع من حوله ويتطلب الصيانة عليها بالتواصل والبسمة في كل مكان حتى يشار له بالبنان. ونبه إلى أهمية سمعة الإعلامي بانها تعد حساسة للغاية مثل الزجاجة والورقة البيضاء يصعب تصحيحها في حال خدشها بأي أمر من الأمور بالحياة, فإذا كان السجين العادي يصعب عليه تحسين سمعته بالمجتمع فما بالك بالإعلامي لكن يمكن ملاحقة ذلك بالتوبة النصوح والتواصل مع المجتمع عن قرب ومشاركتهم حتى تغسل الصورة السابقة وترسخ الصورة الجديدة والحسنة. وقدم اللاعب محمد خوجة صورة حسنة عن الصحبة لتعزيز الأخلاق حينما لبس تي شيرت أمام الجمهور مكتوبا عليه “ أنا أحب محمد” باللغة الانجليزية, ليؤدي بذلك رسالة عن مفهوم بأن أفضل صحبة هي صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم, وعرض قصة اللباس الذي بدأه شاب الماني في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم. كما أشار إلى أن الصحبة السيئة لا يقتصر تأثيرها على الفرد نفسه, بل إنها سبب في دمار وتعاسة أسرة بكاملها, كما أوصى الشباب بقوة الشخصية وعدم الاستسلام والانصياع لأي أوامر سلبية من الصحبة, لان الشخص هو قدوة نفسه ولا يجعل الغير يقوده ويفرض عليه وكشف خوجة عن سقوط عدداً من المشاهير في الوسط الرياضي واختفى بريقهم بسبب السمعة وخسروا الملايين التي في حساباتهم وأصبحوا يقترضون المائة والخمسين ريالا ودخلوا في دوامة الديون. وقدم فريق ركاز الشرقية دروعاً تذكارية لضيوف الفعالية وللرعاة.