التقلبات المناخية التي شهدتها البلاد في الأيام الماضية ولازالت كان لها تأثيرها البالغ في السكان ولعل الاستبشار والفرحة هي الأعم ومع ذلك كانت المفاجأة مربكة لسكان الأودية العملاقة وخاصة منحدرات جبال السروات ففي محافظة تثليث على وجه الخصوص بصفتها الوسط بين منطقة نجرانوعسير والحجاز وكذلك نجد علاوة على اكتظاظها السكاني وتعرجات الخطوط فيما بين مراكزها أقول لقد أثر جريان شعابها وروافد واديها الجامع على الطرق أيما تأثير حيث انجرفت الطرق وتقطع ما بين هذا وذاك الأمر الذي راح ضحيته عدد من الأفراد بمراكبهم ومن هنا برز الخلل الواضح والتواطؤ الملفت في أعمال الشركات التي قامت ببناء الكباري والرصف فعلى سبيل المثال الطريق الواصل بين المحافظة و(طريق الزرق وطريق ابرق النعام وطريق العين وطريق الحمضة والأمواه وما بين نجران وتثليث وتثليث وبيشه) ولعل المحافظة قد كثفت الاتصالات بالجهات المعنية كما حدثني من أثق به. وقد تحدثت فيما مضى مخاطبا وزارة المواصلات بصفتها المحطة المسؤولة في البلاد وذات المحصول الأوفر نظراً لمهماتها الصعبة سواء في شق الطرق أو التهيئة لواقع الحياة المدروسة مع الاتساع أو الاستحداث أو ما في الضمن من المشاريع التي تمس حياة المواطن مباشرة، ولا يشك أحد في أنها قد نفذت العديد من المرافق الملفتة وربطت المدن المتناثرة مع تباعد المسافات ووعورة البعض منها بشبكة أتاحت للمواطن والزائر مكانة وقيمة المعطى الباهظ ومن ثم تسهيل المخارج للمتاح من التنمية، ومع هذا الإقرار للدولة ممثلة في جهاز المواصلات نحب أن نكاشف هذه الوزارة ببعض ما يدور من التساؤلات منذ زمن إذ من المفترض أن نكون قريبين من بعضنا وان نتقبل ما يطرح على أساس من الوعي فما عاد هناك ما يسمى بالخصوصية أو تجهيل الاخر لكونه لم يطلع أو لا يتمكن من الاطلاع على الاضبارة الخاصة بالموافقة والبنود النهائية ومن ثم الترسية والمخصوص بالتعميد. هذه التساؤلات التي ستطل تلاحق المختصين بالطرق في جهاز الوزارة هي عدم الاكتراث بالمتابعة عن كثب وكأنما يترك التخطيط للمؤسسة أو الشركة التي يرسو عليها الاختيار والمباشرة أو هذا ما يفهم من سياسة تعبيد الطرق لدينا ظناً بأن هذه المؤسسة هي الأدرى والأحوط، وأنا لا أفهم ولا غيري حتى الساعة هل المسؤولية والتدقيق في المشروع أيا كان ينتهي بانتهاء الترسية والقبض؟! قد يقول المعني أو القريب من صاحب المهمة..أبدا هذا لا يعنيك هذه جرأة ليست في محلها نحن نتابع ونفعل وأنت ما شأنك؟! أجل ..الصحافة يجب أن تتحرى الصواب وأن يكون من أولى مهنيتها المصداقية ..لا بأس أنا حتى الآن لم أقل إلا ما تعودنا عليه من جاهزية الردود ..تعودنا لكن هل فتحت محاضر ومراجعة مع منفذي الطرق في مكةالمكرمة بعد كارثة السيول منذ فترة التي عانى منها قطاع مهم من السكان وما الذي فعل وما هي الغرامات أو حتى التصحيح وأخذ العبرة، ألا ترون أنها تتكرر على مجموعة ليس لها حول ولا طول ونحن هنا مجرد سماع نسمع ونتحدث ، كذلك ما يحدث سنويا حين هطول الأمطار والمعاناة المحزنة للعابرين والآيبين بين منطقة عسير جازان في عقبة (ضلع) وقد يكون هناك في السروات ما يماثلها ولكن لبعد الصوت وانقطاعه لا يعلم عنه ..حدثونا فما عاد في هذا السرد المتكرر ما يلفت ،بقي أن نذكر الأحباب في الوزارة الموقرة بمسألة طريق تثليث بيشة هذا لطريق الذي يربط بين أشهر منخفضين موغلين في ذهنية العربية شعراً وتذكرا وحضوراً ومع ذلك ظل طريقهما الرابط منسيا طيلة العقود المنصرمة ولعل هناك حناجر قد يبست من المطالبة والاسترحام وأخيراً وبعد لأي رسي المشروع على ما لا نعرفه وبدلا من أن يكون التعبيد والسفلته عبر المسار المعروف والذي قد لا يتعدى تسعين (90) كيلاً عدل به عن مساره ليتضاعف بعدد من الكيلوات إذ صرفته الشركة المنفذة إلى جهة الجنوب بما يقارب ثلاثين كيلاً لكن المؤلم هو في رفعه عن الأرض بما يصل ستة أمتار يعني ان ضحاياه مهما تكون بالأعداد وقد حاول الغيورون تنبيه الجهات المسؤولة ولكن لا حياة لمن تنادي ، لقد الزموهم بقطعية ما نفذ.