أصبحت مدينة جدة والتي تمثل البوابة الغربية للمملكة من أكثر المدن ازدحاماً وهي تستقبل سنوياً أعداداً مهولة من البشر بمختلف سحناتهم وجنسياتهم إلى جانب أرتال السيارات التي تجوب شوارعها ليلاً ونهاراً وهي في تزايد مستمر إلى جانب الرحلات اليومية منها وإليها، الأمر الذي لا يمكن أن تتحمله طاقة هذه المدينة التي تجاوز عدد سكانها 3 ملايين نسمة، والصيف بدأ يحط رحاله فيها وهو يحمل إليها المزيد من الاختناقات. فالإجازة الصيفية للمدارس على الأبواب، ورمضان الكريم يسارع الخطى نحوها ليضيف إلى زحامها آلاف المعتمرين والزوار، فهل تستطيع الصمود وقد كادت رئتها تتوقف بسبب التلوث والاختناقات المرورية اليومية، وها هو دور الأمانة أمام هذا الخطر القادم نحو شوارعها؟! هذه المدينة الموعودة بحلول عام 2010م بزيادة في تعداد سكانها ومركباتها، وهي تعاني من ترهل كبير في شبكة الطرق في أغلب شوارعها، فالوضع لا يتحمل الأخطاء والحلول الإسعافية الهشة والتي جعلت مدينة جدة تقف على مدى عشرين عاماً من الانتظار على رصيف الزمن وهي تختنق في كل لحظة. والأمانة لا زالت تتحدث عن الجسور للأنفاق التي لم يبدأ تنفيذ مشروع واحد منها حتى الآن على أرض الواقع. لا بد من حلول استراتيجية واضحة لإنقاذ العروس التي تدفع في كل يوم ثمن التأخير بسبب المسكنات والوعود وحجم التلوث البيئي يزيد من معاناة ساكنيها. علماً بأن هذه المدينة الساحرة تتمتع بكل مقومات المدن السياحية في العالم حيث يقصدها آلاف السائحين من مختلف بلاد العالم وهي تحظى بموقع سياحي متميز على ساحل البحر الأحمر كما تحتوي على الكثير من المعالم التاريخية القديمة الجاذبة. فجدة تحتاج إلى مخطط نقل شامل وتحديث لأجهزة التحكم المروري وتطوير لوسائط النقل العام. إضافة إلى أزمة الشوارع التي تحتاج إلى حل جذري وسريع.