ازعم أني ضمن أناس يهمهم أمر المجتمع وخاصة أداء الإدارات الحكومية وتقديم أفضل الخدمات لمن يراجعهم... فردا كان أم جماعة ذكرا أو أنثى صغيراً أو كبيراً سعودياً كان أم مقيماً “ بإقامة نظامية “... وهذا سر وجود هذه الإدارات... بل هذا ما أوجدت من اجله. وهنا حقيقة أود قولها مع ما فيها من المرارة...لكن لابد من قولها... بعض الإدارات الحكومية - الخدمية خاصة- خدماتها لا تتماشى مع ما وصلت إليه بلادنا من تقدم وما يأمر به ولي الأمر باستمرار من تقديم أفضل وأسرع الخدمات... وان لم تكن الإدارة بكاملها فبعض الموظفين فيها. وكما هو متعارف عليه...إن معظم الأشياء والأمور تقاس بمثيلاتها وتتميز بضدها ويعرف الفرق بما كانت عليه وأصبحت الآن... وهكذا حتى يتضح الفرق بين ما كان يقدم في الماضي القديم أو القريب وما هو عليه الحال الآن. أصدقكم القول إن كل هذه الثلاثة سالفة الذكر حاولت استخدامها في معرفة مدى تطور الخدمة المقدمة من الإدارات الحكومية وخاصة ماله علاقة مباشرة بالمواطن - الإدارات الخدمية - فوجدت فرقاً بين ما كنت عليه في الماضي سواء هذا الماضي القريب أو البعيد وما هي عليه الآن...مقارنة بينها وبين ما هي عليه في دول عربية مجاورة في محيطنا العربي. نعم تحسن الأداء للإدارات الحكومية في الثلاث او الأربع سنوات الأخيرة... خاصة منطقة مكةالمكرمة... وهذا شيء يلاحظه من يقيم في هذه المنطقة او له تعامل مع إداراتها المختلفة... خاصة الخدمية منها والتي لها علاقة يومية بالمواطن والوافد... والأمل في مزيد من هذا التحسن سواء ممن يقدم الخدمة - الموظف - او ممن تقدم له الخدمة - المراجع -. وابتعدت كثيرا عن مقارنة إداراتنا الحكومية بشبيهاتها في الدول المتطورة وخاصة أوروبا وأمريكا الشمالية وبعض دول آسيا...حيث لا تشابه أولاً في مدة التأسيس لهذه الإدارات في الخارج والإمكانيات التي وفرت لها والتقنية المستخدمة فيها منذ زمن كذلك من يعمل فيها من ويتعامل معها فثقافته لا تقارن بثقافة من يعمل لدينا في إداراتنا الحكومية وخاصة الخدمية وكذلك من يتعامل معها - من تقدم له الخدمة - والدليل على ذلك ما تخرج به بعض الدراسات ومراكز البحوث والاستبيانات من بون شاسع بين هؤلاء - في البلدان المتطورة - وما نحن عليه...فالانضباط والدقة والحرص... الخ من أهم ما يتصف به الناس في الدول التي ذكرت آنفا.؟.. سواء الموظف أو المراجع لهذه الإدارة أو تلك. لذلك أعجب كثيرا عندما يقارن مواطن أو مواطنة إدارة من الإدارات الخدمية لدينا بما هي عليه في الولاياتالمتحدة أو اليابان أو أوروبا... فالمقارنة هنا غير مناسبة تماما كما ذكرت انفا... وذلك من عدة عناصر “ نوعية الموظف والمراجع وما يصرف على هذه الخدمات وما يستخدم من تقنية... الخ “ حيث إن المقارنة لا تتم إلا بين شيئين متساويين أو متشابهين تماماً... عندها تصح المقارنة ويستفاد منها. إذاً لا وجه للمقارنة ولا داعي لها أصلا لأنها لن تقدم ولن تؤخر... إنما المهم أن لا نجعل المواطن يحمل هم مراجعة الإدارات الحكومية وان نتفق جميعا على أن نقدم خدمة أفضل ترضى من تقدم لهم هذه الخدمة من هذه الإدارة أو تلك وهذا بيت القصيد وما يجب أن تعمل عليه ونتعاون فيه... وهذا هو التطور والتحضر الحقيقي... وليس ما ترسخ في أذهان الكثير منا وهو التمسك بالشكل دون المضمون...فأصبح التحضر والتطور هو امتلاك السيارة الفارهة والمنزل الأنيق والملابس على الموضة والطعام الفاخر... و... و... الخ...أما الأمور المعنوية والتعامل الحسن والراقي وتقديم الخدمة الأفضل والأسرع...فقد تناسيناه إن لم نكن نسيناه بمعنى أمسكنا بالقشور وتركنا اللب “ للأسف الشديد “ !... والله المستعان. آية للتذكير قال تعالى :- “ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين... الآية “.