هذه نعمة للأسف الشديد تتكرر ... ونجبر على سماعها رغم أنها نعمة نشاز ... لا تطرب لها الأذان ولا تتقبلها النفس ... ولكن لابد من أن نسمعها نحن المراجعين من موظفين لدوائرنا الحكومية وإذا لم نخضع ونطيع لها بل نطرب لها و لمن يقولها لنا ... ونسمعها أكثر ما نسمعها من مدير عام مكتب (...) أو سكرتير الأستاذ (...) وإذا اعترضنا أو تفوهنا بأية كلمة فيها ما يدل على اعتراضنا أو استعجالنا لمقابلة ذلك المدير... فان الموضوع الذي أتينا له لن ينجز بل ربما يعقد ويعطل ولو كان سهلاً أو بسيطاً... إذاً يجب تنفيذ ذلك الأمر من مدير المكتب أو السكرتير... بمعنى حكم القوي على الضعيف . حقيقة عندما يذهب الواحد منا في قضية مراجعة في كثير من الأحيان يتجرع الذل إما من التطنيش وإما من رفع الصوت عليه وإما من حركات الإشارة التي يصدرها بعض موظفي الدولة إما الإشارة بأصابع اليد أو بواحد منها و إما بإشارة من الرأس أو الأعين أو ما يشاهد من بعض الموظفين يحدثك وأنفه شامخا أو لا ينظر إليك إطلاقاً ... عندها يتذكر المراجع القول الشهير (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ً ) . وهناك أمور أخرى لا تقل عن ما ذكرته سابقا عند كثير من الموظفين مدنيين وعسكريين عندما يراجعهم المواطن أو الوافد قبل ان يتفوه بكلمة ويشرح ما جاء من اجله يبادر إليه إما بالإشارة باليد أو قولا باللسان ... ( استريح استريح ... انتظر انتظر) ... والسؤال هنا هل المراجع جاء لكي يستريح أو ينتظر... ويشتد عجبي عندما استرجع عبارات قالها قلعة الأمن لدينا في بلادنا سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية ...عندما يتحدث عن فن الإدارة وحقوق المواطن ... فقد سمعته بأذني أكثر من مرة عندما قال سموه ... إذا وصل المراجع إلى الموظف فليستقبله ولينجز ما لديه مادام وصل إليه ولا يقول له انتهى الدوام راجعنا بكرة ... كذلك عندما يقول ( كلنا خدام للمواطن ولم يوضع احدنا في المكان الذي يعمل به إلا من اجل خدمته ... وغيرها كثير) . فيا ليت شعري أن يكون كل موظف في هذه الدولة الرشيدة متقمصا لشخصية نايف بن عبد العزيز ... كذلك أقول إني رأيت من يصل من المواطنين ... يصل إلى الشباك أو إلى الكاونتر أو إلى مكتب الموظف ثم يصد بعبارة من هذه العبارات (انتهى الدوام ... راجعنا بكره ... أنت منت شايف الساعة كم ... صح النوم دوبك جاي ... يا خوي انتهى دوامنا ... بكرة بكرة...) ومثل هؤلاء من موظفي الدولة يعتقدون أن هذا المراجع سعودي أو وافد قد جاء ليتسول أو يريد فزعة من هذا الموظف ... والحقيقة أن هذا الموظف إنما وضع من اجل خدمة هذا المواطن مدنياً أم عسكرياً وانه لو احتسب في أول يومه ما يقوم به من عمل لله سبحانه وتعالى سوف يكسب من جميع النواحي أولا رضا الله والأجر الذي يحصل عليه منه ثم دعاء ذلك المراجع له ثم طاعة ولي الأمر وكسب لقمة العيش حلالا . هل نسي مثل هذا الموظف انه كما تدين تدان وان هناك رقابة من الدولة لو فلت منها هذه المرة فلن يفلت الأخرى ... وقد قيل (مو كل مرة تسلم الجرة) ألم يتذكر هؤلاء وأولئك أن ولي الأمر في هذه البلاد وهو ملك البلاد ... يتشرف بان ينسب إليه عبارة خادم الحرمين الشريفين الم تمر على مثل هؤلاء عبارة شهيرة وضعت في كل مكان وطبقت على ارض الواقع وهي تقول (خدمة الحاج شرف لنا). أقول أخيراً ... إننا لن ننال حظاً من التطور المعنوي والمادي بصورة صحيحة إلا إذا طبقنا شرع الله ونفذنا أمر ولي الأمر ولا يكون ذلك إلا بان يضع كل شخص نصب عينيه أن خدمة المراجع شرف له واجر وكسب لخيري الدنيا والآخرة وطاعة لمن اسند له ذلك العمل أو تلك الخدمة... إذاً فلندع عبارة...المدير مشغول أو في اجتماع أو معاه تليفون...الخ...والله المستعان .