دمعتان لا تلتقيان أبداً .. دمعة الفرح بالفوز بالرئاسة في روسيا أمام (الأنصار) في الساحة الحمراء ، ودمعة الحزن على القتلى بآلة (الأسد) في ساحات التغيير!. شتان ما بين دموع التماسيح والمصالح ولو على حساب ارادة شعب ، وانتفاضة أمة تأمل في ازاحة سفاح يذبح شعبه بمددٍ أجنبي ، وسندٍ (ملالي) غريب الوجه واليد واللسان. وما بين دموع الأمهات الحرائر الحائرات في من يبكين .. الأب أم الأخ أم الزوج أم الولد الذين لم يبق منهم الا الاشلاء ويباس الدماء المتجمدة في العروق ، دمعة اللوعة والفراق على أسر ترملت ، وعوائل تيتمت وأخريات تشردت في الأودية والأصقاع .. دائماً هناك دمعة زائفة .. خادعة .. ماكرة .. تقابلها دمعة صادقة .. بريئة .. جريئة!. ما معنى الفوز بمقعد الرئاسة عبر تلال الجماجم والمذابح البشرية اليومية في سوريا؟. ما جدوى الانتصار المزعوم المسربل بطعم الدم؟. أي زهوٍ بعودة (القيصر) الذي أعطى (الأسد) الضوء الأخضر ليقتل ويدمر ويشرد؟! أي مودة تجنى من حاكم جزار؟. ولماذا الاصطفاف مع طاغية زائل ومعاداة شعب باقٍ على أرضه!. ما هذا العمى؟. من يعادي الشعوب هو الخاسر الأكبر ، ومن يقف ضد (الربيع) فستجرفه رياح الصيف الحارقة. بعيداً عن الانتهاكات الخطيرة ، وعدم الحيادية ولا المصداقية التي شابت الانتخابات الرئاسية الروسية بحسب إفادة وشهادة المراقبين الأوروبيين ، وبعد طي هذه الصفحة والتي كانت ضمن أجندتها في الدعاية الانتخابية (الورقة السورية) وإشهار الفيتو في وجه (الاعداء) لحماية الحلفاء ، الأمل معقود الآن على الاجتماع المرتقب يوم السبت القادم في القاهرة بين العرب والروس لعلَّ وعسىَّ أن تسهم (دمعة القيصر) الأخيرة في تحريك مشاعر الإنسانية ، واستدعاء الضمير الحي (الغائب) خلال هذه الجولة التفاوضية الماراثونية الشاقة في تليين الموقف الروسي باتخاذ خطوة تاريخية من أجل الضغط على (الحلفاء) لايقاف آلة المذابح والاعدامات والقتل اليومية حقناً للدماء السورية.