قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز (إن الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله انه غفور شكور) فاطر 29 ،30. وقال سيد الثقلين سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سن في الإسلام سنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده ، من غير أن ينقص من أجورهم من شيء) صدق سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الخليفة علي بن ابي طالب رضي الله عنه كم بين عمل قد ذهب تعبه وبقى أجره وبين عمل قد ذهبت لذته وبقيت تبعته. وقال الشاعر: ان الجميل وان طال الزمان به فليس يحصده الا الذي زرعا دومى على العهد مادمنا محافظه فالحر من دان انصافا كما دينا ومن الناس في هذه الأيام هداهم الله يتعاملون مع العمال والمستخدمين بطرق عديدة فمنهم من يجحد المستخدم حقه كاملاً ، ومنهم من يبخس حق العامل فلا يعطيه حقه كاملاً ، ومنهم من يماطل في حق العامل ولا يعطيه الا بعد جهد جهيد والغرض من ذلك حتى يمل العامل من كثرة المطالبة ثم يترك الطلب وليعلم كل من ظلم عاملاً أن الله رقيب عليه وخصم له يوم القيامة. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل اعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا وأكل ثمنه ورجل استأجر اجيراً واستوفى منه ولم يعطه أجره). فكيف نظلم من اجبرتهم ظروف الحياة على العمل لدينا وتركوا أهلهم وأبناءهم من أجل لقمة العيش ثم يبعث لأهله هناك كي يأكلوا ويدرسو ويعيشوا. | وقصة الرجل الذي أدى حرصه الشديد على اعطاء العامل أجره بل وتنميته له حين لم يأخذه أدى ذلك إلى نجاته مع رفاقه من موت محقق ونال بذلك رضى الله عز وجل . فقد قال هذا الرجل (اللهم اني استأجرت اجراء فاعطيتهم اجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت اجره حتى كثرت منه الأموال ، فجاءني بعد حين فقال ياعبدالله اعطني اجري فقلت له ما ترى من اجرك من الابل والبقر والغنم والرقيق فقال ياعبدالله لا تستهزئ بي فقلت له اني لا استهزئ بك فاخذه كله فاستاقه ولم يترك منه شيئاً ثم دعا هذا الرجل فقال (اللهم فان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون. | وقصة شعيب عليه السلام مع نبي الله موسى وكيف وفى له حقه واجزل له العطاء نظير سقي اغنام ابنتيه وكيف تتابع الآيات بقية القصة وكيف كان العمل وكيف كان الأجر. فياسادة ياكرام دعونا نعلم أبناءنا وندربهم على اعطاء المستخدم أو العامل أجره المكافئ لجهده دون ظلم أو مماطلة ونذكرهم دائماً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (أعطو الاجير أجره قبل أن يجف عرقه) وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.