كنت قد ذكرت في مقال الأسبوع المنصرم في هذه الزاوية ان الطوافة هي المهنة الوحيدة التي (عمرت وشاخت) بالتوارث عبر تداولها بين مجموعة واحدة من المواطنين وان هذا الحصر قلل من تطورها ما عدا النذر اليسير وناديت بضرورة تطبيق مبدأ الشراكة مع بقية القادرين من أبناء المجتمع المكي خاصة والسعودي عامة واواصل هنا ذكر مزايا هذه الشراكة وايجابية فتح المجال للقادرين على ممارسة هذه المهنة من خلال دخول مؤسسات مجتمعية وفردية مماثلة لما هو قائم إذ إن هذا الأمر يمثل سبيلاً هاماً للرقي بها وانجاح أهدافها ، لتكون رحابة الفرص المعطاة للجميع من أهم العوامل الدافعة للارتقاء بالخدمات المقدمة حيث سيبذل الجميع كامل جهدهم لتقديمها على أكمل وجه وسيسعى الكل سعياً حثيثاً لتكون أدوار مؤسساتهم مميزة وممتازة إذ ان التنافس سيفتح أبواباً واسعة لاثبات الذات ، وبذلك يكون البقاء للاصلح والأقدر من خلال التقييم العلمي والعملي المجرد لكل منشأة وليدة وبالتالي لا يبقى مكان للراسبين ، ولا يفوتني القول ان وزارة الحج تمتلك الأنظمة والآليات التي تستطيع بها تحقيق الأهداف المرجوة . ولديها القدرة على ضبط الأداء ، وطبقت ولازالت تطبق مبدأ الثواب والعقاب ، فالمقصر أو من يفشل في القيام بواجباته المناطة به لن يجد مكاناً في خارطة هذه المهمات العظيمة ولن ينال شرف الانخراط فيها مجدداً. ويقيني ان الجميع سيسعى جاداً مكرساً كل طاقاته لينال المراكز المتقدمة وليحصل على مرتبة السبق أو ما يقارب ذلك من خلال تقييم الأداء العام ومن دون شك لن يفرط العاقل في مثل هذه الفرص وسيبذل كل طاقاته كي يحظى بشرف مواصلة المهمة الرائعة بشكل سوي فالأمر مغر حتى وإن تخلله كبد ومعاناة وتعب وشقاء الا ان قصر الفترة (فترة الحج) ستعطيه دافعاً معنوياً وقدرة على الجلد والتحمل. وسنكمل في الأسبوع القادم إن شاء الله.