لا أحد يشك أن أهم عناصر بناء الوطن وتقدمه ونهوضه في التنمية الحضارية أو تأخره عن ركب التطور لا قدر الله هو شريحة الشباب من أبناء الوطن،فهم لديهم القدرة على المشاركة الوطنية الجادة في جميع نواحي الأعمال التي يحتاجها البلد وهم العنصر الهام الذي تبنى عليه لبنات البناء للوطن وبسواعدهم عندما تكون قوية بالعلم والإرادة يكون البناء شامخاً وقوياً يصمد امام الكوارث والمحن فهذه أشياء مسلم بها ومعروفة نحو مجمل شريحة الشباب في كل أمة لذلك توضع البرامج والخطط من أجل الشباب وتنفذ بشكل متواز مع خطط التنمية الوطنية وتعطى الخطط التي تستهدف الشباب الأهمية الأولى في جميع الدول التي تسعى إلى المستقبل الأفضل وتوفير فرص العمل والتعليم لشبابها بكل الامكانيات المتاحة وشبابنا السعودي يحتاج إلى المزيد من الاهتمام والعناية كونه يحمل من مجتمعه قيماً طيبة تصقل مساره إلى الحياة وفق ما تربى عليه ولكن في ظل المتغيرات التي تحدث في هذا العصر يجب الانتباه ووضع البرامج التي تخدم الشباب بكل جدية ومن ذلك اصلاح التعليم والتوجه نحو التعليم العملي وتأهيل الشباب في مجالات يحتاج إليها الوطن فعلاً مع بث روح الانتماء الحقيقي إلى وطن واحد والبعد عن العوامل المدمرة مثل الواسطة والقبيلة والاقليمية وغير ذلك لترسيخ مبدأ وطن واحد وأمة متساوية في الحقوق والواجبات وهذا ما يسعى إليه قائد أمتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله كذلك يحتاج شبابنا الآن إلى اتاحة فرص العمل له لأن العمل حق مشروع لكل مواطن ويدخل مفهوم العمل ضمن مفهوم الأمن الوظيفي المطلوب توفيره وأنا شخصياً اعاني منذ سنوات من ابني الذي تخرج من الجامعة منذ تسع سنوات ولازال عاطلاً عن العمل وهو يحمل بكالوريوس علوم ولازال يعيش حالة نفسية سيئة نتيجة عدم وجود عمل له ومثله كثير في وطني وهذا لا يمكن أن يرضى به ولي أمرنا حفظه الله وأنني أناشد المسؤولين بكل وطنية وانسانية إلى معالجة وضع الشباب بالتدريب والعمل والتعليم الجامعي وإشغال أوقات فراغهم بعمل مراكز شبابية تحت اشراف مختصين في الاحياء ذات الكثافة السكانية لصرفهم عن الانحراف والضياع وعمل مكاتب تنسيق في جميع مناطق المملكة تعمل على قبول الشباب في الجامعات وسلك العمل الوظيفي وفق أرقام لايمكن التلاعب بها ولا يسمح للواسطة والمحسوبية النفاذ إليها من أجل استيعاب شبابنا وجعلهم يشعرون أن الوطن لهم يشمل جميع اطياف المجتمع ومنهم الشباب وبذلك نحمي الشباب والوطن من الاخطار لأن الشباب في حقيقة الأمر فيهم الخير والشر معا خير إذا وجه الشباب التوجيه الصحيح وحصل على حقوقه المستحقة وشر إذا أهمل هذا الشباب ربما منه من يكون له اتجاه إلى الارهاب والجرائم بأنواعها والشواهد الان ملموسة ولا يمكن ان نغطي ضوء الشمس بغربال مهما قلنا من أقوال لا تسمن ولا تغني من جوع علينا النظر بنظرة ثاقبة وفاعلة إلى شباب الوطن ضمن خطط متقدمة تبنى للمستقبل من خبراء مختصين لحماية الشباب واعداده حسب المعايير الصحيحة وهذا فيه سلامة الوطن أولاً والشباب السعودي ثانياً ومنع الضرر والاضرار ونحن نعيش الآن في خير الوطن الكبير بمساحته ورجاله تحت ظل قيادة رشيدة لديها اهتمام بكل أطياف الشعب السعودي وبذلك نطمع إلى حلول عاجلة ومجدية من أجل الوطن وعماده الشباب الذي نتطلع إليه نحن جميعاً أن يكون طامحاً إلى مزيد من الآمال التي تبني المستقبل الواعد لبلادنا ونقول له كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي: شباب قنع لا خير فيه وبورك في الشباب الطامحين حمى الله الوطن وشبابه من الشر والاشرار ووفق الله الجميع إلى الخير.