ليبيا على مفترق طرق والفرحة التي عمت بسقوط نظام القذافي لم تكتمل ..كثير من المنغصات سادت الساحة الليبية ..المجلس الوطني الانتقالي يبدو في كثير من الأحيان عاجزاً وأن الأمور خارج سيطرته بالأمس استقال نائب رئيس المجلس عبدالحفيظ قوقه وبرر قوقه استقالته بأجواء حقد وكراهية أصبحت سائدة الآن وأن التوافق الشعبي الذي كان سائداً من قبل لم يعد موجوداً. ومن جهته حذر مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي من أن البلاد تنزلق إلى هوة بلا قرار بعد أن اقتحم محتجون مكتباً حكومياً في بنغازي أثناء وجوده بداخله ، وأضاف عبدالجليل أن المحتجين يجازفون بتقويض استقرار البلاد الهش بالفعل وأن ليبيا تمر بحراك سياسي قد يقود البلاد إلى هاوية. هذه الشهادة من عبدالجليل خير شاهد على الوضع الغامض الذي يحيط بمستقبل ليبيا ..فإذا كانت هذه بنغازي معقل الثورة والثوار تعاني من هذا الغضب الواسع ..فكيف تكون المدن الأخرى ..فطرابلس العاصمة سبق وأن شهدت اشتباكات مسلحة وطرابلس أبدت وجهات نظر في التشكيلة الحكومية وهي بقيادة الثوار لا تكترث كثيراً للمجلس الانتقالي ، أما على الحدود فحدث ولا حرج حيث تكاد تكون القبضة الحكومية معدومة. المستقبل غامض وعبدالجليل يقدم صورة متشائمة وكان الله في عون ليبيا والليبيين.