حسناً فعل معالي وزير الحج الدكتور بندر الحجار عندما صرح خلال زياراته لمؤسسات الطوافة بمكة المكرمة بأنه سيعلن قريباً عن اسم المتحدث الرسمي للوزارة ، وفي تقديري أن هذا التوجه العصري والذي غاب عن الوزارة في السنوات الأخيرة لهو خير دليل على أن الدكتور الحجار عاقد العزم على إحداث نقلة نوعية في هذه الوزارة وهذا ما ذكرته في مقالي بالندوة الغراء يوم الاثنين 24/1/1433ه وأنا استعرض السيرة الذاتية للفارس القادم اعانه الله. ولان أداء نسك الحج يحتاج إلى توعية شاملة والمعنيون بوزارة الحج من مؤسسات أرباب الطوائف والمطوفون انفسهم يحتاجون إلى ما أعتقد أن معالي الوزير يخطط له من تطويع التقنية الحديثة لأعمال الوزارة أو ما يسمى بالحكومة الإلكترونية كما هو مطلب للحاج والمعتمر حتى نرتقي للعالم الأول مبنى ومعنى وحتى يتحقق الأمل المعقود والحلم المنشود الذي يتطلع إليه ولاة الأمر في هذه البلاد المنار . خصوصاً وأن الجانب الإعلامي في وزارة الحج وفي العهد القريب كان يحابي صحيفة أو ناشراً وحيداً على حساب بقية الصحف وهذا إجحاف بحق المعرفة وتبادل المعلومات حتى باتت الظنون تخالج المرء وعندما تتحرر الوزارة من تلك القيود المصطنعة حتماً هي مقبلة على فكر تنويري جديد يواكب المرحلة الزاهية التي تعيشها بلادنا الغالية ولان عالم الفضائيات أصبح لكل من هب ودب حتى لمروجي الدجل والخزعبلات بمعنى أن تكلفة إنشاء المحطات الفضائية ليست بتلك المعضلة للتكاليف المادية العالية التي كانت حتى وقت قريب. فليت معالي الوزير الحجار يصدر تعليماته الفورية لتخصيص قناة فضائية باسم (قناة الحج والعمرة) بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام وسبب هذا التعاون على أن تصنف هذه القناة الجديدة على الإعلام السعودي والذي يضاف للقنوات العديدة السعودية التي أصبحت تشاهد على مستوى العالم وإن كان المادة الإعلامية بحكم التخصص تسند إلى وزارة الحج والعمرة بعد أن يستقطب لها اخصائيون مؤهلون وحرفيون إعلامياً فبهذه القناة الفضائية لو تم بثها فإنها ستكون خير معين للتوعية الشاملة التي يتبناها آمير المنطقة خالد الفيصل - حفظه الله - في الحملات الإعلامية الموجهة (لا حج بلا تصريح) وغيرها من المعوقات التي تصيب خطط الحج في مقتل .. وكم سرني ذاك العرض الخيالي الذي يحلم بأن تكون خطوات أداء مناسك الحج والعمرة والزياة خطوات مدروسة تضمن كرامة الحاج والمعتمر والزائر من خلال ما وفرته الدولة أعزها الله من بنى تحتية خصوصاً ونحن مقبلون عل طفرة حضارية مذهلة في عهد ملك الإصلاح والتنمية المستدامة عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ولاشك أن معاليه سجل في اجندته الخاصة ذاك الأمل نحو المستقبل المشرق خلال جولته التفقدية الأولى لمؤسسة مطوفي جنوب آسيا ففي ظني ليس الهدف من ذلك العرض الكرتوني للدعاية الرخيصة أولإثبات موقف بقدر ما هو إعلام موجه حتى لصغار السن لإدراك معنى الشعائر المقدسة وخطوات أدائها على الوجه الأكمل والأمثل. وكما قلت مراراً وتكراراً ولن يبح الصوت لأن خدمة الحرمين الشريفين والتي أفتخر بها ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله والتي تحتم على الجميع أن يكون خادماً لضيف الرحمن وكما قال الفيصل في إحدى المناسبات ان خدمة الحرمين وضيوف الحرمين من الحجاج والعمار والزوار ليست حكراً على أحد خصوصاً وان القاعدة الذهبية التي ارساها مؤسس هذه البلاد على الوحدة والتوحيد جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عندما قال سنكافئ كل من يحترم مهنة الطوافة ونجزل له العطاء أما المقصرون فلا مكان لهم في هذه المهنة بل سيحاسبون حساباً عسيراً. لأن خدمة ضيوف الرحمن سمعة وطن وليست إنجازاً خاصاً. وهذا ما تسعى إليه مؤسسة جنوب اسيا بقيادة رئيس مجلس إدارتها المطوف عدنان بن محمد أمين كاتب ورجال إدارته ولأن الحديث عن مهنة الطوافة والمطالب والاقتراحات التي ستصل إلى معالي الوزير الحجار خصوصاً بأنه ينفذ سياسة الباب المفتوح حسبما صرح أحد مرافقيه بأن لا يردوا طالب مسألة أو صاحب حاجة يطرق باب معاليه من المطوفين وغيرهم وانه لم يكلف بهذا التشريف الا لخدمة الجميع دون استثناء. وبهذه المناسبة أتمنى على بعض المطوفين في مؤسسات الطوافة أن يربو بأنفسهم عن الصاق التهم جزافاً بمجالس إدارات مؤسساتهم الذين فازوا في الانتخابات الأخيرة دون دليل واضح أو مستندات قانونية وشرعية فإن تشويه هذه المهنة قد يعرضها للمخاطر فلا تتساوى إنجازات مؤسسة فريدة مع خمس مؤسسات تسعى هي الأخرى للكمال والتميز ومن هنا قد يسحب البساط من تحت الجميع لا قدر الله ، وعندها لات ساعة مندم. وعندما نتحدث لعودة الإسكان إلى مؤسسات الطوافة والاعاشة وغيرها من الخدمات فبالله عليكم كيف يكون الحال إذا نوقشت بعض الملاحظات على صدر الصحف دون تثبت ومصداقية وحتى دون اللجوء إلى أصحاب القرار وتحمل تبعات تلك الملاحظات والجهاد في تلافيها بعيداً عن الكراسي الوثيرة وتسجيل موقف بزعم الجراءة في الطرح أو لاسقاطات شخصية لا تغني ولا تسمن من جوع وان كان من حق هذا البعض إذا إراد أن يلفت النظر إلى مشكلة ما ان يحدد ملامحها صراحة بدلاً من التشكيك وفق نظرية (من لم يكن معي فهو ضدي). وختاماً اسأل الحق جلت قدرته بأن تتضافر الجهود ويقنن العطاء وفق معايير محددة واضحة المعالم حتى لا يتهم أحد بالمحاباة أو المجاملة والتي قد تجعل العمل مباهاة وتفاخراً كما اسأله تعالى بأن يجعلنا جميعاً من الذين يفعلون ما يقولون وان لا يجعلنا كلابسي ثياب زور. وعلى الله قصد السبيل.