بعد عدة أسابيع مما يمكن أن يطلق عليه التسويف أقدمت سوريا أمس على الخطوة الجوهرية المنتظرة والتي يمكن أن تكون أساساً لعمل جاد ومثمر من أجل انقاذ سوريا من أزمتها ومحنتها الحالية. فقد وقعت سوريا أمس في القاهرة على بروتوكول المبادرة العربية ، والبروتوكول جزء من المبادرة العربية لانهاء الأزمة السورية والتي تقوم على الحوار بين السلطة والمعارضة. والبروتوكول يحدد الاطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب التي قررت الجامعة العربية ارسالها إلى ذلك البلد. إذن يمكن القول إن خطوة رئيسية ومهمة باتجاه انهاء الأزمة السورية قد بدأت وإذا ما صدقت النوايا فليس من الصعب الوصول إلى الهدف المنشود وهو استقرار دائم وآمن في سوريا من خلال مشاركة واسعة في السلطة ومن خلال اتاحة الفرصة للتجاوب مع طموحات وتطلعات الشعب السوري في الاصلاح. والموافقة على بروتوكول المبادرة خطوة مبدئية كما أشرنا وبداية لطريق طويل على سوريا أن تحرص تمام الحرص أن يكون التقرير النهائي هو التعاون الايجابي البناء. وكما اشار نبيل العربي فإن التوقيع ليس إلا خطوة أولى وينبغي التنفيذ الدقيق للانتقال إلى الخطوة التالية .. هذا ما نأمله منعاً للتدخل الدولي في سوريا.