لم تنسه الغربة خلافاته مع أحد أبناء جنسيته ، فسولت له نفسه قتله ظناً منه أن كونه لا يحمل ما يثبت هويته في المملكة سيجعله بمنأى من قبضة رجال الأمن ، فأقدم على فعلته بدم بارد ، فقتله ثم سرق ما معه ليثبت الإجرام المتأصل في نفسه ، لكن لم تمض أيام الا ويتم القبض عليه على يد رجال التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض الذين يثبتون يوماً بعد يوم أنهم في مستوى المسئولية ، وأنهم قوة لا يستهان بها ولا بقدراتها بما لديها من خبرة وإمكانات. تفاصيل الحادثة رواها مواطن ستيني حيث أفاد أنه عند حضوره إلى حظيرة أغنامه – الواقعة في منطقة صحراوية شرق مدينة الرياض غرب محطة الكهرباء التاسعة – لم يجد العامل لديه ( وهو أفريقي يقيم بطريقة غير نظامية ) وكان جواله مغلق وأنه شاهد آثار دماء في أرجاء الغرفة مقر سكنه وخارجها كما عثر على آثار حفر في نهاية تلك الدماء ووجد الجثة وهي مغطاة بالاتربه داخل حفرة ليست عميقة قام حينها بإبلاغ الجهات الأمنية التي انتقلت واتخذت كافة الإجراءات ونقلت الجثة للثلاجة وشرعت في البحث عن الجناة. ونظراً لأهمية القضية وخطورة الأسلوب الإجرامي فقد وجه مدير شرطة منطقة الرياض إدارة التحريات والبحث الجنائي بتشكيل فريق عمل على درجة عالية من الخبرة والتأهيل لكشف غموض هذه الجريمة البشعة ، وبالفعل قام الفريق بتتبع كافة الخيوط التي يمكن من خلالها التوصل إلى الجاني ، حيث بدأت بحصر علاقات المجني عليه والبحث عن معارفه وأصدقائه ودراسة سيرته الذاتية خلال تواجده بالرياض حيث كشفت التحريات عن وجود خلافات له مع أحد الأشخاص من أبناء جلدته في بلادهما ، تبين أنه توارى عن الأنظار عقب الحادثة مباشرة ، فتم توسيع دائرة البحث عنه في جميع المواقع وفي كل الاتجاهات ، وتوفرت معلومات عنه انه يتخفى بزي سعودي ويتنقل من مكان لأخر وقد أسفرت تلك الجهود عن القبض عليه في منطقة صحراوية شمال الأرطاوية التابعة لمحافظة المجمعة ، حيث اعترف انه أقدم على جريمته انتقاماً من المجني عليه نتيجة خلافات عقدية بينهما في بلادهما ، مضيافً انه بعد قيامه بالقتل قام بالاستيلاء على جوال المجني عليه بعد أن حفر له حفرة وأخفاه فيها ، كما ذكر أنه سبق وقام بقتل ثلاثة آخرين في بلادهم جميعهم من نفس الديانة. جرى إيقاف المجني عليه وسلمت القضية لجهة التحقيق المختصة.