أقول دائماً إنني من الإعلاميين الذين لا يحظون بالقبول من الكثيرين لجدالنا الدائم وواقعيتنا وصراحتنا دون تزلف أو نفاق أو مجاملات ، واقترابنا من صناعة الأحداث وتأثيرنا على الرأي العام وأمنياتنا على الأسئلة بالإجابة ! وفي الواقع أجدني منبهراً بتطورات وأعمال مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا سنة بعد سنة والبهجة تزداد أيضاً بالمخرجات التي نراها كل يوم متوائمة ومنسجمة تماماً مع احتياجات فريضة الحج مساندة لجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. والشاهد في الأمر أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا يؤكد دائماً وأبداً على ضرورة البذل والعطاء والتطوير المستمر في خدمات الحج المقدمة لضيوف الرحمن ومن الأهمية بمكان أن نجد مؤسسة جنوب آسيا تحقق تعليمات سمو الأمير نايف بمنتهى الدقة والحرص من قبل ربانها الإداري الماهر والرئيس البارع عدنان بن محمد أمين كاتب رئيس مجلس إدارة المؤسسة. وقد يكون المجال هنا لا يدعو لذكر أسماء شخصيات مبدعة إلا من كانوا نماذج مضيئة لا ينكر أدوارها القاصي والداني وحاشا أن نداهن أحداً أو جهة على حساب أقلامنا. ويشهد لله أن من سأتحدث عنه اليوم لم ألتقيه سوى مرة واحدة وأقسم أيضاً أنها جاءت بالصدفة وبالصدفة البحتة حيث تصادف وجودي في مكةالمكرمة برفقة الزميل الإعلامي المخضرم منصور نظام الدين في زيارة لهذا المطوف المعطاء لمهنته وعشقه الدائم لخدمة الحاج فقد كنت متجهاً إلى مدينة الطائف للمشاركة في سوق عكاظ. ولكن الصدفة قادتني حيث إن الزميل منصور أراد المرور على هذا المطوف لدقائق معدودة بشأن عمل صحفي فتحولت تلك الدقائق إلى ساعات حوارية وثقافية إعلامية وطنية بالغة. وحتى لا أبالغ فقد لاحظت متابعته الدقيقة بالهاتف وبالتحرك من مكتبه والتحدث مع هذا الحاج وذلك الموظف وأولئك العمال واتخاذ القرار الفوري المناسب للمشكلة التي مرت أمامه للتو وفي نفس الوقت متابعة مناقشته معنا حول المحور الإعلامي ذاك أو تلك القضية. وحقيقة.. فإن المدهش في الأمر أنه يتولى هذا الموسم إدارة أحد المكاتب الميدانية لخدمة ضيوف الرحمن لأول مرة على الرغم من أن والده وأجداده مارسوا مهنة الطوافة منذ ما يقترب من المائة عام. انه وليد محمد عزيز الرحمن المطوف بمؤسسة جنوب آسيا رئيس مكتب الخدمة الميدانية رقم (101) الذي أتحفنا بثقافته ومعرفته حين تحدث في تركيز بالغ وأسلوب موضوعي وواقعي ليقرأ لنا كمفكرين كل ما يحدث من فعاليات وإنجازات في الوطن متناولاً – كمثقف – دور المملكة الريادي على مر عصورها وملوكها تجاه كل قضايا الوطن والمواطن السعودي ولقد شرفني بإهدائه الثمين لي كتاباً عن الملك فيصل بن عبدالعزيز بعنوان “ الفيصل “ من إصدار شركة أفكار المملكة يتناول سيرة ومسيرة وبصمات وتاريخ الملك فيصل برعاية مجموعة بن لادن السعودية الرائدة في دعم المشاريع الإعلامية والفكرية ، وحقيقة فإن هذا الإهداء ينم عن ثقافة واطلاع وفكر المطوف وليد محمد عزيز الرحمن. أقول حقيقة إنه رئيس تنفيذي متمكن في إدارة مكتب الخدمة الميدانية إدارياً ومالياً وخدمياً بالتنفيذ المتقن والذهنية التخطيطية التنظيمية واهتمامه بأبسط وأدق الأمور التي تؤكد أنه على دراية كاملة بخدمات الحج والطوافة خطوة بخطوة. ولو استعرضنا المكاتب الميدانية التي كانت لهذه المؤسسة (93) مكتباً وأضاف إليها رئيس مجلس إدارة جنوب آسيا عدنان كاتب هذا العام (20) مكتباً لوجدنا أن سياسة عدنان كاتب اعطاء الفرصة للجميع ويظل هو شاهداً ومراقباً لمجريات وأعمال كافة المكاتب والحرص على النهوض بها في إطار العلاقة المتميزة بين مجلس الإدارة برؤساء مكاتب الخدمة الميدانية وهي علاقة الأب بأبنائه... وحيث ان فرحة الوالد بنجاحات أولاده تفوق فرحته بنجاحه ، فإن فرحة مجلس الإدارة بما تحققه المكاتب الميدانية من منجزات رائدة وتطوير لافت وأداء راق ، فرحة عظيمة وشرف كبير في خدمة حجاج بيت الله الحرام. وقبل أن أختم مقالي أعود للمطوف وليد محمد عزيز الرحمن فهو يعد نموذجاً وطنياً للمفكر الإداري والمطوف المبهر الذي يخدم وطنه مقدماً غوالي طاقاته وبصيرته ما يسدي لهذه الخدمة الميدانية المقدسة كل رؤية نافذة وكل فكرة ناجزة. ولأن تجربته جديدة فلا بد أن تكون متواضعة في آخر الموسم ، لكنني أؤكد قوله وفعله في ما يعيش من الواقع من تحولات وما يتمخض عنه من تحديات وأسئلة ستجد هذا المطوف أمامها مستعداً للبذل والعطاء بصورة مشرفة أول ملامحها إنكار الذات أمام ضيوف الرحمن حتى يحقق النجاح الأمثل. لقد أسعدني الحظ حقيقةً أن ألتقي هذا الرجل وفي تصوري أن عدنان كاتب رئيس مجلس إدارة المؤسسة قد نجح في اختيار هذه النخبة من الرؤساء الجدد للمكاتب الميدانية وهي دعوة لكل المؤسسات العامة والخاصة لدينا في حسن اختيار موظفيها وليكون شعارها دوماً “ أنت.. بما تعرف لا بمن تعرف “ !!