قبل عامين مضت وبهذه الزاوية تحدثت عن اللقاء الذي أجراه “ ملحق الأربعاء “ مع الأستاذ / جميل سمان رحمه الله والذي روى من خلاله معاناته مع المرض وبعد المجتمع عنه بعد إحالته للتقاعد وتناول رحمه الله كيفية مغادرة من كانوا حوله لإدراكهم أنه قد خرج من الإعلام خالي الوفاض ولا يمكنهم الاستفادة منه فلا مال يرفع رصيده بالبنك ولا دار يملكها. ورغم ماقدمه من دور إعلامي متميز وابتسامته التي لا تفارق شفتيه إلا أنه لم يجد يدا حانية تضع لمساتها على قلبه فتمنحه الحنان والدفء إذ تنكر له من كانوا قريبين منه بالأمس. وقلت حينها عبر مقالي المنشور بالعزيزة “ الندوة “ بتاريخ 9 سبتمبر 2009 م إن “ الأستاذ جميل سمان أراد أن يقول للجميع إن المرض أعياه كما أعيا زملاءه الآخرين من أمثال غالب كامل وماجد الشبل لم يجدوا يداً تحمل لقاحاً لعلاجهم ولا وقفة تحمل ابتسامة لشفائهم” . ويومها لم أجد بين من لبى النداء للوقوف إلى جانب استأذنا الراحل السمان سوى نفر قليل كان من أبرزهم الأستاذ / زياد فارسي نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة والأستاذ / هشام محمد كعكي رئيس تحرير الندوة الأسبق والشيخ / محمود بن سليمان بيطار عمدة الهجلة بمكة المكرمة والسيد / حبيب علوي الشاعر والكاتب الصحفي وعدد قليل من رجال الأعمال الذين أبدى البعض منهم استعدادهم للوقوف بجانب استأذنا الراحل / جميل سمان رحمه الله . لكنه كما كان جميلا في حياته العملية ازداد جمالا آخر قبل رحيله ففضل التزام الصمت أمام الوعود التي أطلقها البعض لدعمه ومساندته للخروج من الأزمة التي عاشها فلم يسع لمتابعة الكلمات والوعود التي انطلقت وظل في مكانه عزيزا ليموت عزيزا يفخر به أبناؤه وأقاربه. والمؤلم كما قالت “ جريدة الرياض “ في عنوانها المنشور يوم الجمعة 2 ذو القعدة 1432 ه “ خمسة وثلاثون عاماً في خدمة الإعلام السعودي.. جميل سمان«الابتسامة المميزة».. توفي ولم يحصل على منزل.! “ أيعني هذا جزاء لكل من عمل بالإعلام سنوات ؟. كم نتمنى أن تكون هناك نظرة نحو الإعلاميين الذين ضعف نظرهم وثقل ذهنهم وتنملت أيديهم خدمة للمجتمع وأفراده. وليت هيئة الصحفيين السعوديين تبدأ بمبادرتها تجاه الإعلاميين القدامى وتسعى لانتشالهم فلازال أمثال استأذنا الراحل / جميل سمان يعانون من بعد المجتمع عنهم ولازالوا يتذكرون مقولة استأذنا الراحل / محمد حسين زيدان “ المجتمع دفان “. فهل سنظل على موقفنا ليخرج بقية إعلاميينا من حياتهم العملية وهم مصابون بأمراض السكر والضغط والكوليسترول والروماتيزم واحتكاك العظام وآلام في الظهر بالإضافة إلى السمنة ولا يجدون من يواسيهم في مرضهم ؟.