بدأت امس في العاصمة المصرية القاهرة أعمال الدورة ال 58 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط برئاسة وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة رئيس الدورة السابقة ومشاركة 22 وزيرا للصحة في دول إقليم شرق المتوسط. وقال الدكتور الربيعة في كلمة افتتح بها الدورة إن هذا الإقليم وهو يعيش تداعيات سياسية ، واقتصادية ، وصحية ، ومتغيرات متسارعة وما صاحبها من فقدان غير مبرر لحياة الإنسان وكرامته ليؤكد أهمية الدور المناط باللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط تجاه الفرد والمجتمع بما يحقق المحافظة على حياة الناس ، والسعي تجاه الحد من مظاهر القتل والمرض والفقر وانتهاك كرامة الإنسان وحقوقه. وأعرب عن شكره وتقديره لأعضاء اللجنة الإقليمية على جهودهم إبان رئاسته لهذه الدورة وما تم فيها من منجزات في هذا الإقليم ودورهم الريادي لتحقيق هذه المنجزات ، كما أعرب عن شكره لمعالي الدكتور حسين الجزائري على ما قام به من جهود خلال رئاسته للمكتب وما قام به من عمل دؤوب لصالح الإقليم. وقدم وزير الصحة في ختام كلمته مقترحا بتكوين هيئة أو لجنة تنفيذية لدراسة المواضيع المزمع طرحها ، واعتمادها لتسهيل اعتماد القرارات ، ولإعطاء المواضيع الدراسة اللازمة قبل مناقشتها ، ولاختصار الوقت في اجتماعات المستقبل كما هو معمول به في مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، معربا عن أمله في أن ينال هذا المقترح الموافقة من أعضاء اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط. من جانبه قدم المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور حسين الجزائري شكره وتقديره للمملكة التي رفدت جهود المكتب الإقليمي في مواجهة المجاعة في الصومال بمبلغ عشرة ملايين دولار وضعتها تحت تصرفه ، معتبرا هذه الجهود بأنها بادرة كريمة من المملكة. وأعرب عن أمله في أن تشجع هذه البادرة الكريمة الدول الأخرى على دعم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط. وأكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أهمية الإصرار على مبدأ الشفافية الكاملة في عمل المنظمة ، وقابلية أعمالها جميعا للمساءلة ووضع ذلك حيز التنفيذ ، لافتا إلى أن هناك ثلاث قضايا في غاية الأهمية هي الازدياد الذي يحدث في الأمراض غير المعدية خاصة وأن مليونين ومئتي ألف حالة من الوفيات تحدث في الإقليم سنويا بسبب هذه الأمراض ، وقضية استئصال شلل الأطفال ، وقضية التأهب للطوارئ ومجابهتها لأن الصراعات والأزمات ليست بالأمور المستجدة على إقليم شرق المتوسط. وشدد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط على قيام المنظمة بواجباتها تجاه المتأثرين بحدوث هذه الأزمات وألا يكتفي بتوفير الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي بل يتجاوز إلى ضمان الاحترام لحقوق الإنسان والمثل الأخلاقية في المجتمع في جميع الأوقات وفي جميع الظروف ومن قبل جميع الأطراف. من جهتها أعربت مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارجريت تشان في كلمتها أمام الجلسة الافتتاحية للدورة الجديدة عن تقديرها لجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين ومبادراته تجاه الصومال وما قدمته المملكة من معونات مالية سواء للغذاء بمبلغ قدره 50 مليون دولار وكذلك الجهود الصحية والطبية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بمبلغ قدره 10 مليون دولار وما قام به شعب المملكة من معونات مالية وعينية وغذائية. وأضافت أنه تم إحراز تقدم هائل في شتى أرجاء العالم في مجالات الصحة ، موضحة أن وباء السل آخذ بالانحسار كما أن هناك تناقصا في معدلات حالات الملاريا والوفيات الناجمة عنها في بعض البلدان بمقدار يزيد عن نصف ما كانت عليه من قبل. وأفادت أن الأمن الغذائي أصبح قضية بالغة الأهمية والأمراض التي تنتقل بالعدوى أصبحت تهديدا صحيا واقتصاديا بالغ الجسامة في عالم تترابط أجزائه ببعضها ووسائل السفر الدولي السريع وغيرها من وسائل الاتصال المباشرة والفورية. وقالت مدير عام منظمة الصحة العالمية في ختام كلمتها إن الأمراض المزمنة غير المعدية هي الأمراض التي تحصل على القدر الأكبر من النفقات ، مبينة أن هناك دراسة أظهرت أن تكاليف معالجة السرطان أصبحت هذه الأيام غير ميسورة حتى في الدول الغنية ، وأن تكاليف معالجة مرض السكر تحصل على نحو 15 في المئة من مجمل الميزانية المخصصة للصحة. يشار إلى أن الدورة 58 لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط تناقش على مدى 4 أيام عددا من الموضوعات والمشكلات والقضايا الصحية التي تهم دول إقليم شرق المتوسط ، كما سيتم خلال هذه الدورة انتخاب مدير جديد للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط.